آمال : وحدة إسكندراني تقوم بالمهمة!

نشر في 14-07-2019
آخر تحديث 14-07-2019 | 00:20
 محمد الوشيحي على ذمّة يوسف معاطي، الكاتب والسيناريست المصري، دخل المخرج الراحل يوسف شاهين إلى مكتب مدير الرقابة حينذاك حمدي سرور، أثناء وجود معاطي، غاضباً محتجاً: "يرضيك يبوّظوا لي الفيلم، بعدما شالوا منه الشخرة! يرضيك؟". ولم يكتف شاهين بذلك، بل هدد بترك البلد والهجرة إلى الخارج بسبب منع هذه الشّخرة: "لأن بطل الفيلم مفيش قدامو غير إنه يشخر؟".

والشخرة مُنتَج مصري نقي (صنع في مصر)، لم يشارك المصريين أحد في اختراع الشخرة واكتشافها. ويقال إن أصلها إسكندراني، ونحن هنا لا يهمنا أصلها ولا فصلها ولا أخوالها ولا أعمامها. يهمنا مكان استخدام هذه الأداة العجيبة وزمانه، إذ تُستخدم للتعبير عن الدهشة، وأحياناً الغضب، وأحياناً عن كليهما وغيرهما، فتختصر كلاماً طويلاً وشرحاً مفصلاً في ثانية واحدة، ومن دون أن تتلفظ بأي حرف.

وأتابع أخبارنا المحلية والإقليمية، فأتذكر شاهين وغضبته. وأتخيل منظر المقالة بأحرفها وزخرفها وكلماتها وفقراتها، وأقارنها بشخرة واحدة، فترجح كفة الشخرة بجدارة واستحقاق وتوضيح. على أنها، رغم توضيحها لما تشعر به، تحميك من المساءلة القانونية في حال تطوع أحد "عشاق القضايا" لجرجرتك في المحاكم.

لذا أقترح تدويل هذا الاختراع المذهل ليستخدمه الناس جميعاً، كبيرهم وصغيرهم، فنشاهد في الأخبار، مثلاً، زعيمة الحزب الديمقراطية وهي غاضبة من قرار ترامب شن الحرب على إيران من دون العودة إلى "الكونغرس"، تسحب شخرة من أعماق أعماقها، وتختمها بـ "أحأحة" فصيحة. فلا هي تحتاج إلى مؤتمر صحافي ولا يحزنون، ولا أنت تضيع وقتك في قراءة كلام طويل عريض! عمموا هذا الاختراع، يرحمنا ويرحمكم الله.

back to top