حلواني يثير قضية المخطوفين في «طرس... رحلة الصعود إلى المرئي»

نشر في 18-06-2019
آخر تحديث 18-06-2019 | 00:00
غسان حلواني
غسان حلواني
رغم مرور نحو عقدين على انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، لا تزال قضية المخطوفين والمختفين قسرا عالقة بالأذهان، مما دفع المخرج غسان حلواني لإثارتها سينمائيا في فيلمه "طرس... رحلة الصعود إلى المرئي"، الذي عرض بمهرجان "ما بقي إلا نوصل" لأفلام حقوق الإنسان والهجرة.

ويقدم حلواني الفيلم معتمدا على السرد والتوثيق بأسلوب غير تقليدي، بعيدا عن العاطفة والابتزاز لقضية شائكة، فالفيلم الفائز بـ8 جوائز في مهرجانات كبرى مثل لوكارنو وقرطاج، تكمن أهميته في اشتغال حلواني على أرضية بصرية تجمع بين الوثائقي والتجريبي، مع إعلاء شأن القيمة الفنية للعمل.

واختار حلواني لغة شفافة كما رسوماته المتحركة التي تظهر في الفيلم، ليخلق من ملف سياسي وإنساني قاس جمالية تحفر في ذاكرة اللبنانيين الجماعية، وحساسية مرهفة تجاه قصص بشر "ما زالوا أحياء على سجلات القيد الرسمية في لبنان"، كما يؤكد الفيلم.

ويبني حلواني فيلمه على عناصر موجودة وغير موجودة، مرئية وغير مرئية، لها بداية وليس لها نهاية، حيث ينطلق من رسم لصبية وشاب بلا ملامح واضحة، كأنهما هنا وليسا هنا، يمشيان ولا يصلان إلى مكان محدد.

ثم يدور حوار بين المخرج ومُصور صحافي نسمع صوتهما فقط على خلفية صورة فوتوغرافية ثابتة، وهما يتحدثان عنها، لكن الصورة أيضا غير واضحة، لأن حلواني أراد أن يجردها من شخص نفهم لاحقا أنه اختُطف ولا يزال مختفيا، ومن عنصرين تابعين لإحدى ميليشيات الحرب الأهلية اللبنانية هما أيضا مختفيان، وهو "ما يخفي الجريمة"، كما يرد على لسان المخرج في المشهد.

ويعتمد الفيلم في كثير من مواده على دلالات ورموز؛ منها الصورة التي حصرت فيها قضية المفقودين، فبعدما كانوا بشرا يضجون بالحياة ولهم عوالم خاصة وأقارب وعائلات، ومنهم من كان مناضلا أو شخصا عاديا قرر الامتناع عن تعاطي السياسة، أصبحوا بقايا صور.

ويشمل مهرجان "ما بقي إلا نوصل" الذي تنظمه مؤسسة هاينريش بل الألمانية المستقلة في بيروت 11 فيلما من دول عربية وأجنبية، تتقصى وقائع الهجرة وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط والعالم.

back to top