الاتحاد الأوروبي: الكويت صوت الحكمة وقوة للسلام في المنطقة

نشر في 13-07-2019 | 13:46
آخر تحديث 13-07-2019 | 13:46
نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيدريكا موغيريني
نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيدريكا موغيريني
أشادت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيدريكا موغيريني اليوم السبت بالكويت باعتبارها «صوت الحكمة وقوة للسلام» في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها المنطقة.

وقالت موغيريني في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) قبل زيارتها للكويت لافتتاح مقر بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الكويت يوم غد الأحد أن افتتاح مقر البعثة في الكويت دليل على مدى قرب الجانبين ورغبة الاتحاد الأوروبي بتعزيز العلاقات مع الكويت بشكل أكبر كجزء من مشاركتنا في المنطقة.

وأضافت «لقد اضطلعت الكويت بدور الوسيط وبناء السلام وهذا يتطلب الكثير من الشجاعة»، مثمنة دور الكويت البناء داخل مجلس التعاون الخليجي من خلال وساطتها المستمرة على أعلى مستوى لحل الأزمة الخليجية وجهودها المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن والتزامها بالتعددية كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2018 - 2019.

وأشارت موغيريني إلى عمل الاتحاد الأوروبي جنباً إلى جنب مع الكويت منذ اندلاع الحرب في اليمن والأزمة الخليج فضلاً عن مشاركتهما في رئاسة المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق ومساهمتهما في انقاذ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (اونروا) من أزمتها المالية.

وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي والكويت كانا ولا يزالان من بين أقوى المؤيدين للاجئين السوريين في الأردن ولبنان والأطفال في اليمن.

وقالت موغيريني «قبل ثلاث سنوات وقعنا مع الكويت على اتفاق لترتيب التعاون بين خدماتنا الخارجية والآن من خلال تأسيس وجود دبلوماسي كامل في الكويت فإننا نفتح صفحة جديدة في شراكتنا والهدف من ذلك هو مواصلة تعزيز حوارنا السياسي وكذلك تعاوننا الاقتصادي ولا سيما لدعم رؤية (كويت جديدة 2035)».

وأضافت «يركز تعاوننا بالفعل على الطاقة والتجارة والاستثمار والأمن ومكافحة الإرهاب ونعمل على توسيع نطاق حوارنا ليشمل مجالات أخرى لا سيما التعليم والبحث والابتكار».

وبينت موغيريني أن الوفد الأوروبي سيسعى أيضاً إلى بناء جسور بين المجتمع الكويتي والمواطنين الأوروبيين.

ولفتت موغيريني ألى أن هذا الوفد يعتبر الثالث للاتحاد الأوروبي في دول مجلس التعاون الخليجي فهناك وفدان في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأكد أن هذه الوفود دليل على اهتمام الاتحاد الأوروبي بمنطقة الشرق الأوسط والخليج فضلاً عن السلام والأمن والتنمية البشرية في هذا الجزء من العالم، قائلة «من ضرورة الاستثمار في العلاقات بين الجانبين واستكشاف كل فرصة للتعاون عندما تتلاقى مصالحنا وقيمنا».

وبالإشارة إلى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي قالت موغيريني أن الشراكة بين الكتلتين هي واحدة من أقدم الشراكات في المنطقة وأن التعاون مستمر كلما أمكن ذلك رغم التوترات داخل المجلس.

وقالت «نعتقد اأن التعاون الإقليمي ضروري لمنع التصعيدات الجديدة ومعالجة الخلافات بطريقة سلمية .. لقد تعلمنا ذلك عبر عقود من التعاون الأوروبي الذي أنهى قرون من الحروب في قارتنا».

وأضافت موغيريني «الاستقطاب الناشئ عن الانقسامات داخل دول مجلس التعاون الخليجي يؤثر سلباً على الوضع في المنطقة وخارجها ولهذا السبب نواصل دعم الحلول المتفاوض عليها في الخليج».

وأوضحت أنه بمجرد أن بدأت الكويت وساطتها لحل الأزمة الخليجية كان الاتحاد الأوروبي داعماً لها من أجل اتاحة المجال للوفاق الإقليمي.

وأشارت إلى زيارتها للكويت في صيف عام 2017 للقاء سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لبحث سبل دعم مساعي الكويت لحل الأزمة الخليجية مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم الكويت كوسيط وصوت للحكمة في المنطقة.

وحول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية قالت موغيريني أن «الأوروبيين والعرب أكثر من مجرد جيران فنحن نشترك في الكثير من التاريخ والثقافة ولقد ربط البحر الأبيض المتوسط دائماً بين شعوبنا وكل ما يحدث في العالم العربي له تأثير على أوروبا والعكس».

وأضافت أن «الاتحاد الأوروبي هو من بين كبار المستثمرين في العالم العربي ونحن شريكهم التجاري الرئيسي وشبابنا يتقاسمون الطموحات ذاتها كتوفير وظائف أفضل وايجاد مكانهم في المجتمع».

وأعربت موغيريني عن اعتقادها الدائم بأن التعاون الأوروبي - العربي يعد مفتاحاً لمواجهة التحديات المشتركة ومعالجة الأزمات في المنطقة بشكل أفضل وخلق فرص للنمو البشري للشعبين الأوروبي والعربي.

وقالت أن المواجهة بين القوى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكن أن تجلب عنفاً ومعاناة جديدة للمنطقة وقد تؤدي التوترات المتصاعدة في الخليج إلى سباق تسلح جديد.. المواجهة بين القوى الإقليمية تنتشر ومن الضروري أن نستثمر كل طاقاتنا في منع التصعيد الجديد وتحقيق السلام.

وأضافت موغيريني أنه «من أجل القيام بذلك تحتاج أوروبا إلى مزيد من الانخراط مع العالم العربي وهذا ما حاولنا القيام به خلال هذه السنوات إذ لم يستثمر بأي شخص بقدر ما قمنا به لمعالجة حالات الطوارئ الإنسانية في منطقة الشرقة الأوسط من سوريا إلى اليمن فضلاً عن دعمنا لمحادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جميع أنحاء المنطقة».

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي قد رافق تونس في انتقالها إلى الديمقراطية واستضاف ثلاثة مؤتمرات سورية وأنشأ اللجنة الرباعية من أجل ليبيا وولم يتردد بدعم حل الدولتين لفلسطين وإسرائيل.

وذكرت موغيريني أنه في هذا العام عقدت أول قمة على الاطلاق بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، موضحة أن المنطقة العربية كانت هي الوحيدة التي لم يسبق للاتحاد الأوروبي عقد قمة معها وكانت هذه مفارقة هائلة.

وشددت على ضرورة تعاون الاتحاد الأوروبي والعالم العربي لمعالجة أزمات العصر وتحقيق تطلعات مواطنيهم، قائلة «يجب أن يكون هذا هو المسار الطبيعي للشراكة وأنا سعيدو لأننا وجدنا في الكويت مثل هذا الشريك والصديق المقرب».

back to top