رد لبناني «رمادي» على عقوبات واشنطن غير المسبوقة

● لا رفض ولا تأييد للإجراءات الأميركية... وترقب لمدى اقتناع «حزب الله» بالموقف الرسمي
●عون يأسف لشمولها «نائبين منتخبين»
● الحريري: الحكومة لن تتأثر
● بري: اعتداء على البلد

نشر في 11-07-2019
آخر تحديث 11-07-2019 | 00:04
عون مستقبلاً رئيس الوزراء العراقي السابق الذي يحمل الجنسية اللبنانية أياد علاوي بقصر الرئاسة في بعبدا أمس (دالاتي ونهرا)
عون مستقبلاً رئيس الوزراء العراقي السابق الذي يحمل الجنسية اللبنانية أياد علاوي بقصر الرئاسة في بعبدا أمس (دالاتي ونهرا)
وجد لبنان الرسمي نفسه في موقف لا يحسد عليه بعد عقوبات أميركية غير مسبوقة، شملت للمرة الأولى نائبين عن حزب الله في البرلمان اللبناني. وتقاسم الرؤساء الثلاثة الرد الذي وصف بأنه رمادي، وذلك بانتظار إذا كان ما قيل سيقنع حزب الله الذي طالب الدولة بالتضامن معه.
اخترقت العقوبات الأميركية التي فرضت على كل من رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وزميله النائب أمين شري، إضافة الى المسؤول ﻋﻦ وحدة اﻻرتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، المشهد السياسي الداخلي، وفرضت نفسها عنوانا للحدث.

وانشغلت المقار الرسمية الثلاثة، منذ صباح أمس، بقراءة وتحليل تداعيات القرار الأميركي الذي من شأنه أن يربك الأجواء الحكومية «السوداوية»، خصوصا بعد توجيه «حزب الله» رسالة يطالب فيها أن يصدر موقف لبناني رسمي موحد من العقوبات عن الحكومة اللبنانية.

وتوالت ردود الفعل أمس على القرار الأميركي من الرؤساء الثلاثة الذين تقاسموا عبء الرد. وتميز الموقف الرسمي بالرمادية، فلم يصدر أي موقف صريح يؤيد هذه الإجراءات أو يرفضها.

وقالت مصادر سياسية دبلوماسية لـ «الجريدة»، أمس، إن «واشنطن تدرك التوازنات الدقيقة التي تحكم اللعبة السياسية اللبنانية، إلا أنها لا تقبل أن يتم التعاطي مع إجراءاتها بشكل مبسط». وأضافت أن «أي استخفاف في العقوبات سينعكس سلبياً على مجمل الوضع في لبنان وتحديدا المصرفي».

عون

وشكّل القرار الأميركي مفاجأة للقوى السياسية في لبنان، حيث طالت إجراءات واشنطن قادة سياسيين في الحزب، بعد أن كانت تقتصر على مؤسسات تابعة له او شخصيات تساعد في تمويله او مسؤولين أمنيين فيه. وفي وقت تتجه الأنظار إلى كلمة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي سيتطرق الى الموضوع الجمعة، أسف رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، لـ «لجوء الولايات المتحدة الاميركية الى هذه الإجراءات، لاسيما لجهة استهداف نائبين منتخبين»، معلنا أنه سيلاحق «الموضوع مع السلطات الأميركية المختصة ليبنى على الشيء مقتضاه». واعتبر أن «هذا التدبير الذي يتكرر من حين الى آخر يتناقض مع مواقف اميركية سابقة تؤكد التزام لبنان والقطاع المصرفي فيه، بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال ومنع استخدامها في اعتداءات إرهابية او في غيرها من الممارسات التي تعاقب عليها القوانين».

الحريري

وخرج رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس، ليعلن أن «العقوبات هي كسائر العقوبات السارية، لكنها أخذت منحى جديدا من خلال فرضها على نواب في المجلس النيابي، مؤكدا أن «هذا لن يؤثر، لا على المجلس النيابي ولا على العمل الذي نقوم به في مجلسي النواب والوزراء».

وأمل الحريري «ألا يصار الى تضخيم هذا الموضوع، لأنه موجود أساسا، فلا داع للتحليلات لأنها ستؤدي برأيي الى تأزيم الواقع السياسي».

أما رئيس المجلس النيابي نبيه بري فاعتبر، أمس، أن «العقوبات المفروضة اعتداء على المجلس، وبالتأكيد على لبنان؛ كل لبنان»، متسائلا: «هل أصبحت الديمقراطية الأميركية تفترض وتفرض الاعتداءات على ديمقراطيات العالم؟». وتوجه بري الى «الاتحاد البرلماني الدولي لاتخاذ الموقف اللازم من هذا التصرف اللامعقول».

عمار

وأكد عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار، أمس، أن «العقوبات الأميركية أوسمة شرف على صدورنا»، مشيرا إلى أن «التصرف الأميركي اعتداء على السيادة الوطنية، ومن واجبات الحكومة أن تدافع عن هذه السيادة وتحميها».

واستغرب عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ادي معلوف، أمس، «طريقة التعامل الأميركية مع نائبين منتخبين من الشعب، سيّما أن المصارف اللبنانية ملتزمة بالقرارات الدولية التي تفرض حظرا على التعاملات المالية مع من تضعهم واشنطن على «لائحة العقوبات». وشدد معلوف على أن «القرار الأخير لن يؤثر على طريقة تعامل التكتل مع النائبين».

بومبيو

في السياق، لفت وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، إلى أن «الولايات المتحدة فرضت عقوبات على 3 مسؤولين سياسيين وأمنيين كبار في حزب الله يستغلون مناصبهم لتسهيل الجهود الخبيثة التي يمارسها حزب الله والإيرانيون لتقويض سيادة لبنان»، مشيرًا إلى أن «هذه العقوبات تبرهن على أن أيّ تمييز بين الجناحين العسكري والسياسي في حزب الله مصطنع تمامًا، إنها حقيقة يعترف بها حزب الله في حدّ ذاته». وختم: «ندعو جميع حلفائنا وشركائنا إلى إدراج حزب الله ككل كمنظمة إرهابية».

back to top