دمشق تصادر أصول عائلات كاملة بـ «المرسوم 63»

• نقاط تفتيش سورية قرب حدود العراق
• عملية أميركية لاعتقال قيادي «داعشي» بدير الزور

نشر في 17-07-2019
آخر تحديث 17-07-2019 | 00:04
انتشال سوري من مبنى دمرته غارة للنظام على معرة النعمان أمس (أ ف ب)
انتشال سوري من مبنى دمرته غارة للنظام على معرة النعمان أمس (أ ف ب)
كشف تقرير حقوقي أن الحكومة السورية الموالية للرئيس بشار الأسد تصادر أصول عائلات كاملة وفقاً للمرسوم 63 الخاص بقانون مكافحة الإرهاب، معتبراً أن هذا الإجراء بمنزلة عقاب جماعي.
اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس الحكومة السورية الموالية للرئيس بشار الأسد باستغلال قانون مكافحة الإرهاب لمصادرة أصول أفراد عائلات أشخاص مشتبه بهم، في إجراء قالت إنه يرقى إلى «العقاب الجماعي».

وأوردت المنظمة أن «الحكومة تعاقب أسراً كاملة مرتبطة بأشخاص مدرجين تعسفاً على لائحة إرهابيين مزعومين، عبر تجميد أموالها المنقولة وغير المنقولة».

ويعطي «المرسوم 63» المنبثق عن قانون مكافحة الإرهاب وزارة المالية الحق في «تجميد الأموال المنقولة وغير المنقولة للمشتبه بأنهم إرهابيون بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 2012»، وفق المنظمة التي أفادت بأن الحكومة عمدت أيضاً إلى استهداف أسر المشتبه بهم، ما يُشكل «عقاباً جماعياً».

وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط بالإنابة في المنظمة لما فقيه، إن الحكومة السورية «تستخدم المرسوم 63 للسماح بممارسات ظالمة وتعسفية تحرم الناس حتى من سبل عيشهم»، مضيفة: «لن تكون سورية آمنة أو مستقرة طالما أن قوانينها وممارساتها تنتهك حقوق الناس».

وتحدثت المنظمة مع أربعة أشخاص شملهم الإجراء وقريب أحد الأشخاص وموظف سابق في تسجيل أراضٍ من مناطق كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة قبل أن تستعيدها القوات الحكومية.

نقاط تفتيش

الى ذلك، فتحت السلطات السورية نقاط تفتيش قرب الحدود مع العراق، وبحسب مصدر أمني عراقي فإن «هذه النقاط هي للحراسة وتابعة للشرطة السورية»، مبيناً أن «هناك تعاوناً بين هذه النقاط وحرس الحدود العراقي لمنع تسلل الإرهابيين ومراقبة المساحات المشتركة».

سياسياً، تشهد الأسابيع المقبلة ثلاثة اجتماعات بشأن القضية السورية، قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة، الأول سيكون انطلاق محادثات أستانة برعاية الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران مطلع الشهر المقبل، لإعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية.

إنزال أميركي

إلى ذلك، نفذت القوات الأميركية عملية إنزال جوي في ريف دير الزور الشرقي، قتلت على أثرها 15 شخصاً في أثناء محاولة القبض على القيادي السابق في تنظيم «داعش» المعروف باسم حسن الإبراهيم.

وأوضحت شبكة «دير الزور 24» أمس أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة قوات سورية الديمقراطية (قسد) نفذ عملية الإنزال مع ساعات الفجر الأولى على أطراف قرية الطكيحي، بالقرب من مدينة البصيرة، مبينة أن القتلى سقطوا بعد رفض الإبراهيم تسليم نفسه وفتحه النيران على قوات التحالف المهاجمة ما دفعها لقصف منزله.

وتأتي عملية الإنزال في إطار حملة تمشيط أعلنت عنها «قسد» في ريف دير الزور الشرقي، في الأيام الماضية، للقبض على خلايا التنظيم الذي أعلنت القضاء عليه بشكل كامل في المنطقة.

وليست هذه هي المرة الأولى التي ينفذ فيها التحالف عمليات إنزال في المنطقة الشرقية للقبض على خلايا وعناصر يتبعون «داعش»، حيث كان آخرها في 19 من يونيو الماضي.

حزام أمني

في المقابل، رفع الجيش التركي والفصائل الموالية له جاهزيتهما القتالية على الحدود مع سورية وفي ريف الرقة الشمالي بانتظار أوامر من القيادة لتنفيذ عملية محتملة بمنطقتي تل أبيض وتل رفعت لتحويل ما أسماه الرئيس رجب طيب إردوغان «الحزام الإرهابي» إلى منطقة آمنة.

ووفق قيادي في مجلس الرقة، «وصلت إلى منطقة مخيم اقجه قلعة القريبة من بلدة تل أبيض بريف الرقة منذ عدة أيام تعزيزات كبيرة للجيش التركي، وفصائل الجيش الحر، وهي ترابط على أطراف المنطقة وأنهت جميع تجهيزاتها ونصبت مدفعية ثقيلة قرب الحدود». وكشف المصدر أن «اجتماعاً سيعقد خلال يومين بين الأتراك والأميركيين في أنقرة للضغط على الوحدات الكردية لسحب عناصرهما من منطقة تل أبيض أو ربما لبدء عمل عسكري محدود وفق ما تطرحه تركيا حول المنطقة الآمنة التي تمتد بعمق 40-30 كم عن الحدود السورية التركية».

معركة إدلب

ومع استمرار تعرّض محافظة إدلب والمناطق المحاذية لها، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لتصعيد في القصف الروسي منذ أكثر من شهرين، أفاد المرصد السوري بأن «طائرات قوات النظام استهدفت قرية معرشورين في الريف الجنوبي، مما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال»، مرجحاً ارتفاع الحصيلة لوجود جرحى في حالات خطيرة.

وشنت الطائرات الحربية السورية والروسية أمس أيضاً عشرات الغارات على مناطق عدة تمتد من ريف إدلب الجنوبي إلى حماة الشمالي.

ومنذ بدء التصعيد نهاية أبريل، قُتِل أكثر من 600 مدني جراء الغارات المشتركة، فيما قتل 45 مدنياً في قصف للفصائل المقاتلة والجهادية على مناطق سيطرة قوات النظام القريبة، وفق المرصد. ويترافق القصف مع استمرار المعارك الدامية في ريف حماة الشمالي بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة وعلى رأسها جبهة النصرة سابقاً، التي تمسك بزمام الأمور إدارياً وعسكرياً في إدلب ومحيطها.

غارات روسية على إدلب... ومعارك دامية في حماة
back to top