«الفكر العربي» تصدر «مختارات من النثر الصيني»

نشر في 18-07-2019
آخر تحديث 18-07-2019 | 00:00
غلاف الإصدار
غلاف الإصدار
يواصل مشروع «حضارة واحدة» في مؤسسة الفكر العربي، ترجمة روائع الأعمال الصينية إلى العربية، بالتعاون مع خبراء صينيين في التدريس والبحث والترجمة.
يندرج كتاب «مختارات من النثر الصيني في أسرتَيْ تانغ وسونغ»، لمؤلفيه هان يوي وليو تسونغ يوان وغيرهما، وتعريب البروفسورة تشي مينغ مين (ليلى)، في إطار ترجمة روائع الأعمال الصينية إلى العربية، التي يقوم بها مشروع «حضارة واحدة» في مؤسسة الفكر العربي ويحتوي الكتاب على 41 نصاً نثرياً مميزاً من فترة حكم أسرتَي تانغ (618 م- 907 م) وسونغ (960 م – 1279 م) الملكيتين في الصين.

في تلك المرحلة، وتحديداً في عصر أسرة تانغ الذي امتد نحو 300 سنة، بلغت الصين ذروة تطورها الحضاري، وامتد نفوذها إلى شبه الجزيرة الكورية في شمالها الشرقي، وهضبة بامير في شمالها الغربي، وأراضي منغوليا كلها في شمالها، وشبه جزيرة الهند الصينية في جنوبها، حتى أصبحت دولة كبرى موحدة تضاهي الدولة العباسية في عهدها الذهبي حينذاك.

خلال تلك الفترة، برز نحو ستين شاعراً كبيراً، خلفوا ما يقارب خمسين ألف قصيدة، في حين أضاف النثر إلى أنواعه القديمة، مثل الوثائق البلاطية، والرسائل الديوانية، والنصوص التذكارية والمنوعات، أنواعاً أخرى جديدة تمثلت في السيَر والرحلات والأمثال والروايات.

ولم يقتصر الأمر على تزايد الأجناس الأدبية وأنواعها، بل شمل هذا الثراء الأنماط الكتابية لجهة أساليبها وبنيانها وتراكيبها. فتحرر النثر مثلاً من السجع والأوزان والمحسنات التي أسرته في دائرة النخبة والقصور والمناسبات لأكثر من ألف سنة.

والكتاب الجديد هذا يجمع مختارات غنية ومنوعة من نَثر تلك المرحلة، عائدة لأعلام كِبار مثل «هان يوي» و«ليو تسونغ يوان» (عهد الإمبراطور ده تسونغ لأسرة تانغ الملكية 742م -805 م)، أبرز مؤسسي حركة النثر الكلاسيكي في تاريخ الأدب الصيني؛ تلك الحركة التي قامَت بالتوازي مع نظرية جديدة سميت «النظرية النقدية الكلاسيكية»، أسست تقليداً جديداً للنثر الصيني، أسهَم في كَسر القيود القديمة، وفي التخلي عن التصنع والتكلف في الكِتابة، وقامت على عناصر مهمة، لخصها هان يوي بالجهد الشخصي للمبدِع، وابتداع الجديد عوضاً عن التقليد والمحاكاة، والتفنن في الكلام الذي يجب أن يراعِي الواقع، والبعد عن الإطناب.

وأدى بروز أديب صيني كبير مثل «أويانغشيو»، سمي بـ«أديب الأدباء»، الذي أحيا تعاليم هان يوي وليو تسونغ يوان، إلى انقلابٍ داخل التيار النثري، آزرته جماعة من الأدباء مثل «تسنغ قونغ» و«وانغ آن شي» و«كتاب سو الثلاثة» (الأب وولداه في عائلة «سو»)، مما أسهم في ولادة تيار نثري جديد، سيَعثر القارئ العربي على نَماذِج منه في هذا الإصدار الجديد.

لا شك في أن هذا الكِتاب هو خير ناقلٍ للإبداعات النثرية في تاريخ الصين القديم، ويشكل إضافة نوعية بسبب التميز الإبداعي لنصوصه المنتقاة.

وللإشارة فإن النصوص التي جَمعها الكِتاب، ترجِمت منذ مئات السنين إلى عددٍ من اللغات الآسيوية مثل اليابانية والكورية، وأدخلت كمواد تعليمية في المَناهج المدرسية.

غير أن الميزة الأهم للكِتاب، هي أنه ينقلنا إلى صلب ثقافة الصين ويطلعنا بعمق على «حِكمة الشرق» التي لطالما تردد الكلام عليها غرباً وشرقاً.

الثراء الأدبي يشتمل على الأنماط الكِتابية لجهة أساليبها وبنيانها وتراكيبها
back to top