بريطانيا تشنّ عملية للتصدّي للزيجات القسرية في المطارات

نشر في 19-07-2019 | 12:17
آخر تحديث 19-07-2019 | 12:17
No Image Caption
مع انطلاق العطلة الصيفية في بريطانيا، تكثّف السلطات جهودها في المطارات للتصدي لظاهرة التزويج القسري للقاصرات خصوصاً المتحدرات من بلدان جنوب شرق آسيا.

وقد أوقف ضباط بريطانيون عائلة هندية في مطار هيثرو إثر الاشتباه في أنها قصدت لندن لتزويج ابنتيها الشابتين قسراً.

وما أثار الريبة في نفوسهم علامات زرقاء على ذراعي الشابة الأولى التي بلغت سنّ الرشد على ما يبدو والسلوك المتردّد للفتاة الثانية البالغة من العمر 13 عاماً، لكن هذه العلامات الزرقاء ناجمة عن حادث سير وأتت العائلة إلى لندن لحضور مراسم دفن.

غير أنه بعد التشاور مع أقرباء العائلة، علم الضباط أن الأهل وجدوا خطيباً للفتاة الأكبر سنّا هو رجل يعيش في ولاية كيرالا الهندية قد ينتقل للعيش في بريطانيا.

يحظر القانون البريطاني الزيجات القسرية منذ العام 2014، جاعلاً من هذه الممارسة فعلاً إجرامياً يستوجب السجن سبع سنوات.

وأغلبية الحالات تطال بريطانيين تزوّجوا في الخارج، في 110 بلدان، أبرزها الهند وباكستان وبنغلادش، لذا يتمّ التركيز في العملية المستحدثة على الرحلات التي تربط هذه البلدان ببريطانيا.

لكن هذه المشكلة ليست حكراً على جنوب آسيا، بحسب ما قالت ترودي غيتينز المحقّقة من شرطة ويست ميدلاندز التي تشارك في العملية التي أطلقت في مطار هيثرو، وهي أوضحت «تطال هذه الظاهرة عدّة ثقافات مختلفة».

وبحسب أرقام وزارة الداخلية، تمّ الإبلاغ عن 1764 حالة سنة 2018، ما يمثّل ارتفاعاً بنسبة 47 % في خلال سنة. وثلث الضحايا هم من القاصرين وثلاثة أرباعهم من النساء، وتطرّق أحد البلاغات إلى حالة رجل في الثمانين من العمر تزوّج طفلة في عامها الثاني.

ولفتت ترودي غيتينز أيضاً إلى المثليين الذين يرزحون تحت وطأة هذه المشكلة، كالرجال الذين يجبرون على الاقتران بنساء بفعل الضغط الممارس من عائلاتهم المحافظة.

ويحظر القانون البريطاني إقامة ضغط جسدي أو نفسي أو مالي أو جنسي بهدف عقد زواج لا يحظى برضى أحد الطرفين، في مراسم مدنية أو دينية.

أما بالنسبة للأشخاص غير القادرين على الموافقة بأنفسهم على الزواج، فأي وسيلة للحضّ عليه، حتّى لو من دون عنف أو ضغط، تعدّ جنحة.

وقد صدر حكم أول بالسجن في قضية من هذا القبيل العام الماضي في حقّ امرأة تعرَضت ابنتها البالغة من العمر 13 عاماً للاغتصاب من قبل خطيبها المزعوم في باكستان.

لكن الهدف ليس «توجيه أصابع الاتهام إلى الأهل أو أفراد العائلة الواسعة، بل حماية الشباب»، بحسب بارم ساندو من شرطة لندن.

وقد وصف بعض الضحايا الزواج القسري بمثابة «دفنهم أحياء»، بحسب ترودي غيتنيز التي طلبت من فريقها إبقاء هذا التشبيه نصب أعينهم.

تلقى هذه العملية في مطار هيثرو دعم بعض المسافرين، وقال كاران شاه (31 عاماً) الذي يزور بريطانيا مع زوجته لمدّة ثلاثة أسابيع «فوجئنا كثيراً، فلم نشهد على عملية كهذه من قبل».

back to top