من موسكو إلى أفينيون... المخرج الروسي سيريبرينيكوف يدافع عن الفن

النصوص التي كتبها رين هانغ تعتبر مذكرات شعرية

نشر في 18-07-2019
آخر تحديث 18-07-2019 | 00:03
سيريبرينيكوف
سيريبرينيكوف
يحظر على كيريل سيريبرينيكوف مغادرة موسكو، لكن لا يزال في وسعه الإخراج، إذ يقدم عن بعد مسرحيته المرتقبة في مهرجان أفينيون بفرنسا، وهو يعتبر الفن "سلاحا للمقاومة".

وبعد نحو سنتين في الإقامة الجبرية بتهمة اختلاس أموال عامة في قضية مثيرة للجدل أعتق منها في أبريل الماضي، يقدم المخرج المسرحي والسينمائي "آوتسايد"، وهي مسرحية عن المصور الصيني رين هانغ التي وقعت تحت مقص رقابة بكين، وقد انتحر الأخير سنة 2017 عن 29 عاما.

وقال كيريل عن المصور الصيني رين هانغ: "اكتشفت المصور الصيني رين هانغ عندما صدر كتابه عن دار تاشين للنشر (سنة 2016)، وسرعان ما أدركت أن عالمه فريد من نوعه، ووعدتني الفنانة الصينية يانغ جي، التي كنا نتعاون معها في مركز غوغول، أن تتواصل معه، ووجهت إليه رسالة عبر انستغرام، فرد عليها على الفور، وكان يفترض بنا أن نجتمع لمناقشة مشروع مسرحي مشترك، لكن قبل يومين تحديدا (من الاجتماع)، انتحر وقد تأثّرتُ كثيرا".

مذكرات شعرية

وأضاف أن النصوص التي كتبها يوما بعد يوم هي بمنزلة مذكرات شعرية تشكل مع صورها عالما متناقضا وفلسفيا وعجائبيا في آن واحد، هي أجواء غريبة ومأساوية إلى حد بعيد، وكانت تلك النصوص التي نشرها على مدونته تنم عن الاكتئاب الذي عاناه طوال 10 سنوات، والذي أدى إلى هذه النهاية المأساوية، ورين هانغ هو فنان كبير أبهرت أعماله كثيرين في بلدان مختلفة".

وتابع: "كتبت نصها خلال إقامتي الجبرية، وبطبيعة الحال أثر في الوضع كثيرا، لكن المسرح هو حيز يصبح فيه المستحيل ممكنا، لأن اللقاء الذي لم يحصل معه استحال واقعا في هذه المسرحية".

وأوضح أن "السياسة لا تلعب على أي وتر حساس عندي، فهي تضجرني ولا أستسيغها، أما الفن فهو شيء حي وهش، وستبقى ذكرى الفنانين الكبار، أمثال رين هانغ والمصور الأميركي روبرت مابلثورب وآي واي واي، حية في النفوس، في حين سيتلاشى ذكر الزعماء والرؤساء الذين كانوا يحكمون في عصرهم".

الأكاذيب والافتراءات

واستطرد كيريل: "لطالما كانت (هذه الفنون) سلاحا للمقاومة، فالفن يتصدى للأكاذيب والافتراءات والظلامية، وهو حيز النشاط البشري، حيث كل شيء ممكن، وهامش الحرية فيه هو الأوسع، وهو مرتبط بقدراتنا الفكرية والحسية، فالفن حميمية، أما السياسة فهي قانون الأرقام الكبيرة وصناعة الترفيه".

واردف: "أكون دوما سعيدا عندما لا يتوجه المسرح إلى العامة بل إلى كل متفرج في القاعة، فردا فردا، وهذا هو الفرق بين المسرح والسياسة، فالمسرح في حاجة إلى كل شخص بصفة فردية، أما السياسة فتتطلب حشودا ونقاطا في الاستطلاعات"، كاشفا أن رين هانغ كان يقول إنه خطأ شائع أن يعتبر المرء أن الفنان سينفتح على أفكار وآفاق جديدة.

back to top