أدلة بشأن «هجوم عُمان» وروحاني يدعو إلى تمهيد للتفاوض

• طهران: الأميركيون وصلوا إلى الناقلة اليابانية قبلنا • شمخاني: لا سبب لنشوب حرب • باريس وبرلين لا تستبعدان احتمال نشوب حرب... وهوك في جولة لحشد إجماع أوروبي

نشر في 20-06-2019
آخر تحديث 20-06-2019 | 00:05
عرض الجيش الأميركي، في مؤتمر عُقد بالإمارات، ما وصفه بدلائل جديدة تثبت تورّط إيران في هجوم استهدف ناقلتي نفط بمياه خليج عمان الخميس الماضي، في وقت جددت باريس وبرلين التحذير من احتمال نشوب حرب في المنطقة، ونفت طهران بشكل قاطع أي صلة لها بالاعتداء.
ضيقت الولايات المتحدة التي تتهم إيران بالضلوع في هجمات استهدفت ناقلتي نفط بخليج عمان، الخناق على طهران، وعرضت أمس شظايا لغم لاصق ومغناطيس تم نزعه من على الناقلة كوكوكا كوريجوس اليابانية، إحدى الناقلتين اللتين تعرضتا للاعتداء الأسبوع الماضي، وأكدت أن الألغام المستخدمة تحمل «تشابهاً صارخا مع ألغام إيرانية».

وقال الكوماندر شون كيدو بالبحرية الأميركية إن «اللغم اللاصق الذي استخدم يمكن تمييزه ويحمل تشابها صارخا مع ألغام إيرانية عرضت على الملأ بالفعل في عروض عسكرية إيرانية».

وأضاف الضابط، خلال مؤتمر عقد في منشأة تابعة للقيادة المركزية لقوات البحرية الأميركية قرب ميناء الفجيرة بالإمارات، حيث وقع هجوم مشابه قبل شهر استهدف ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة نرويجية وسفينة شحن إماراتية، وحمّلت واشنطن طهران المسؤولية عنه.

وأوضح أن القوات الأميركية تمكنت من «جمع معلومات بيومترية يمكن استخدامها لبناء قضية جنائية، بما في ذلك بصمات اليدين والأصابع»، وذلك من أجل «محاسبة الأفراد المسؤولين» عن الهجوم الذي وقع بالقرب من مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يعبر منه يومياً نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.

وتابع كيدو: «التقييم هو أن الهجوم على الناقلة كوكوكا والضرر الذي ألحق بها كان نتيجة ألغام بحرية زرعت على الغلاف الخارجي للسفينة».

وذكر الضابط أن اللغم الذي انفجر «كان فوق المياه، ولا يبدو أن النيّة كانت إغراق السفينة»، مشيراً إلى لغم آخر ثبّت على هيكلها الخارجي، وقد أزالته قوة إيرانية كانت على زورق سريع قبل انفجاره. وهي مقولة سبق للأميركيين أن أشاروا إليها.

وأشار كيدو إلى أن فريق التحقيق «تمكّن من معاينة مكان زرع اللغم على جسم السفينة ورصد مغناطيساً لا يزال في المكان، إضافة إلى الأثر الذي تركه اللغم البحري في الموقع».

ولفت إلى أن «الثقوب الناجمة عن مسامير تشير إلى كيفية تثبيت اللغم»، لافتا إلى أن الفريق تمكّن أيضا «من رفع شظايا نجمت عن انفجار اللغم المكون من ألمنيوم ومن مواد مركّبة».

وأكد أن القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية تحقق في الهجمات بمشاركة «شركائها الإقليميين».

ورأى كيدو أن «هذا النوع من الهجمات تهديد لحرية الملاحة الدولية في المياه الدولية، إضافة إلى حرية التجارة»، مضيفا «نعمل مع شركائنا الإقليميين لضمان حرية الملاحة، إضافة إلى حرية التجارة، ونحثّ كل القوى على الالتزام بالمعايير والقوانين الدولية».

في هذه الأثناء، قدمت السعودية والإمارات والنرويج تقريرا مفصلا لمجلس الأمن عن الاعتداءات التخريبية التي طالت 4 سفن قبالة الفجيرة.

وفي موازاة ذلك، أفادت مصادر بأن رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في «الخارجية» الأميركية، براين هوك، سيسافر إلى أوروبا الأسبوع المقبل، لعقد محادثات، تتمحور حول سبل مواجهة إيران، مع بعض كبار المسؤولين في الدول الأوروبية التي تتريث في تبني الاتهام الأميركي لطهران بشن هجمات الخليج.

نفي قاطع

في غضون ذلك، نفى وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي «بشكل قاطع» الاتهامات الأميركية، وقال إن «التهم الموجهة ضد القوات المسلحة الإيرانية والفيلم الذي نُشر، كاذبة تماما وننفيها بقوة».

وأضاف أن «القوات المسلحة ومؤسسة الموانئ الإيرانية، كانتا من أوائل القوات التي هبت لإغاثة الناقلات بعد وقوع الحادث، وأنقذت 23 بحاراً من الناقلة الأولى».

وأشار الوزير إلى أنه «عندما وصلت قواتنا للإغاثة إلى الناقلة الثانية، أعلن الطاقم أن سفينة أخرى قد أنقذتهم، مما يعني أن الأميركيين وصلوا في وقت مبكر إلى المنطقة التي يزعمون أن الفيلم تمّ تسجيله فيها».

ومع ارتفاع منسوب التوتر في المنطقة منذ انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، وشنّ حملة ضغوط قصوى عليها لإرغامها على إبرام معاهدة شاملة حول برنامجها النووي وأنشطتها في المنطقة وبرنامج تطوير الصواريخ الباليستية، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الإجراءات التي اتخذتها بلاده حتى الآن تمثّل «الحد الأدنى» للرد على «انتهاك الاتفاق النووي».

ودافع عن الإجراءات التي تضمنت التهديد بتجاوز الحد المنصوص عليه في الاتفاق لتخصيب اليورانيوم، وهو ما يعني تصدع المعاهدة التي تهدف لمنع طهران من تطوير سلاح ذري، وقال إن الإجراءات الأخيرة حول تقليص بعض التعهدات منصوص عليها في المعاهدة المبرمة بين بلاده والقوى الكبرى.

وأضاف أن الولايات المتحدة التي تفرض ضغوطا اقتصادية هائلة على إيران «تحاول عدم تحمّل أي نفقة نتيجة انتهاكها للمعاهدات».

وجدد التأكيد على أن إيران ترفض التفاوض تحت الضغط، وقال: «من يريد التفاوض عليه أن يمهد لذلك من خلال رفع العقوبات الظالمة»، معتبرا أن «الدعوة إلى التفاوض تحت الضغوط تعني الاستسلام».

وأبدى روحاني استعداد بلاده للتراجع عن الإجراءات الأخيرة في حال قررت الدول الأوروبية الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي ضمن المهلة التي حددتها طهران، وهي 60 يوماً بدأت في الثامن من مايو الماضي.

المهلة والمواجهة

في موازاة ذلك، جدد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي تأكيد أن «مهلة الشهرين» غير قابلة للتمديد، وقال إن بلاده «ستتخذ الخطوة الثانية لتقليص التزامها بالاتفاق النووي، وفقا للجدول الزمني الذي وضعته».

وتابع «إن إجراءاتنا مرتبطة بكيفية تنفيذ بقية أطراف الاتفاق النووي التزاماتهم، ولا يمكن أن نلتزم نحن بتعهداتنا دون التزام الطرف الآخر».

وأوضح أن «الإجراءات تتم بشكل متوال ومتصل، ولا تتوافر ظروف العودة إلى الوراء، وإذا ما أرادوا من إيران الالتزام بتعهداتها فيجب على مجموعة 5+1 القيام بمسؤولياتها».

ودعا المسؤول النووي الأطراف الأخرى إلى العمل على رفع العقوبات ضد بلاده قائلا: «إذا اعترفوا بحقوقنا المنصوص عليها في الاتفاق النووي بشأن رفع العقوبات، فنحن بدورنا سننفذ التزاماتنا، وخلاف ذلك سنخفض تعهداتنا لإيجاد التوازن».

في هذه الأثناء، استبعد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اندلاع أي مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة.

وقال شمخاني: «لا يوجد سبب لنشوب حرب. إلقاء الاتهامات على دول أخرى أصبح أسلوباً شائعاً بين المسؤولين الأميركيين في أثناء محاولتهم الضغط على دول أخرى».

تحذير أوروبي

من جهة أخرى، قال وزيرا الخارجية الفرنسي والألماني إن بلديهما سيعززان جهود خفض التوترات المتعلقة بإيران، لكن الوقت ينفد، وليس من الممكن استبعاد مخاطر اندلاع حرب.

وقال وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان، بعد اجتماع للحكومة في باريس: «نريد أن نوحد جهودنا لتبدأ عملية لوقف التصعيد».

back to top