خاص

كوشنير سمع في القاهرة تمسكاً بـ «حل الدولتين»

سعد الدين إبراهيم لـ الجريدة•: يجب أن يعتمد الفلسطينيون مبدأ «اقبل ثم طالب»

نشر في 02-08-2019
آخر تحديث 02-08-2019 | 00:05
السيسي مستقبلاً كوشنير في القاهرة أمس (أ ف ب)
السيسي مستقبلاً كوشنير في القاهرة أمس (أ ف ب)
التقى مستشار الرئيس الأميركي وصهره غاريد كوشنير، أمس في القاهرة، بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في ثالث محطة للمسؤول الأميركي، الذي سبق أن زار الأردن وإسرائيل في إطار جولة موسعة في المنطقة، تهدف إلى استكمال وضع الشق السياسي في خطة السلام الأميركية بين إسرائيل والفلسطينيين المعروفة بـ"صفقة القرن"، بعد أن عرضت الخطوط العريضة للشق الاقتصادي من الخطة في مؤتمر المنامة الشهر الماضي.

ورافق كوشنير المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وهو صاحب التصريحات الشهيرة التي نفى من خلالها بشكل قاطع أن تكون خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام تضم أي تصور لمنح أرض من شبه جزيرة سيناء المصرية لاستضافة الفلسطينيين عليها بعد نقلهم من قطاع غزة، ووصف مثل هذه التقارير الإعلامية حول هذه النقطة بـ"الكاذبة".

حل الدولتين

المتحدث باسم الرئاسة المصري بسام راضي، قال إن الرئيس السيسي أكد خلال لقائه كوشنير، أن القاهرة تدعم جميع الجهود الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، والدفع قدما بمساعي إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، بما يسهم في إعادة الاستقرار، وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط.

كوشنير بدوره استعرض الاتصالات التي يقوم بها الوفد الأميركي مع مختلف الأطراف بالمنطقة، سعيا للدفع قدما بجهود إعادة مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكدا الأهمية البالغة التي توليها بلاده للتشاور مع مصر في هذا الإطار، باعتبارها مركز ثقل لمنطقة الشرق الأوسط، وأشاد بالدور المهم لمصر لتعزيز أسس الاستقرار والسلام في المنطقة، ومكافحة الإرهاب والتطرف بكل صوره، منوها بالنجاح الملموس في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري.

وكان السفير الأميركي لدى اسرائيل أكد في تصريحات، أمس الأول، أن صفقة القرن لا تتضمن أي ذكر "لحل الدولتين"، مضيفا ان الإدارة الحالية تؤمن بالحكم الذاتي للفلسطينيين.

نتنياهو وعبدالله

وكان كوشنير التقى، أمس الأول، في القدس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قادما من الأردن، حيث استقبله العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وأعاد الملك عبدالله التأكيد على ضرورة تحقيق السلام العادل والدائم، وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، استنادا إلى حل الدولتين، ووفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وقبل ايام اجرى العاهل الأردني زيارة إلى القاهرة التقى خلالها السيسي.

في غضون ذلك، رأى الخبير في العلاقات المصرية- الأميركية أستاذ علم الاجتماع السياسي سعد الدين إبراهيم، في تصريحات لـ"الجريدة"، أن الإدارة الأميركية مصرة على تمرير ما بات يعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن"، متوقعا أن توافق الأطراف العربية في نهاية المطاف على ما يعرضه صهر الرئيس الأميركي، لكن مع زيادة الضمانات لمصلحة الشعب الفلسطيني، وإجراء تعديلات جوهرية على ما هو معروض في خطة كوشنير في شقها الاقتصادي.

ولفت إبراهيم إلى أن "صفقة القرن" بدأت على أرض الواقع بالفعل، بعدما اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأقر ضم هضبة الجولان، داعيا الفلسطينيين إلى قبول ما هو معروض "رغم أنه أقل من المتوقع والمأمول"، من أجل البناء عليه مستقبلا، مضيفا: "يجب أن يعتمد الفلسطينيين مبدأ اقبل ثم طالب، لأن الرفض الكامل المستمر منذ قرن لم يؤد إلى أي نتائج إيجابية، لذا المنطقي أن يقبل العرب ما هو معروض حاليا ويبدأوا التفاوض والبناء عليه مستقبلا".

من جهته، أكد الباحث الفلسطيني المقيم في القاهرة، عبدالقادر ياسين، لـ"الجريدة"، أن زيارة كوشنير للمنطقة تأتي في إطار تسويق "صفقة القرن"، التي تعد من أركان تصور الإدارة الأميركية لمستقبل المنطقة، والتي تصفي القضية الفلسطينية فعليا، وهي خطة تسير حثيثا في انتظار نتائج الانتخابات في أميركا وإسرائيل. وأضاف: "كوشنير أخذ على عاتقه تمرير هذه الصفقة عبر عرضها على العالم العربي، في المقابل تلتزم الدول العربية الصمت، ولم تعلن دولة واحدة موقفها الصريح مما يدور حاليا".

back to top