هل يجب حضّ الولد على ممارسة الرياضة؟

نشر في 05-07-2019
آخر تحديث 05-07-2019 | 00:00
No Image Caption
نعرف جميعاً هذه المشكلة: يصبح مجتمعنا أقل نشاطاً يوماً بعد يوم. فيجلس الأولاد والمراهقون ساعات أمام شاشة لعبتهم أو التلفزيون أو الكمبيوتر، حتى بات نحو 40% منهم أقل نشاطاً، مما كنا نلاحظه قبل 30 سنة. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الأولاد أقل انتظاماً من أهلهم في ممارسة الرياضة، فضلاً عن أنهم يختارون، عادة، رياضات أقل حدية. وماذا عن الفتيات؟ الوضع أكثر سوءاً.
لا شك في أن هذه خلاصة محزنة.
من المفرح أن الأولاد يُرغمون في المدرسة على ممارسة نشاط جسدي منتظم. لكن الأهل في معظمهم ليسوا مقتنعين بفائدة ممارسة نشاط جسدي خارج إطار المدرسة. رغم ذلك، تبقى الرياضة مهمة للحفاظ على صحة أولادنا وخيرهم الجسدي والنفسي على حد سواء.

فوائد جسدية

كي يكبر الولد بشكل متناعم وفق وتيرته الخاصة، من الضروري أن يستفيد من نشاط جسدي ورياضي منتظم. وعندما يبلغ عتبة تطوره، يصبح بإمكانه التكيف بمرونة أكبر مع متطلبات المدرسة، وخصوصاً التعب، فضلاً عن حاجات نموه الجسدي الخاص. على سبيل المثال، ينجح المراهقون الذين يمارسون الرياضة في اجتياز الاضطرابات التي ترافق هذه المرحلة بفاعلية أكبر.

فوائد نفسية

عندما نمارس رياضة فردية أو جماعية، علينا الالتزام بقواعد محددة مسبقاً. ويعني ذلك أننا مرغمون على الاحتكاك بالآخرين وإقامة معهم علاقات متناعمة. ويسمح هذا البعد الأخلاقي، الاجتماعي، والعاطفي بتحسين القدرة على إقامة علاقات بين الافراد عموماً.

فوائد عاطفية

لا شيء يضاهي النجاح في تمرين رياضي عملت جهداً لتعلمه أو الفوز في مباراة أو مواجهة (مباراة كرة مضرب مثلاً). فضلاً عن ذلك، من المؤكد أن تحسّن الأداء يعزز إلى حد كبير الثقة بالنفس ونظرة الولد إلى جسمه الخاص. كذلك يُعتبر التحكم في الإجهاد وضبط النفس ببراعة أحد فوائد الرياضة المثبتة.

فوائد فكرية

مع الرياضة تزداد تروية الدماغ بالأكسجين، تتحسن القدرة على التركيز، وتنمو قدرات الولد على التعلم. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الولد، كي يتمكن من تنظيم جداوله الدراسية المعقدة، إلى أن ينمي مقدرات التنظيم المهمة.

نظراً إلى فوائد النشاط الرياضي المنتظم، يتمنى بعض الخبراء أن تتبع كل الدول تربية بدنية ورياضية إلزامية أسبوعية على كل مستويات التعليم (الابتدائي، التكميلي، الثانوي، والجامعي)، كما هو معتمد في دول أوروبية مثل ألمانيا.

إذاً، لا ندرك مدى أهمية تعلم الرياضات في نمو الأولاد، إلا عندما نفكر في أبعادها الجسدية. ولكن يجب ألا ننسى أيضاً مساهمتها في خيره النفسي، فضلاً عن تعلّمه القيم والأخلاق، الثقة بالنفس (ضرورية في مرحلة المراهقة)، وأبعادها الفكرية.

الرياضة مهمة منذ الطفولة

لا يصبح الإنسان فجأة رياضياً عندما يصير في سن البلوغ، بل نكتشف فوائد الرياضة ومتعتها منذ الطفولة. ولتحقيق ذلك على الأهل أن يزرعوا هذا الحب في أولادهم، فضلاً عن المدرسة التي يجب أن تكون مركز التدريب الأول منذ الصغر. إذاً، يُعتبر تعلم رياضة ما شبيهاً بتعلم الحياة عموماً.

أي نوع من الرياضات يجب أن نختار؟ ومن أين نبدأ؟

يستند اختيار النشاطات إلى طبيعة الولد وذوقه. يجب ألا يفرض عليه الأهل أي رياضة، بل يلزم أن يناقشوا معه تفضيلاته. قد يختار رياضة فردية أو يميل إلى رياضة جماعية. يبقى الأهم في البداية إخضاع الولد لفحص طبي شامل واستشارة الطبيب بشأن الرياضة الأنسب.

قبل سن الخامسة، لا يستطيع الولد ممارسة نشاط جسدي بحق لأن حركته ومقدراته على التنسيق والمزامنة لا تكون قد اكتملت بعد. ولكن بإمكانه تعلّم التحكم في جسمه أو التفاعل مع الآخرين.

بدءاً من سن السادسة أو السابعة، يصبح بإمكان الولد التمرن فعلياً بعد نمو مقدراته الجسدية الضرورية. وبين سن السابعة والثالثة عشرة، تصبح مقدرات الولد على التعلّم ممتازة: تعمل ذاكرته بشكل جيد، فضلاً عن أنه يتحلى بالمرونة، النشاط، وحس التوازن الضروري للتقدم والنجاح.

انطلاقاً من سن العاشرة، يتعلم الولد أن يعلّق أهمية كبيرة على النتائج الرياضية ويبدأ بمقارنة نفسه بالآخرين. وعندما يصل إلى مرحلة التعليم التكميلية في سن الحادية عشرة، يضع عادةً نصب عينيه أهدافاً يرغب في تحقيقها ويتمنى المشاركة في مباريات.

أما في مرحلة المراهقة، فيقدم الولد أفضل أداء لديه لأن جسمه يكون قد تبدل وشخصيته اكتملت. كذلك يصبح أكثر نضوجاً وثقة بالنفس.

إذاً، هل فهمتهم الجواب؟ نعم، يجب أن تحضوا الولد على ممارسة الرياضة بانتظام، أي ما لا يقل عن ساعتين في الأسبوع، تضيفون إليهما نزهات مع العائلة مشياً على الأقدام خلال نهاية الأسبوع والعطل كي يروّح الولد عن نفسه ويستمتع بالطبيعة. ويجب أن تتذكروا دوماً أن صحته تعتمد على ذلك، وأن هذا من مسؤولياتكم كأهل.

توازن جيد

لا تنسوا البتة أن من الضروري أن يرتدي الولد اللباس المناسب لكل رياضة وأن ينتعل الحذاء الملائم أيضاً. كذلك علموه أن يشرب الماء بعد كل جهد، أن يبدّل ملابسه الداخلية عندما يتعرق بغزارة، وأن يستحم جيداً حين ينتهي من التمرين.

خلاصة

يؤكد ولد من كل ثلاثة أنه يمارس الرياضة. هذه إحدى الخلاصات الأساسية التي توصلت إليها دراسة مؤسسة Jetix «الأولاد والرياضة: دور حياة جذابة وإيجابية إنما ممارسة يجب تشجيعها».

ملاحظة: «ترسم الإنجازات المحققة في مجالات المتعة والرياضة نماذج سلوك، تشجع على إنجاز المزيد، تولد الفخر، وتعزز نمو الشعور بالانتماء».

back to top