سرطان المبيض... لا تهملي المتابعة الطبيّة

نشر في 26-06-2019
آخر تحديث 26-06-2019 | 00:00
No Image Caption
سرطان البروستات شائع بين الرجال، لكنّ النساء يصبن أيضاً بأشكال عدة من السرطان، أبرزها سرطان الثدي والرحم والمبيض. في الحالة الأخيرة، قد يصاب مبيض واحد، وتتأثر نتيجة العلاج طبعاً بمرحلة كشف المرض وعمر المرأة.
فيما يخص سرطان المبيض، تتعلّق أبرز مشكلة بتطوره بلا أي مؤشر عيادي، لذا يمكن أن ينمو من دون أن تدرك المرأة ما يحصل في جسمها.
من الناحية الإحصائية، يصيب سرطان المبيض بشكل أساسي النساء فوق عمر الخامسة والخمسين، ويشكّل %3 من مجموع الأمراض السرطانية النسائية حول العالم. تبلغ نسبة النجاة خلال خمس سنوات أقل من %40: نسبة متدنية لأن التشخيص يحصل عموماً في مرحلة متأخرة.

حتى اليوم، ما من أسباب واضحة للمرض باستثناء العوامل الوراثية التي تشير إلى وجود طفرة جينية مسؤولة عن تطور السرطان. في هذه الحالة، يمكن أن نقترح على المرأة استئصال المبيض كتدبير وقائي.

يبرز بعض المؤشرات أحياناً مثل ارتفاع نسبة الخطر بين النساء اللواتي لم ينجبن الأطفال، أو تأخّر انقطاع الطمث لديهنّ، لكن لا تثبت أي أدلة علمية هذه الفرضيات.

تبقى الأعراض قليلة ولا يمكن اتخاذ أي تدبير وقائي، لكن يمكن الاتكال على بعض المؤشرات المسبقة مثل وجع الظهر والتعب المفرط واشتداد الألم في البطن.

يمكن اكتشاف المرض خلال استشارة طبية تشمل فحصاً بالموجات فوق الصوتية. لا تشير جميع الكتل إلى مرض السرطان لأن الكيسات تنمو دوماً في المبيضين وتختفي من تلقاء نفسها. عند الاشتباه بوجود سرطان، يطلب الطبيب إجراء فحص الخزعة لتحليل الأنسجة.

يسمح التشخيص والفحوص بتحديد نوع الخلايا المتضررة ومرحلة تطوّر السرطان. يجب أن يتأكد الطبيب من أن الخلايا المريضة لم تبدأ بالانتقال إلى أعضاء أخرى وبتشكيل أورام خبيثة.

يتطور المرض على أربع مراحل: تكون المرحلة الأولى الأقل حدة لأن المرض ينحصر في المبيضين. وتشير المرحلة الثانية إلى إصابة الحوض. أما المرحلة الثالثة فتشهد تمدّد الأورام الخبيثة في المنطقة المصابة، ثم تصل تلك الأورام إلى مناطق أبعد بكثير في المرحلة الرابعة.

لا بد من تحديد مرحلة المرض لمعرفة درجة عدائية السرطان. بعد تحديد هذه العوامل، يمكن القيام بتشخيص دقيق واختيار أنسب علاج لكل حالة.

علاجات محتملة

يوصي الأطباء غالباً بالجراحة لمعالجة السرطان، وقد تبرز الحاجة إلى استئصال المبيضَين والرحم.

لا تشير الجراحة إلى حدّة الحالة لأنها قد لا تكون فاعلة إذا كان الورم كبيراً جداً. وإذا كانت المريضة شابة ولم تنجب الأطفال بعد، يمكن استئصال المبيض المصاب والاحتفاظ بالمبيض الثاني وبقناة فالوب والرحم إذا كان السرطان محصوراً وغير عدائي، ما يسمح لها بالحمل مستقبلاً.

يصف الطبيب أيضاً علاجاً تكميلياً قبل الجراحة وبعدها لتقليص حجم الورم أو تجنّب الانتكاسة، وغالباً ما يتم اللجوء إلى العلاج الكيماوي لكن تكثر الانتكاسات في هذا المجال.

أساليب الوقاية

تتحسن نتيجة العلاج بنسبة جذرية عند كشف المرض في المرحلة الأولى أو الثانية. لضمان الكشف المبكر يقضي الحل الوحيد بخضوع المرأة لمتابعة طبية متواصلة لدى طبيبها النسائي واستشارته دوماً عند ظهور أعراض جديدة وغير مبررة مثل النفخة والتعب وفقدان الوزن لأكثر من أسبوعين.

تقتصر الوقاية على هذه التدابير البسيطة، ويركز التقدم الحاصل في هذا المجال على تحسين فاعلية الجزيئات المستعملة في العلاج الكيماوي.

أحدث الاكتشافات

• سمحت دراسة حديثة بتحديد مسار تطور السرطان وتبيّن أنه يبدأ في قنوات فالوب. هذا ما يفسّر تأخّر التشخيص لأن التركيز يصبّ عموماً على المبيض.

• تجدّد الأمل بمعالجة سرطان المبيض في مراحله المتقدمة، فقد اختبر فريق من علماء الأورام السويسريين علاجاً مناعياً: يعمل هذا اللقاح على مرحلتين وقد سمح لفريق البحث بتقليص حجم الورم أو وقف تطوره في أسوأ الأحوال. إنها نتيجة واعدة!

يتابع الباحثون عملهم ويحرزون التقدم يومياً على أمل أن تسمح هذه البحوث يوماً بالشفاء من هذا السرطان وسواه...

back to top