آمال : مانشيت لا ينضب!

قبل يومين جاء مانشيت هذه الجريدة كالتالي: "النفقات بالميزانية ترتفع ونوعيتها تتردى"، وهو تقريباً مشابه لما كنت قد قلته قبل سنوات في برنامجي التلفزيوني!

لكن هذا لا يعني أن تشوه هذه الجريدة صورة أمنا الكويت، فيفرح العذال ويحزن الوزراء، ويحزن المحبون لها. كان على الجريدة أن تضع ألوان علم الكويت على صفحتها الأولى، وتُظهر الكويت بالصورة التي ترفع شأنها أمام العالمين، ثم تشرح للمسؤولين سراً انتقاداتها، دون أن تنسى أن تجلب الخبراء لتضع للحكومة الحلول الناجعة.

المهم هنا ليس الإصلاح، بل صورة أمنا ومظهرها أمام الناس في الخليج والعالم، فالفساد موجود في كل بلد في هذا الكوكب، والكويت ليست من كوكب آخر.

صدق أو "عنّك ما صدقت"، أن هذا الكلام كان يصلني بكثرة عندما كنت أتحدث عن الفساد الحكومي، الذي تحول إلى غول يلتهم الدولة بما فيها من حجر وبشر وشجر وبقر.

على أنني الآن لست حزيناً على ما فات، بل خائفاً إلى حد الرعب مما هو آت، فما زال في الأرض نفط، وما زال النفط مطلوباً، وما زالت الحقول ملأى ومتخمة به، وما زالت الخزينة تستقبل الأموال وتودعها بحفاوة بالغة، وما زال المانشيت صالحاً للمستقبل، لا ينضب إلا بنضوب النفط، أو نضوب هذا النهج السياسي المريع.