سرطان الأمعاء... علامة حيوية جديدة تعزز العلاج

نشر في 18-07-2019
آخر تحديث 18-07-2019 | 00:00
No Image Caption
حددت دراسة حديثة علامة حيوية جديدة لسرطان القولون والمستقيم. وقد يقود هذا البروتين أيضاً إلى علاج مبتكر لهذه الحالة وغيرها من أنواع السرطان.
يرى باحثون أن سرطان القولون والمستقيم (سرطان الأمعاء) مسؤول عن أكثر من مليون حالة وفاة حول العالم كل سنة.

وإذا اكتشف الأطباء هذا السرطان مبكراً، فإنهم يستطيعون معالجته. وقد بدأ معدل الوفاة جراء سرطان القولون والمستقيم يتراجع ببطء، بفضل تزايد عمليات الفحص، لكن الخبراء يكتشفونه غالباً في مراحل متأخرة. ويعود ذلك بشكل رئيس إلى غياب فحوص التشخيص غير الغازية التي يمكن الوثوق بها.

وقد حددت دراسة، نُشرت أخيراً في مجلةBiochemical and Biophysical Research Communications، علامة جديدة لسرطان القولون والمستقيم، ممهدة الدرب إزاء التشخيص المبكر. وربما تسهم هذه الاكتشافات أيضاً في فتح سبيل جديد إلى علاج مجموعة من أنواع السرطان.

إنزيم مثير للاهتمام

قاد باحثون من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور العمل الجديد، ودرس فريق العلماء 24 عينة نسيج من مرضى يعانون سرطان القولون والمستقيم، وركزوا خصوصاً على إنزيم محاط بغشاء يُدعى بيتا-1،4-غالاكتو سيلاترانسفيراز-ف (beta-1,4-GalT-V).

وبغية تقييم ما إذا كان هذا الإنزيم مفيداً كعلامة حيوية تشير إلى سرطان القولون والمستقيم، اختبر الباحثون عينة نسيجية، مستخدمين أجساماً مضادة لإنزيم beta-1,4-GalT-V.

وبرهن الاختبار على أن معدلات هذا البروتين تحديداً كانت أعلى في خلايا أورام سرطان القولون والمستقيم، مقارنة بالأنسجة السليمة التي تحيط بالخلايا السرطانية. فقد عثر الباحثون على كمية من beta-1,4-GalT-V أعلى بنحو 6.5 أضعاف في عينات الأورام، مقارنة بالأنسجة السليمة.

وفي خلايا أورام القولون والمستقيم، لاحظ الباحثون أيضاً زيادة في معدلات إنزيم آخر يُدعى لاكتوسيلسيراميد سينثاز، وهو أحد منتجات نشاط beta-1,4-GalT-V.

وتنسجم هذه الاكتشافات الأخيرة مع عمل سابق أجراه فريق الباحثين ذاته بقيادة د. سوبروتو ب. تشاترجي، الذي تولى الإشراف على تقرير الدراسة.

وفي عام 2013، أجرى الفريق دراسة على فئران تعاني أوراماً في كليتيها، وعالجوها بالمادة الكيماوية D-threo-1-phenly-2-decanoylamino-3-morpholino-1-propanol (D-PDMP)، التي تثبط إنتاج beta-1,4-GalT-V. وأدى هذا التدخل إلى تقليص حجم أورام الحيوانات إلى النصف في غضون أربعة أسابيع.

قوة D-PDMP

يوضح تشاترجي: "نعرف أن beta-1,4-GalT-V ينتشر بوفرة، خصوصاً في الخلايا البطانية في بطانة الأوعية الدموية بنسيج السرطان. لذلك إذا عالجت هذه الخلايا بدواء يستهدف beta-1,4-GalT-V، فسيهاجم نتيجة لذلك الخلايا البطانية التي تحمل هذا البروتين ويؤدي، كما نأمل، إلى تعطيل نشاطها".

أخذ الباحثون هذا الاكتشاف السابق في الاعتبار عندما اختبروا D-PDMP على خلايا سرطان أمعاء بشرية زرعوها في المختبر. وكما حدث في الدراسة السابقة، في غضون 24 إلى 96 ساعة، اختبرت الأورام تراجعاً في إنتاج beta-1,4-GalT-V ومعدلات أعلى في موت الخلايا.

ويذكر تشاترجي: "يقدّم هذا دليلاً على أن beta-1,4-GalT-V يشكل هدفاً لتكاثر الخلايا، وأننا نستطيع عرقلة حلقة تكاثر الخلايا باستخدام مركب D-PDMP على الأقل في التجارب على مستوى الخلايا".

وقد منحت هذه الدراسة الباحثين الطبيين اكتشافات مثيرة للاهتمام حقاً. أولاً، ربما تقود إلى طريقة جديدة لتشخيص سرطان القولون والمستقيم من خلال عينة دم. وثانياً، ربما تمهد الدرب إزاء وسيلة لإبطاء تقدم السرطان. وأخيراً، "تُظهر إمكان استعمال هذا المركب، على الأرجح، في عدد من أنواع السرطان"، وفق تشاترجي.

وما زال أمام الباحثين إنجاز أعمال كثيرة قبل أن يدخل أي من هذه الاكتشافات الحيز السريري. لكن هذه الآلية تقدم أملاً كبيراً. فقد يساعد العمل الأخير الأطباء في اكتشاف سرطان القولون والمستقيم مبكراً، محسناً في الوقت عينه علاج عدد من أنواع السرطان.

الآلية الجديدة تساعد الأطباء في اكتشاف سرطان القولون والمستقيم مبكراً
back to top