إيران «تحتجز» ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز.. وتفرج عن أخرى

تنديد بريطاني أمريكي بـ «التصعيد غير المقبول».. وتبحثان سبل الرد

نشر في 20-07-2019 | 01:49
آخر تحديث 20-07-2019 | 01:49
No Image Caption
احتجز الحرس الثوري الإيراني الجمعة ناقلة نفط بريطانية أثناء عبورها مضيق هرمز، واستولى لبعض الوقت على ناقلة ثانية تملكها شركة بريطانية قبل أن يفرج عنها، في تصعيد كبير للتوتّر في مياه الخليج أعقب تمديد سلطات جبل طارق البريطانية لشهر إضافي فترة احتجاز ناقلة إيرانية أوقفتها قبل أسبوعين.

وقال الحرس الثوري في بيان على موقعه الإلكتروني إنّه «صادر» مساء الجمعة ناقلة النفط البريطانية «ستينا إمبيرو» إثر خرقها «القواعد البحرية الدولية» لدى عبورها مضيق هرمز، مشيراً إلى أنّ توقيف السفينة تم بطلب من «سلطة الموانئ والبحار في محافظة هرمزغان».

وأوضح البيان المقتضب أنّ السفينة «اقتيدت بعد السيطرة عليها إلى الساحل حيث تمّ تسليمها إلى السلطة من أجل بدء الإجراءات القانونية والتحقيق».

وأتى الإعلان عن مصادرة السفينة البريطانية بعيد ساعات من قرار المحكمة العليا في جبل طارق تمديد فترة احتجاز ناقلة النفط الإيرانية «غرايس 1» 30 يوماً إضافياً.

وكانت هذه الناقلة احتجزتها سلطات المنطقة البريطانية بشبهة أنّها كانت متوجّهة إلى سوريا لتسليم نفط في انتهاك لعقوبات أميركية وأوروبية، بحسب ما أعلنت حكومة جبل طارق.

وكانت قوات البحرية البريطانية وشرطة جبل طارق، المنطقة البريطانية الواقعة في أقصى جنوب اسبانيا، احتجزت السفينة التي تحمل 2,1 مليون برميل نفط، في 4 يوليو اثناء عبورها مياه المنطقة.

وردّت إيران بغضب شديد على احتجاز ناقلتها، واصفة ما قامت به بريطانيا بـ «القرصنة» ومحذّرة من أنّها ستردّ على هذا العمل بمثله.

وسارعت لندن إلى التنديد باحتجاز الناقلة البريطانية، مؤكدة أنّ السلطات الإيرانية احتجزت ناقلة ثانية أثناء عبورها المضيق الاستراتيجي الجمعة، في عمل «غير مقبول» و«مقلق للغاية».

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في بيان «أنا قلق للغاية من مصادرة سفينتين من قبل السلطات الإيرانية في مضيق هرمز»، مؤكداً أنّ «أعمال الاحتجاز هذه غير مقبولة».

وفي حين لم تؤكّد طهران احتجاز الناقلة الثانية، أعلنت شركة «نوربولك» البريطانية للشحن البحري ليل الجمعة أنّ الحرس الثوري الإيراني أفرج عن سفينتها، ناقلة النفط «مصدر» التي ترفع علم ليبيريا، بعدما استولى عليها عناصره لبعض الوقت أثناء إبحارها في مضيق هرمز.

وقالت الشركة في بيان إن «الاتصالات استعيدت مع السفينة، وقد أكّد قائد السفينة أنّ الحرّاس المسلّحين غادروها وأنّ السفينة حرّة بمواصلة رحلتها، جميع أفراد الطاقم في أمان وبخير».

من جهته، قال هانت في بيانه إن الحكومة البريطانية ستعقد اجتماعاً وزارياً طارئاً مساء الجمعة «لمراجعة ما نعرفه وما يمكننا القيام به لضمان الإفراج سريعاً عن السفينتين».

وأضاف أنّ سفير بريطانيا في طهران يجري اتصالات بالسلطات الإيرانية «لحلّ الوضع».

وإذ قالت الحكومة البريطانية إنّها لا تعتقد أنّ أيّ مواطن بريطاني كان على متن أيّ من السفينتين، فقد ناشدت إيران السماح لهما بالمغادرة.

وقال هانت «من الضروري الحفاظ على حرية الملاحة وأن تتمكن جميع السفن من التحرك بأمان وحرية في المنطقة».

وفي واشنطن اتّهمت الإدارة الأميركية السلطات الإيرانية بـ «تصعيد العنف»، في حين أعلن الرئيس دونالد ترامب أنّه سيناقش هذه المسألة مع بريطانيا.

ورداً على سؤال عن احتجاز الحرس الثوري السفينة البريطانية قال ترامب لدى مغادرته البيت الأبيض «قد تكون (ناقلة) واحدة، قد تكون اثنتين»، مضيفاً «سنتحدث مع بريطانيا، سنعمل مع بريطانيا».

من ناحيته، قال غاريت ماركيز المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في بيان «إنّها المرة الثانية خلال ما يزيد قليلاً عن أسبوع تكون فيها المملكة المتحدة هدفاً لتصعيد العنف من قبل النظام الإيراني».

وأضاف أنّ «الولايات المتحدة ستواصل العمل مع حلفائنا وشركائنا للدفاع عن أمننا ومصالحنا ضد سلوك إيران الخبيث».

وأعلن البيت الأبيض أن ترامب بحث مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي الجمعة «الجهود الجارية لضمان ألا تملك إيران السلاح النووي».

وقبل ساعات من ذلك، أوضحت وزارة الخارجية موقف الإدارة في عرض للدبلوماسيين المعتمدين لدى واشنطن.

وقال دبلوماسيون إن نحو 100 مبعوث شاركوا في الموجز الذي قدمه براين هوك، المبعوث الأميركي بشأن إيران، لشرح مبادرة الادارة حول الأمن البحري في مضيق هرمز.

وقد دعت واشنطن إلى «تحالف» تقوم فيه القوات البحرية بمرافقة سفنها عبر مضيق هرمز مع الولايات المتحدة التي تؤمن القيادة والمراقبة.

ويعبر حوالي 20 في المئة من النفط في العالم مضيق هرمز.

وتشهد منطقة الخليج ومضيق هرمز الذي يشكل معبراً لثلث النفط الخام العالمي المنقول بحراً، تصاعداً في حدّة التوتر منذ أكثر من شهرين على خلفية صراع بين إيران والولايات المتحدة التي عزّزت وجودها العسكري في المنطقة.

وفي سياق هذا الصراع أكد ترامب الجمعة أنّ بلاده «أسقطت من دون شك» الخميس طائرة إيرانية مسيّرة فوق مضيق هرمز، وهو ما كانت إيران نفته بشكل قاطع.

وقال ترامب في تصريح من البيت الأبيض «ما من شك في أننا أسقطناها».

بدوره قال جون بولتون مستشار الأمن القومي «ما من شكّ في أنها كانت طائرة بدون طيار إيرانية».

وكان مسؤول أميركي أعلن قبيل تصريح ترامب أنّ واشنطن لديها «أدلة واضحة جداً» على إسقاط الطائرة الإيرانية المسيّرة.

وقال المسؤول طالباً عدم نشر اسمه «لدينا أدلة واضحة جداً»، مشيراً إلى احتمال وجود تسجيل مصوّر.

وأوضح أن «طائرتهم المسيّرة اقتربت كثيراً من سفينتنا، وفي حال اقتراب طائرات مسيّرة كثيراً، يتمّ إسقاطها».

وكان ترامب أعلن الخميس أنّ سفينة الإنزال الأميركية «يو إس إس بوكسر» أسقطت طائرة إيرانية مسيّرة فوق مضيق هرمز إثر اقترابها منها.

لكن إيران نفت الجمعة ذلك، وقال الحرس الثوري في بيان «سننشر قريباً الصور التي التقطتها (طائراتنا) المسيّرة لسفينة يو اس اس بوكسر، حتى يطّلع الرأي العام العالمي على كذب وزيف تلك المزاعم»، وفق ما نقلت عنه وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء.

كما نقلت الوكالة عن كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي نفيه «المزاعم الواهية» للرئيس الأميركي.

كما نفى نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الجمعة أن تكون إيران فقدت طائرة مسيّرة مؤخراً، مرجحاً أن تكون الولايات المتحدة قد دمرت واحدة من طائراتها المسيّرة «بالخطأ».

ونشر الحرس الثوري الجمعة مشاهد التقطتها إحدى طائراته المسيّرة لما قال إنها السفينة الحربية الأميركية يو اس اس بوكسر.

وظهر في المشاهد التي التقطت من الجو من مسافة بعيدة ما بدا أنه سفينة حربية عليها مروحيات.

وبحسب الحرس الثوري فإنّ الطائرة المسيرة بثّت هذه الصور إلى القاعدة «قبل وحتى بعد أن زعم الأميركيون» أن الطائرة المسيرة تم تدميرها.

وبحسب وزارة الدفاع الأميركية فإنّ السفينة بوكسر «كانت في المياه الدولية» عندما اقتربت منها لمسافة خطرة طائرة مسيّرة قرابة الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلّي (05,30 ت غ).

back to top