تحركات روسية - إيرانية تسبق معركة إدلب الكبرى

• موسكو تنفي نشر قوات نظامية... والأنظار تتجه إلى «فاغنر»
• لافروف: لن نسمح ببقاء «النصرة»

نشر في 19-07-2019
آخر تحديث 19-07-2019 | 00:04
مبنى دمرته غارة جوية على إدلب الثلاثاء الماضي           (رويترز)
مبنى دمرته غارة جوية على إدلب الثلاثاء الماضي (رويترز)
بعد انتكاسة واجهها هجوم القوات السورية على إدلب، المحافظة الوحيدة التي لاتزال خارج قبضة دمشق، رصدت تحركات برية، يعتقد أنها لقوات روسية وإيرانية في إدلب، فيما بدا أنه تحضير للمعركة الكبرى التي قد تكون الأخيرة في الحرب السورية.
في تطور ميداني، تحدث كبار قادة المعارضة في إدلب عن وصول قوات روسية خاصة للقتال إلى جانب الجيش السوري في هجومه المستمر منذ أكثر من شهرين على المنطقة المشمولة باتفاق وقف التصعيد مع تركيا، مؤكدين انضمام ميليشيات إيران إلى المعركة بعدما امتنعت في السابق.

وبعد ساعات من إعلان وزير الخارجية سيرغي لافروف عن مساع لحل الوضع في إدلب بشكل لا يضر المدنيين، أوضح قادة المعارضة أنه رغم تمركز ضباط وجنود روس خلف خطوط المواجهة، حيث يديرون العمليات، ويستعينون بقناصة، ويطلقون صواريخ مضادة للدبابات، فإن هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها موسكو قوات برية إلى ساحة المعركة.

وقال المتحدث باسم الجبهة الوطنية المدعومة من تركيا ناجي مصطفى: "القوات الخاصة الروسية الآن موجودة في الميدان، وتتدخل بشكل مباشر بعد فشل قوات النظام في السيطرة على منطقة الحميمات الاستراتيجية بشمال حماة، وقامت بقصفها بأكثر من 200 طلعة"، مضيفاً: "روسيا لم تفشل فقط إنما تعرضت للهزيمة".

وأكد قائد "جيش العزة" جميل الصالح أن نشر موسكو أعدادا لم يكشف عنها من القوات البرية جاء بعدما لم تتمكن قوات خاصة سورية يطلق عليها "قوات النمر" وميليشيات متحالفة معها من تحقيق أي مكاسب ميدانية كبيرة، معتبرا أن "النظام وجد نفسه في مأزق فاضطر إلى الطلب من القوات الروسية أن تكون في الميدان".

وكرر الصالح أن القوات الروسية والمتحالفة معها أساءت تقدير قوة المعارضة وروحها المعنوية، وبناء على حجم التمهيد المدفعي والجوي توقعت السيطرة على مناطق واسعة وكبيرة جداً.

وإذ أكدت المعارضة أن إمدادات أسلحة تشمل صواريخ موجهة مضادة للدبابات من تركيا كبدت الروس وحلفاءهم خسائر فادحة بل صدت هجمات برية، قال المتحدث باسم جيش النصر المدعوم تركياً، إن قوات شيعية مدعومة من إيران تدخل المعركة الآن، بعدما امتنعت في السابق عن الانضمام إلى الهجوم الذي تقوده روسيا، مؤكداً أن "الإيرانيين استقدموا تعزيزات وهم يحاربون الآن في بعض الجبهات".

موسكو تنفي

وعلى الفور، نفت وزارة الدفاع الروسية مشاركة قواتها البرية والخاصة في العمليات القتالية في محافظة إدلب، مؤكدة أن "هذه القوات لم تكن لها وليس لديها حالياً جنود على الأرض في سورية، والأنباء التي نشرتها وكالة رويترز مفبركة".

واتجهت الأنظار الى ما يسمى "مجموعة فاغنر"، وهي قوات من المرتزقة التي يعتقد انها تعمل لمصلحة الحكومة الروسية. وكان وجود هذه القوات في سورية تأكد بعد تلقيها ضربة جوية اميركية اسفرت عن مقتل أكثر من 200 في فبراير 2018.

وتعززت التقارير عن مشاركة ايران في العملية بعد انباء عن إعادة تموضع للقوات الإيرانية والقوات الموالية لها في سورية جرت في الاسابيع الماضية تحديداً بعد اجتماع روسي- إميركي- إسرائيلي في القدس خصص لبحث الحرب في سورية والوجود الإيراني هناك.

وبحسب بعض المعلومات، فإن إيران قد تكون وافقت على الانسحاب من مناطق قريبة من الحدود مع اسرائيل وبعض النقاط الحدودية مع العراق مقابل دور اكبر في شمال غرب سورية.

وغداة اتهامه واشنطن بالسعي إلى جعل جبهة النصرة سابقاً طرفًا في محادثات التسوية السياسية وإخراجها من قائمة الإرهاب، أبلغ لافروف، صحيفة "راينيس بوست" الألمانية أمس أنه يتم البحث عن حلول في إدلب لا تضر بالمدنيين، مشدداً على أنه لا يمكن التسامح إلى ما لا نهاية مع وجود عشرات الآلاف من المقاتلين المرتبطين بتنظيم "القاعدة" في هذه المحافظة، التي يقطنها نحو 3 ملايين نسمة.

ولم يحدد وزير الخارجية الروسي آلية الحل في المنطقة، لكنه اعتبر أن القضاء على الإرهاب في إدلب من مصلحة الاتحاد الأوروبي في تخفيض مستوى التهديد القادم منها.

وأشار لافروف إلى أن المعايير والقواعد المنظمة للوجود الروسي في سورية وضعت نهاية 2016، موضحاً أن موسكو وقعت اتفاقيات عسكرية مع دمشق دون تحديد مدة زمنية لانتهائها.

في موازاة ذلك، تفقد أمس وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس الأركان يشار غولر، وقادة القوات البحرية عدنان اوزبال، والجوية حسن كوتشوك أكيوز ووالي هاتاي رحمي دوغان الوحدات العسكرية العاملة قرب الحدود مع سورية، وتلقى معلومات عن جاهزيتها العسكرية من الضباط والمسؤولين القائمين على إدارتها.

وتزامنت الزيارة مع إحياء الرئيس رجب طيب إردوغان فكرة المنطقة الآمنة وتنفيذها في تل أبيض وتل رفعت، وأيضاً مع وصول رتل للجيش التركي مؤلف من 20 آلية مدرعة إلى نقطة المراقبة في مورك بريف حماة الشمالي، ضمن تعزيزاته المستمرة إلى منطقة الحملة السورية- الروسية.

back to top