«الكاريكاتير».. ما بين نقد الجمهور وإنحسار حضوره بالصحف

نشر في 24-07-2019 | 10:40
آخر تحديث 24-07-2019 | 10:40
كوكبة من فناني رسم الكاريكاتير
كوكبة من فناني رسم الكاريكاتير
في ضوء التطور التكنولوجي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي تواجه صناعة الكاريكاتير اليوم تحديات حديثة تتمثل في الرقابة الشعبية (سوشيال ميديا) وتفاعل الجمهور مع الاعمال المنشورة في مقابل تراجع اهتمام وسائل الاعلام بهذا الفن الصحفي الذي يختزل في خطوطه المواقف والآراء بشكل ساخر.

ويحمل فن الكاريكاتير رسالة اجتماعية وسياسية واقتصادية جريئة وهادفة لتقويم الاعوجاج في المجتمع وإصلاحه وكذلك تسليط الضوء على القضايا المهمة المطروحة على الساحة في محاولة لإيجاد العلاج الناجع لها.

وبعد انتشار مواقع التواصل لاجتماعي شهدت صناعة الكاريكاتير نقلة نوعية ما بين الرقابة الشعبية وسلطة الرقابة ورئاسة التحرير اذ كان هناك رئيس تحرير يقرر فيما إذا ستنشر الرسوم أو لا في حين أصبح بإمكان رسام الكاريكاتير بعد بروز هذه المواقع نشر كل شيء عبر حسابه الرسمي بغض النظر عن المحتوى.

ويرى عدد من الرسامين أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد أفضل من الصحف الورقية وتحقق الشهرة والانتشار على المستويين الإقليمي والعالمي فيما يرى آخرون ان انتشار هذه المواقع أضعف فن الكاريكاتير بسبب عدم خضوع الاعمال المنشورة لرقابة رسمية كما كان سائدا في السابق.

يذكر ان مجموعة من الفنانين الكويتيين قرروا التجمع في القاهرة للمشاركة في الملتقى الدولي السادس للكاريكاتير الذي استضافته مصر خلال الفترة من السادس الى 21 يوليو الجاري في محاولة منهم للحفاظ على هوية الكاريكاتير وبقائه في ضوء الصعوبات التي تواجه هذا الفن وانحسار قراء الصحف الورقية.

وفي هذا الإطار قال مدير جمعية الكاريكاتير الكويتية الفنان محمد ثلاب لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش الملتقى "ان فن الكاريكاتير لا يرتبط فقط بالسياسة بل بالمجتمع كله ونحن نهدف من خلال هذا الفن الى نشر الفائدة وتسليط الضوء على مواطن الخلل".

واضاف انه على الرغم من انتشار فن الكاريكاتير وظهور عدد من الفنانين الشباب بفضل مواقع التواصل الاجتماعي فانها تسببت في الوقت ذاته في ضعف مستوى بعض الافكار الكاريكاتيرية جراء عدم وجود رقيب على النشر بعكس الصحف التي يكون فيها رسام الكاريكاتير مراقبا من ادارة التحرير لتقديم محتوى أفضل.

من جهته قال امين صندوق الجمعية الفنان سامي الخرس ل(كونا) ان رسام الكاريكاتير هو فنان تشكيلي يبحث عن هوية أو بصمة تميزه عن بقية الفنانين مبينا أن التحدي هنا بالفكر الذي يطرحه للقارئ ومدى تقبل الناس لطرحه من خلال رسومات كاريكاتيرية.

واضاف ان مواقع التواصل الاجتماعي رغم سهولتها وسرعة وصول الرسومات للمتابعين الا انها "وسيلة غير ربحية للفنانين وقد تدفع الكثيرين منهم الى اعتزال المهنة بسبب تراجع الصحف وتقدم تلك المواقع".

وذكر الخرس ان الصحف الورقية في طريقها الى الانحسار الامر الذي سيؤثر سلبا على رسام الكاريكاتير الصحفي الذي يمارس هذه المهنة.

بدورها قالت نائب رئيس الجمعية الفنانة سارة النومس ان من الصعوبات التي يواجهها فن الكاريكاتير تراجع الاهتمام به وضعف الاقبال على المعارض والفعاليات الكاريكاتيرية.

وعن أبرز التحديات التي تواجه رسامي الكاريكاتير للمحافظة على الهوية ذكرت النومس ان فن الكاريكاتير "جريء ولا يجامل" الامر الذي يجعل البعض يعتقد ان الفنان يستخدم فرشته سلاحا للهجوم المباشر على الاشخاص.

واضافت ان الفنان يستقى ما يراه من قضايا في مجتمعه المحلي لطرحها في رسوماته أكثر من القضايا الدولية شريطة الا يتجاوز الخطوط الحمراء لان الكثيرين في المجتمع العربي متحفظون ولا يقبلون النقد الساخر.

وبينت ان مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في انتشار فن الكاريكاتير وحققت لهم شهرة عربية واجنبية.

من ناحيته قال عضو الجمعية الفنان حمد مطر ان من اهم الصعوبات في مهنة الرسم الكاريكاتيري هي كيفية تلقي الجمهور للرسالة التي يريد الفنان توجيهها اليه "ومن الممكن ان يفهمها الجمهور بطريقة خاطئة تزعج الفنان او قد تدفع به الى المساءلة القانونية".

واوضح ان هذا الفن "حساس" ويحتاج لاهتمام وتواصل اجتماعي مستمرين مع الناس للتعرف الى همومهم والتفاعل معها بطريقة يستلطفونها وتصل الى قلوبهم بكل سهولة.

وذكر ان من اهم مقومات فن الكاريكاتير هو الانتشار الذي ساهمت فيه وبشكل كبير وسائل التواصل الاجتماعي والاجهزة الذكية لاسيما مع زيادة متابعي تلك الوسائل معربا عن توقعاته في ان تصبح البديل المقبل للصحف الورقية.

وحول كيفية الحفاظ على الهوية وعدم التكرار قال مدير العلاقات الخارجية في الجمعية الفنان محمد القحطاني ل(كونا) ان هذا يعد من التحديات التي تواجه رسام الكاريكاتير لاسيما ان القضايا الاجتماعية والسياسية لا تحمل اي جديد ما دفع البعض الى البحث عن قضايا دولية.

واضاف ان الاعلام الالكتروني والصحف الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ضيقت مساحات الصحافة الورقية ما دفع الفنانين الى تلك المواقع لضمان سرعة انتشار اعمالهم للجمهور.

وعن الدور الذي يؤديه رسام الكاريكاتير قال القحطاني ان الرسام يحمل رسالة لتسليط الضوء على المشكلات التي تواجه المجتمع وهو مسؤول عن نقلها بأمانة والتعبير عن وجهة نظره.

واوضح ان رسام الكاريكاتير يتمتع بحرية كبيرة في التعبير عن الرأي والانتقاد لكن هذه الحرية تحتاج الى ثقافة وعلم ودراسة وفهم لكي لا يقع في المحظور.

وذكر أنه على المستوى الشعبي أصبح الكثيرين من المتابعين للكاريكاتير في مواقع التواصل الاجتماعي يعارضون اي فكر للفنان يخالف مبادئهم أو توجهاتهم أو حتى مصالحهم الشخصية.

back to top