خاص

أسعد بوناشي لـ الجريدة•: عملي يحمل الإنسان في تفاصيله ويدرأ العنصرية

«نحن في زمن الفن المعاصر لا الحداثة»

نشر في 11-08-2019
آخر تحديث 11-08-2019 | 00:00
يتنقل الفنان التشكيلي أسعد بوناشي بين الألوان ليرسم لنا لوحات إبداعية، إذ تعتبر تجربته إحدى التجارب التشكيلية المهمة، لديه حضور فاعل في المعارض الفنية المحلية والعربية والعالمية، ليثير الدهشة والإعجاب، لم يأته هذا التميز إلا بعد أن تعب في تكوين وتطوير نفسه، يقول في حديثه «كل كائن بشري يولد بفطرته الجميلة في التعبير عن حاجاته وأهدافه وطموحه لذا يجب أن يتعلم كيف يستخدم قدرته في التعبير، ومن خلالها يمكن أن يبني مجتمعاً».
«الجريدة» دخلت إلى العالم الفني والإنساني للفنان التشكيلي أسعد بوناشي، وأباح لنا بهذه التفاصيل:
• نود التعرف على بداياتك مع الفن التشكيلي؟ وما الصعوبات التي واجهتها؟

- بدأت فكرة عشق الفن والرسم منذ مرحلة الطفولة إذ تمت مقابلتي من الأستاذ الكبير محمد الشيخ الفارسي في الفنان الصغير، وصقلت هذا العشق حتى درست في كلية التربية وبعد أن تخرجت بدأت في أول معرض 2002، تحت عنوان الخروج عن الواقع واستمر العمل في مجال تقديم الرسائل إلى يومنا هذا، وقدمت أكثر 8 معارض شخصية داخل الكويت وخارجها، وآخرها كان في تركيا 2017، إضافة إلى العديد من المشاركات، أما الصعوبات لم تكن إلا أحجار عثرة صغيرة وهي كثيرة بلا شك في سيرتي لكن تم تحطيمها جميعاً بالعلم والتعلم والبحث والمحاولة ولم تعد موجودة اليوم.

• إلى أي مدى تتفق مع هذا القول، إن "الفنون خير سفير بين ثقافات الدول"؟

- لغة الإنسان منذ حقبة الإنسان الحجري والبدائي هي الفن، وقبل اكتشاف الكتابة بعشرين ألف سنة، والتخاطب يكون بينهم من خلال الحفر على الأحجار أو الرسم، كما تم اكتشافها في جنوب الجزائر في جبال طاسيلي وبعض دول أوروبا مثل كهف "شوفيه" في فرنسا وغيرها وتعود لعشرين ألف سنة وأكثر، وكلهم سفراء لثقافتهم، ونحن نكمل هذا النهج في التاريخ اليوم ونعبر عن أفكارنا بالرسم والابداع .

سلفادور وبيكاسو

• منذ القدم كان للفنانين دور بارز في إشاعة ثقافة السلم والتعايش بين الشعوب، برأيك هل مازال هذا الدور فاعلاً في هذه الأيام؟

- بلا شك لكنه يتطور، كل عمل فني يقدمه الفنان يمثل نفسه وعقليته لكن ينتسب بالنهاية إلى مسقط رأسه، فأعمال سلفادور وبيكاسو مازالت تذكر باسم أعمال فنانين إسبان وهي إرث إسباني وأعمال دافنشي مازالت إيطاليا تطالب فرنسا بحقها، كما أن أعمال تاريخ مصر الفرعونية أيضاً تعد إرثاً قومياً وتمثل ثقافة دولة، وغالباً ما تكون رسائل الفنان سامية لذلك لها قيمة كبيرة.

الفن المعاصر

• هناك عدة مدارس في الفن التشكيلي منها الكلاسيكي والتكعيبي والواقعي وغيرها إلى أي المدارس تنتمي؟ ولمَ؟

- نحن في زمن الفن المعاصر لا الحداثة، إذ اتفق النقاد على أن الحداثة انتهت منذ خمسين عام تقريباً في السبعينيات، لكن مازلنا نقف في الكويت عند عتباتها، اليوم أصبح المفهوم هو الأهم وأياً كان ما يقدمه الفنان فهو معاصر اليوم.

• لكل فنان أسلوب يمتاز به ويظهر من خلال أعماله الفنية فما سمة أسلوبك الفني؟

- ليس متميزاً، لكن عملي يحمل دائماً قيمة الإنسان في تفاصيله والعقل البشري ويدرأ العنصرية، ومجالي مختلف كعديد من الفنانين في العالم، أُقدم المعاصرة بتنوعها فيديو آرت، أعمالاً مركبة، ومفاهيمي ولوحات زيتية سريالية فهو يعتبر معاصر.

الدراسة والمعرفة

• هل الموهبة الفطرية تعتبر العنصر الأساسي للإبداع لدى الفنان أم لابد من الجانب الأكاديمي والدراسي؟

- كل كائن بشري يولد بفطرته الجميلة في التعبير عن حاجاته وأهدافه وطموحه لذا يجب أن يتعلم كيف يستخدم قدرته في التعبير، ومن خلالها يمكن أن يبني مجتمعاً، والدراسة والمعرفة والكليات الأكاديمية للفنون تنمي هذه القيمة الأساسية للبشر لذلك هي تأتي قيمتها في الإحصاءات العالمية تحت كليات الطب في الدول الاوروبية ونحن لا نملك كلية إلى اليوم.

• ماذا عن لوحة بانوراما الكويت الأولى هل تعتقد أنها إضافة شيء جديد أم أنها كباقي اللوحات الفنية مجرد عمل فني؟

- هي لوحة ضخمة ورمز تاريخي لنشأة الكويت ودراسة لأقرب تصور لهذه الأرض الكريمة، وكيف كان المعمار في بداياتها ويحب أن تكون موجودة قبل 100 عام، فكل الدول لديها دراسات لنشأتها، إذ أخرجنا ما في بطون الكتب أنا والباحث بشار خليفوه لأكثر من سنة، وتم عرضها في جمعية الفنون التشكيلية وقدمنا محاضرة لشرحها وكيف تمت دراستها حتى نخرج المدينة من تحت التراب وليفهم طفل المستقبل كيف كانت مدينة الكويت في القرن الثامن عشر.

• إذن هل تفكر بإقامة معرض عالمي يحاكي بداية الكويت القديمة؟

- نعم وبدأنا أنا والباحث بشار في وضع القواعد الأساسية لمعرض جديد سنعلن عنه عما قريب، ولن نتوقف في إثراء التاريخ فهناك الكثير من الجمال في تاريخ الكويت والكثير من قصص الحب.

• هل تتفق أم تختلف مع مقولة الفنان العالمي بابلو بيكاسو أن "الرسم طريقة أخرى لكتابه المذكرات"؟ ولمَ ؟

- حقيقة المذكرات هي ما تجعلنا نؤمن بترك أفضل ما تعلمناه للجيل القادم، الفنون أرقى ما وجد في هذا الكون، فالثقافة والفن هما ما ميزا الإنسان عن سائر المخلوقات، والطمع والجشع والثروات هي ما تجعلنا نقترب للجهل والفساد والقمع والحروب، وهي ليست إلا أشياء مؤقتة ونحن ندعو للإبداع والثقافة وبناء كليات الإبداع، ولا ندعو للثراء والمال فكل ثري يغرق في الهموم وهذه حقيقة، والفن مخرج من الهموم وليس كما يشاع أن الفنان فقير، الفنان فقط يعاني من وجوده بين عقلية مادية وجشعة حوله فقط، لكنه متحرر ومسالم ويعيش أفضل من آلاف البشر.

والفنان دائم الدخول في حالة سلم والعقل البشري بفطرته مسالم متسامح محب لذكرياته الجميلة محب للعلم والتقدم، والفن وسيلة للتفاهم ووسيلة لمعرفة وزن ثقافة الدول وتاريخها العظيم منذ آلاف السنين وغداً سيكون هناك الكثير من المبدعين في الكويت والكثير من المعارض والمتاحف والمسارح والمفكرين والنصب التذكارية والأعمال المفاهيمية من خلالها ينمو الوعي والإدراك لقيمة الدولة.

• أخيراً ما جديدك؟

- معرض التراث المعماري بالإضافة الى العديد من المشاركات.

«لوحة بانوراما الكويت»

قال الفنان التشكيلي أسعد بوناشي، إن لوحة "بانوراما الكويت" لم يتم تبنيها من أي متحف أو جهة كويتية، لكن جرى تقييمها في لقاء خاص مع مدير "ناشيونال جيوغرافيك" ذكر لي هذه القصة أغرب ما سمعت للكويت كيف تهمل دراسة نشأة دولة بهذه القيمة !؟، والشخص الذي تبناها هو المهندس وضاح الزيد وقد شيدها مع مقتنيات حكام الكويت وتراثها النادر الخاص في متحفه بقرطبة.

وأضاف أن اللوحة دخلت في بحث تاريخ الكويت لدراسة الطيران البريطاني كما كتبت عنها وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، وفي الهند وإيران وجامعة هارفارد، وكتب الباحث الكبير محمد الشيباني رسالة في مجلة مركز المخطوطات والوثائق الكويت تشيد وتشكر جهود العمل، وتم اقتناء نسخة لمتحف رومانيا الدولي، ورغم عدم تبنيها من الدولة فإننا لم نستسلم وبعد عشر سنوات من البحث والتقصي قدمنا لوحة الكويت الثانية للقرن التاسع عشر في معرض التراث المعماري في نهاية 2018.

عدة مدارس في الفن التشكيلي منها الكلاسيكي والتكعيبي والواقعي

«بانوراما الكويت» لوحة ورمز تاريخي لنشأة الكويت

حقيقة المذكرات تجعلنا نؤمن بترك ما تعلمناه للجيل القادم
back to top