«رساميل»: مكاسب لأسواق الأسهم العالمية خلال الأسبوع الماضي

التوترات التجارية الرادع الرئيسي أمام ارتفاعها في الآونة الأخيرة

نشر في 12-06-2019
آخر تحديث 12-06-2019 | 00:00
No Image Caption
حققت أسواق الأسهم العالمية مكاسب خلال تداولات الأسبوع الماضي، وذلك بعدما أنهى مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال تداولات الأسبوع على ارتفاع بنسبة 4 في المئة تقريباً.

وبحسب التقرير الأسبوعي الصادر عن شركة رساميل للاستثمار، ارتفعت أسواق الأسهم الأميركية ممثلة بمؤشر S&P 500، إذ حقق المؤشر مكاسب بنسبة 4.41 في المئة. كما كان الأسبوع إيجابياً في أوروبا حيث ارتفع مؤشرStoxx 600 بنسبة 2.49 في المئة، وذلك على خلفية الكلام الناعم الذي أطلقه مسؤولون في بعض البنوك المركزية العالمية، إضافة إلى التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق سريع بين الولايات المتحدة والمكسيك حول الهجرة غير الشرعية ومخاطر فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعريفات ورسوما جمركية على الواردات المكسيكية في حال الفشل في التوصل إلى إتفاق يقضي ببذل السلطات المكسيكية المزيد من الجهود من أجل الحد من المهاجرين من أميركا الوسطى نحو الولايات المتحدة.

أما حالة معنويات المستثمرين المتشائمة والتصحيح الذي عرفته أسواق الأسهم الأميركية مع بداية تداولات الأسبوع الماضي فقد عدلتها بشكل إيجابي تصريحات الرئيس التنفيذي للاحتياطي الفدرالي في سانت لويس جيمس بولارد التي قال فيها إن مجلس الاحتياطي الفدرالي قد يكون على صواب بالعمل على خفض أسعار الفائدة في المستقبل.

وقد حصلت هذه التصريحات على دعم من رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول الذي أكد الثلاثاء الماضي أن الفدرالي الأميركي «سوف يتصرف حسب الاقتضاء، وبما هو مناسب للحفاظ على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة»، الأمر الذي يُعدُّ مؤشراً على احتمال اتخاذ المجلس قراراً بخفض أسعار الفائدة في المستقبل باعتباره أحد الحلول الممكنة لمواجهة البيانات الاقتصادية التي صدرت أخيراً وشكلت مؤشراً سلبياً على وضع الاقتصاد الأميركي. ومنذ تاريخ هذه التصريحات حققت مؤشرات الأسهم الرئيسية في الولايات المتحدة أداء إيجابياً.

وتزايدت قناعة المستثمرين بإمكانية خفض أسعار الفائدة يوم الجمعة وتعمّقت، وذلك على إثر نشر تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة للشهر الماضي والتي جاءت سيئة ودون مستوى التوقعات. ووفقاً للتقرير الذي نشرته وزارة العمل الأميركية فقد أضافت المؤسسات والشركات الأميركية ما مجموعه 75 ألف وظيفة فقط وهو العدد الذي يعد أقل بكثير مقارنة بتوقعات المحللين.

وبالعودة إلى أداء مؤشرات الأسهم الأميركية فقد أنهى مؤشر Dow Jones الصناعي تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع بنسبة 4.7 في المئة، وهو الأسبوع الإيجابي الأول بالنسبة إلى المؤشر بعدما عانى خسائر على مدار الأسابيع الستة الماضية على التوالي. من جهته، حقق مؤشر S&P 500 مكاسب بنسبة 4.4 في المئة، وهي المكاسب التي جاءت أيضاً بعد أربعة أسابيع متتالية من الخسائر. كما ارتفع مؤشر Nasdaq المركّب بنسبة 3.9 في المئة بعد تراجعه خلال الأسابيع الأربعة الماضية.

وبهذه المكاسب يكون مؤشر Dow Jones على بُعد بنسبة 3.1 في المئة فقط من أعلى مستوياته القياسية التي كان قد وصل إليها في شهر أكتوبر الماضي، في حين ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة تجعله على بُعد بنسبة 2.5 في المئة من أعلى مستوى قياسي وصل إليه في 30 أبريل الماضي.

وكانت أسهم الشركات الكبرى ارتفعت بقوة خلال الأسبوع الماضي، إذ ارتفع سهم شركة Apple على سبيل المثال بنسبة 8.6 في المئة، كما ارتفع سهم شركة Procter & Gamble بنسبة 5.7 في المئة أيضاً. وعلى النقيض من ذلك، فقد انخفض العائد على السندات أكثر بعد التراجع الذي عاناه على مدى الأسابيع الخمسة الماضية على التوالي. وقد تراجع العائد على سندات الخزانة القياسية الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 2.085 في المئة بعد صدور تقرير الوظائف الأميركي. وفي ظل تراجع نمو الأرباح، فإن العائدات المنخفضة تساعد في جعل تقييمات الأسهم جذابة نسبياً.

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن التوترات التجارية كانت هي الرادع الرئيسي أمام ارتفاع الأسواق في الآونة الأخيرة. ورغم استمرار الجمود التجاري بين الولايات المتحدة من جهة والصين من جهة أخرى، فإن الرئيس الأميركي أعلن في تغريدة على حسابه على موقع تويتر مع نهاية الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة والمكسيك توصلتا إلى اتفاق يقضي بحل معظم الخلافات القائمة بينهما على خلفية قضية المهاجرين إلى الولايات المتحدة من أميركا الوسطى عبر المكسيك، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الرسوم والتعريفات الجمركية التي هدد بفرضها على الواردات المكسيكية «تم تعليقها إلى أجل غير مسمى» بفضل التوصل إلى اتفاق مع السلطات المكسيكية بشأن المواضيع الخلافية. على صعيد تجاري آخر، فإنه من المرجح أن يجتمع الرئيس الأميركي ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ خلال قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في وقت لاحق من هذا الشهر في اليابان. ويتوقع معظم المحللين أن أي اتفاق بالإمكان التوصل إليه بين الجانبين قد يحدث خلال هذه القمة.

أوروبا

أما في أوروبا، فقد حققت مؤشرات الأسهم مكاسب بنسبة 2.49 في المئة خلال الأسبوع الماضي، وكان قطاع المواد الكيميائية الأفضل أداءً، في حين كان قطاع العقارات أكبر الخاسرين. أما على صعيد السياسات المالية والنقدية فقد كان لافتاً خلال الأسبوع الماضي الكلام الناعم الصادر عن المسؤولين في البنك المركزي الأوروبي، وهو الكلام الذي كان الأكثر هدوءاً مقارنة بالبنوك المركزية العالمية الأخرى. وقد ساهمت التصريحات الصادرة عن المركزي الأوروبي حول خفض أسعار الفائدة واعتماد برنامج عمليات إعادة التمويل المستهدفة على المدى الطويل الثالث في انتعاش الأسواق.

ومع ذلك لم تتحسن رغبة المستثمرين بالمخاطرة بسبب البيانات الخاصة بالاقتصاد الكلي غير المشجعة التي تم إعلانها على مدار الأسبوع الماضي. وكان من بين الإيجابيات القليلة في مؤشرات الاقتصاد الكلي التي تم نشرها النمو الذي حققه مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات ومؤشر مديري المشتريات المركّب لأكبر الدول في منطقة اليورو.

من ناحية أخرى، أظهرت البيانات التي تم نشرها انكماش مؤشر مديري المشتريات الصناعي في جميع أنحاء منطقة اليورو وفي دولها الأكبر. وقد عاق ذلك الانتعاش في أسواق أسهم منطقة اليورو بما أن الأساسيات لا تزال تبدو ضعيفة.

أما على صعيد أخبار الشركات، فقد شهد الأسبوع الماضي إعلان مجموعة فيات كرايسلر الإيطالية الأميركية سحب مقترح الاندماج مع شركة رينو لتشكيل ثالث أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم. وتم تعليل سبب سحب الاقتراح إلى المشهد الحكومي الصعب في فرنسا.

وفي أخبار عمليات الاندماج والاستحواذ الأوروبية، أعلنت شركة Infineon Technologies الألمانية المتخصصة في قطاع صناعة أشباه الموصلات عن تقديمها عرضاً بقيمة 10 مليارات دولار للاستحواذ على شركة Cypress Semiconductors، التي تعتبر إحدى أقدم شركات أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، وذلك بسبب العديد من أوجه التآزر بين الشركتين وفقاً لما قالته الشركة الألمانية.

back to top