آمال : مبارزة

نشر في 11-08-2019
آخر تحديث 11-08-2019 | 00:20
 محمد الوشيحي عيدكم مبارك

حملت لنا الأخبار عنواناً ليس جديداً، بل يتكرر بين فترة وأخرى؛ "انسحاب اللاعب الكويتي فيصل الديحاني، من دور الـ 16، رفضاً لمواجهة لاعب الكيان الصهيوني". وكنتُ منذ بدء الخليقة، أو منذ عهد نوح عليه السلام، أقول موجهاً حديثي للمسؤولين، لا اللاعبين: "الانسحاب من البطولات، وبالتالي فوز اللاعبين الصهاينة، لا علاقة له بالتطبيع! فالتطبيع أمرٌ آخر يختلف كل الاختلاف عما تفعله اتحاداتنا الرياضية أو الثقافية، أو أي جهة تجبرها القرعة للوقوع في مواجهة ضد ممثلي الكيان الصهيوني الغاصب".

بل أكثر من ذلك، أزعم أن حضور لاعبي الكيان الصهيوني إلى الكويت، ضمن بطولة دولية أو ما شابه، لا علاقة له بالتطبيع وكسر المقاطعة، بل هو تنفيذ لقرارات دولية وقوانين رياضية ملزمة.

التطبيع، سيداتي سادتي، يكون في المواجهات الاختيارية، كمباراة ودية أو نحو ذلك. بل أزعم أكثر من ذلك، أزعم أن فساد الشأن المحلي، في أي دولة معادية للكيان الصهيوني، يفيد دولة الكيان أكثر من الانسحاب أمامها في بطولات رياضية. فالفساد الذي ينهب خيرات البلدان ويؤدي إلى ترهلها وسرقة أموالها وانهيار الإنسان من الداخل فيها، هو ما يحتاج إليه الصهاينة. أما المباريات، فالجميع يعرف أن القرعة أو التصفيات هي التي قادت إلى المواجهة غير الاختيارية بين اللاعبين أو الفريقين.

ولن أتحدث عن نتيجة الانسحاب من المقابلات الرياضية، التي هي فوز اللاعب الصهيوني على اللاعب العربي، أو الفريق الصهيوني على الفريق العربي، وبذلك يخرج اللاعب العربي من البطولة متنازلاً عن كل ما قام به من جهد وتعب وإعداد، وقد يكون حظه بالفوز أو المنافسة كبيراً جداً، فيذهب كل ذلك سدى، فينعكس الأمر على نفسيته ومستقبله.

يا أحبة، لنكرر المكرور: "محاربة إسرائيل ليست بالانسحاب عن مواجهة فِرقها الرياضية، بل بمحاربة الفساد الداخلي، وإعداد شعوب حرة تملك قرارها، بديمقراطية حقيقية، ومجتمع متماسك، وما شابه. أما غير ذلك فهو قشور في قشور في قشور".

back to top