سورية: انفجار يوقف إمدادات أكبر حقل غاز

• أول هجوم على الروس بدرعا
• دمشق تسمح لميليشيات عراقية بنقل بضائع عبر البوكمال

نشر في 15-07-2019
آخر تحديث 15-07-2019 | 00:04
أفراد من الدفاع المدني السوري والمدنيون يتجمعون في أعقاب غارة جوية للنظام على قرية الكفرية في محافظة إدلب السورية
أفراد من الدفاع المدني السوري والمدنيون يتجمعون في أعقاب غارة جوية للنظام على قرية الكفرية في محافظة إدلب السورية
وسط ترقب لأزمة وقود حادة، تلقى النظام السوري ضربة اقتصادية جديدة بخسارته إمدادات أكبر حقول الغاز، في حين شهدت محافظة درعا عملية غير مسبوقة استهدفت رتلاً من الشرطة العسكرية الروسية.
في ضربة اقتصادية جديدة لدمشق، خرج خط نقل الغاز الواصل بين حقل الشاعر، الأكبر في سورية، ومعمل «إيبلا» للغاز في بادية حمص الشرقية عن الخدمة نتيجة استهدافه من جهات لا تزال مجهولة.

وأكدت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «خروج الخط عن الخدمة جراء عمل إرهابي»، مشيرة إلى أنه «ينقل 2.5 مليون متر مكعب يومياً إلى معمل «إيبلا» ومنه إلى محطات توليد الكهرباء».

وتعاني دمشق منذ أشهر أزمة حادة في الوقود فاقمتها العقوبات الأميركية الأخيرة على طهران، أبرز داعميها، مع توقف خط ائتماني يربطها بإيران لتأمين النفط بشكل رئيسي.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أنه جرى استهداف الخط الممتد من حقل الشاعر، أكبر حقول الغاز في سورية، «بعبوة ناسفة»، مشيراً إلى أنه لا يعرف ما إذا كان الاستهداف من تنظيم «داعش» النشيط في البادية السورية، أم من قبل جهات من داخل النظام السوري مستفيدة من خروج هذا الخط عن الخدمة.

وفي يونيو الماضي، أعلنت دمشق تعرض عدد من الأنابيب البحرية في مصفاة مدينة بانياس الساحلية لعملية «تخريب»، واتهمت جهات ترتبط «بدول» خارجية بالوقوف خلفها.

وتوقفت المصفاة خلال سنوات النزاع عن العمل عشرات المرات مع تعذر وصول ناقلات النفط إليها على غرار ما حصل خلال الأشهر الماضية

خسائر كبرى

ومنذ بدء النزاع في في 2011، مُني قطاع النفط والغاز بخسائر كبرى تقدّر بأكثر من 74 مليار دولار جراء المعارك وفقدان الحكومة السيطرة على حقول كبرى فضلاً عن العقوبات الاقتصادية المشددة عليها.

وفي 2017، وإثر استعادة قوات النظام السيطرة على حقول حمص بعدما كانت تحت سيطرة تنظيم «داعش»، ارتفع الإنتاج بشكل محدود، لكنه لا يزال لا يسد حاجة سورية.

وتتقاسم اليوم قوات النظام وقوات سورية الديمقراطية بشكل أساسي ثروات النفط والغاز، إذ تقع أبرز حقول النفط وأكبرها تحت سيطرة الأكراد في حين تسيطر دمشق على أبرز حقول الغاز والتي تقع معظمها في محافظة حمص.

وتعاني سورية منذ أشهر أزمة حادة في الوقود فاقمتها العقوبات الأميركية الأخيرة على طهران، أبرز داعمي دمشق، مع توقف خط ائتماني يربطها بإيران لتأمين النفط بشكل رئيسي.

هجوم درعا

وفي أول هجوم على القوات الروسية منذ سيطرتها على درعا العام الماضي، تعرضت دورية للشرطة العسكرية لهجوم بعبوة ناسفة، من مجهولين خلال تنقلها على الطريق الواصل بين مدينة بصر الشام وبلدة السهوة في المحافظة الشرقي.

ووفق رئيس المركز الروسي في سورية اللواء أليكسي باكين، فإن المعدات والآليات لم «تصب بأي أعطال»، مشيراً إلى أن «مسلحين من جماعات إرهابية نفذوا الهجوم على الدورية العسكرية، من أجل زيادة حدة الوضع في المنطقة».

وعقب التفجير شهدت المنطقة استنفاراً عسكرياً وأمنياً واسعاً، إضافة إلى تدابير أمنية اتخذتها روسيا لحماية قواتها في درعا، بحسب باكين.

وتسيّر روسيا دوريات عسكرية في معظم مناطق المحافظة منذ سيطرتها عليها، وخروج المعارضة إلى الشمال، في يوليو 2018، وتحاول ضبط الواقع الأمني في ظل غليان شعبي ضد ممارسات قوات الأسد وتردي الأوضاع المعيشية والأمنية فيها.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، وسط تزايد العمليات الأمنية والهجومية التي تطال قوات الأسد ومقراتها في مناطق متفرقة من محافظة درعا من مجهولين.

وأكدت مصادر ميدانية أن منطقة التفجير غير المسبوق تقع تحت سيطرة ميليشيا تابعة لإيران و«حزب الله» ومنها الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية، موضحة أنه بعدها تبدأ مناطق النفوذ الروسي والفيلق الخامس التابعة له.

معركة إدلب

وفي إدلب، أكد المرصد خروج 20 مستشفى ومركزاً طبياً عن الخدمة جراء حملة التصعيد السورية والروسية الأعنف المتواصلة منذ نهاية شهر أبريل الماضي على آخر معاقل المعارضة الرئيسية.

واتهم المرصد «النظام وحليفه الروسي بتعمد استهداف المستشفيات والمراكز الطبية بشكل مباشر عبر قصفها بالطائرات الحربية بهدف تدميرها وإخراجها عن الخدمة».

ووثق تقرير روسي مصور لحظات استهداف قوات النظام وهروب عناصر تحت ضربات فصائل المعارضة على جبهة بلدة الحماميات الاستراتيجية بريف حماة، خلال المعارك الشرسة بين الطرفين للسيطرة عليها.

وشهدت الحماميات وتلتها الاستراتيجية معارك عنيفة قبل أيام، أدت إلى سيطرة المعارضة عليها للمرة الأولى منذ عام 2012، لتعاود قوات النظام وحلفاؤها الروس استعادتها بعد تسع محاولات اقتحام عنيفة وبكثافة صاروخية.

بضائع الحشد

وفي تطور لافت، سمح النظام لميليشيا «الحشد الشعبي» العراقي بإدخال بضائع عبر البوكمال الحدودية مقابل إدخال كميات من البنزين إلى مدينة البوكمال.

وأوضحت صحيفة «الوطن» الموالية أن «الحشد» نقل أربع شاحنات محملة بالفواكه والخضراوات إلى العراق»، بالتنسيق مع قوات النظام الموجودة هناك، مشيرة إلى «أن الشاحنات المحملة بالتفاح والموز والخيار والبطاطا عبرت الحدود بمرافقة عناصر الحشد الشعبي ودخلت من قرية السويعية في البوكمال».

تقرير روسي يوثق خسائر النظام وحلفائه على جبهة الحماميات
back to top