دواء جديد يواجه أنواع السرطان العدائية

نشر في 10-07-2019
آخر تحديث 10-07-2019 | 00:00
No Image Caption
اختبرت أخيراً تجربة جرعة تصاعدية مفتوحة التصنيف في المرحلة 1/2 فاعلية دواء "حصان طروادة" في علاج أنواع عدة مقاومة للعلاج من السرطان في مراحله المتقدمة.
نظّم فريق من الخبراء من معهد بحوث السرطان في لندن وصندوق مؤسسة مارسدن الملكية التابع للخدمات الصحية الملكية (كلاهما في المملكة المتحدة) تجربة سريرية أخيراً في المرحلة 1/2 اختبرا فيها دواء طُوّر حديثاً لمعالجة السرطان يُدعى تيسوتومابفيدوتين (TV).

وبغية إعداد هذا المركب المبتكر، ربط العلماء مادة سامة بجسم مضاد يستهدف مستقبل "العامل النسيجي"، وهو بروتين يتوافر على سطح عدد من الخلايا السرطانية وينبئ وجوده بمعدلات نجاة سيئة.

يعمل دواء (TV) بإخفاء العامل السام بغية السماح له بدخول الخلايا السرطانية كي يطلق بعد ذلك المادة الفاعلة داخل هذه الخلايا.

يوضح البروفسور جوهان دي بونو، معد تقرير الدراسة: "من المثير للاهتمام بشأن هذا العلاج أن آلية عمله جديدة كلياً: يعمل على غرار حصان طروادة، فيتسلل إلى داخل الخلايا السرطانية ويقتلها من الداخل.

ويقول "أظهرت دراستنا السابقة أن لهذا الدواء القدرة على علاج عدد كبير من أنواع السرطان المختلفة، خصوصاً تلك التي تترافق مع معدلات نجاة سيئة".

أجرى الباحثون هذه التجربة السريرية في دراسة أتراب شملت 27 مشاركاً وهدفت إلى التحقق مما إذا كان هذا الدواء آمناً في حالة البشر وتقدير الجرعة المناسبة.

استعان الفريق بعد ذلك بـ 120 مشاركاً إضافيين. كان المشاركون في هذه التجربة أشخاصاً بالغين بلغوا من العمر 18 سنة أو أكثر يعانون سرطاناً انتكاسياً، أو متقدماً، أو نقيلاً.

شملت أنواع السرطان التي عاناها المشاركون سرطان المبيض، أو الرحم، أو بطانة الرحم، أو المثانة، أو البروستات، أو المريء، فضلاً عن سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة.

نتائج مهمة

سبق أن خضع معظم المشاركين في الدراسة، الذين تلقوا العلاج في 21 عيادة مختلفة في الولايات المتحدة وأوروبا، لعلاج بثلاثة أنواع أدوية مغايرة كمعدل وطوّروا مقاومة ضدها كلها.

بعد إعطاء (TV) للمشاركين، اكتشفوا أن أقلية كبيرة تفاعلت جيداً مع الدواء الجديد، ما أدى إلى تقلص الورم أو وقف نموه.

تبين على وجه الخصوص أن 27 في المئة من مرضى سرطان المثانة حظوا بتحسن، فضلاً عن 26.5 في المئة من مريضات عنق الرحم، و14 في المئة من مريضات سرطان المبيض، و13 في المئة من مرضى سرطان المريء، و13 في المئة ممن يعانون سرطان الرئة ذا الخلايا غير الصغيرة، و7 في المئة من مريضات سرطان بطانة الرحم.

ولكن لم يتفاعل أي من مرضى سرطان البروستات مع العلاج الجديد قيد التجربة. من بين مَن تفاعلوا مع TV، دامت هذه النتيجة 5.7 أشهر كمعدل واستمرت حتى 9.5 أشهر في بعض الحالات.

أما بالنسبة إلى التأثيرات الجانبية، فسجّل المحققون أن بعض المشاركين عانى نزفاً في الأنف، وتعباً، وغثياناً، ومشاكل في العينين. ولكن نحو منتصف مدة التجربة السريرية، تمكن الفريق من تعديل بروتوكول التدخل بغية الحد من احتمال التعرض لمشاكل في العينين.

حاجة ماسة

يختبر الباحثون اليوم فاعلية (TV) في حالة أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان الأمعاء، وسرطان البنكرياس، والسرطانة الحرشفية الخلايا في الرأس والعنق. كذلك يختبرون الدواء في تجربة سريرية من المرحلة الثانية كخط علاج ثانٍ لأورام سرطان عنق الرحم التي لا تتفاعل مع العلاج الأولي.

يذكر البروفسور دي بونو: "لدواء (TV) تأثيرات جانبية يمكن التحكم فيها، ونرى بعض ردود الفعل الجيدة في حالة المرضى المشاركين في تجربتنا، علماً أنهم كلهم بلغوا مرحلة متقدمة من السرطان، وتلقوا سابقاً علاجاً مكثفاً بأدوية أخرى، وما عادوا يملكون أي خيار آخر".

يحلل الباحثون اليوم أيضاً عينات خزعات جمعوها من مشاركين في مستهل التجربة الحالية على أمل أن يتمكنوا من العثور على مؤشر يساعدهم في تحديد مرضى آخرين قد يتفاعلون جيداً على الأرجح مع دواء (TV).

يشير البروفسور دي بونو: "بدأنا تجارب إضافية لهذا الدواء الجديد في حالة أنواع مختلفة من الأورام، فضلاً عن استعماله كخط علاج ثانٍ لسرطان عنق الرحم وجاءت معدلات التفاعل عالية على نحو خاص. نطوّر أيضاً اختباراً لاختيار المرضى الذين يبدون الأوفر حظاً للتفاعل مع هذا الدواء".

يشدد أيضاً البروفسور بول وركمان، المدير التنفيذي لمعهد بحوث السرطان وباحث لم يشارك مباشرةً في الدراسة، على أهمية الأدوية الجديدة، مثل (TV)، في تحسين فرص حالات السرطان المتقدمة أو العدائية.

يضيف: "شهدنا تقدماً واسعاً في معركتنا ضد السرطان في العقود الأخيرة، لكن علاج عدد كبير من الأورام يبقى بالغ الصعوبة بعدما يبدأ السرطان بالتفشي. لذلك نحن بحاجة ماسة إلى علاجات مبتكرة مثل هذا الدواء الذي يهاجم أمراض السرطان بطرائق جديدة ويبقى فاعلاً حتى ضد أورام تطور مقاومة ضد العلاجات التقليدية".

نتائج الدواء فاعلة خصوصاً في علاج سرطان عنق الرحم
back to top