اندماج رينو وفيات -كرايسلر مرتبط بخفض الحصة في نيسان

فرنسا مستعدة لتقليل حصتها في رينو لتعزيز التحالف مع شريكتها اليابانية

نشر في 11-06-2019
آخر تحديث 11-06-2019 | 00:03
No Image Caption
أفادت مصادر مطلعة بأن شركتي صناعة السيارات رينو الفرنسية وفيات كرايسلر الإيطالية الأميركية تبحثان سبلاً لإحياء خطة اندماج منهارة بينهما، وأهمها موافقة نيسان موتور اليابانية الشريك المتحالف مع شركة صناعة السيارات الفرنسية.

وقال مصدران مطلعان لـ"رويترز"، إن نيسان بصدد حث رينو على إجراء خفض كبير في حصتها فيها البالغة 43.4 في المئة، مقابل دعم خطة اندماجها مع فيات كرايسلر.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الجهود المبذولة لإحياء الصفقة المعقدة المحفوفة بمخاطر سياسية ستتمكن من النجاح أم لا.

وقام رئيس مجلس إدارة فيات كرايسلر جون الكان فجأة بسحب عرض الاندماج في صفقة بقيمة 35 مليار دولار في الساعات الأولى من يوم السادس من يونيو الجاري، بعدما أوقفت الحكومة الفرنسية، وهي أكبر مساهم في رينو، تصويتاً لمجلس إدارة الشركة وطلبت مزيداً من الوقت للفوز بدعم نيسان، التي قال ممثلوها، إنهم سيمتنعون عن التصويت.

وحرم الفشل، الذي عزته رينو وفيات كرايسلر بشكل مباشر لتدخل الحكومة الفرنسية، الشركتين من فرصة لخلق ثالث أكبر شركة صناعة سيارات في العالم، إذ كان الأثر الإيجابي الناجم عن الصفقة سيبلغ خمسة مليارات يورو (5.6 مليارات دولار) سنوياً.

في السياق نفسه، أكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أن الدولة مستعدة لخفض حصتها في رأس مال رينو البالغة 15 في المئة لمصلحة تعزيز تحالف شركة تصنيع السيارات مع شريكتها اليابانية نيسان.

وقال لومير في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش اجتماع وزراء مالية دول مجموعة العشرين في اليابان، إن على رينو ونيسان العمل على تعزيز العلاقات بينهما قبل النظر في احتمالات إبرام عقود اندماج أخرى.

وتأتي تصريحات لومير بعد أيام فقط من سحب مجموعة فيات كرايسلر الإيطالية الأميركية الخميس عرضها للاندماج مع رينو، مشيرة إلى أن المفاوضات أصبحت "غير منطقية" بسبب الظروف السياسية في باريس.

وقال الوزير الفرنسي لفرانس برس "بإمكاننا خفض حصة الدولة في رأس مال رينو. هذه ليست مشكلة طالما أنه سيكون لدينا في نهاية المطاف قطاع سيارات أكثر صلابة وتحالفاً أكثر صلابة بين شركتي تصنيع سيارات عظيمتين هما نيسان ورينو".

وكانت المجموعة المشتركة ستصبح الكبرى في العالم، مع مبيعات يبلغ مجموعها نحو 15 مليون سيارة مقارنة بكل من "فولكسفاغن" و"تويوتا" اللتين تبيع كل منهما نحو 10.6 ملايين مركبة. لكن الاتفاق انهار فجأة الخميس وحمّلت فيات كرايسلر باريس المسؤولية.

وأفادت فيات كرايسلر في بيان "بات من الواضح أن الظروف السياسية في فرنسا لا تسمح في الوقت الحالي لاندماج من هذا النوع بأن يمضي قدمًا بنجاح".

وقال لومير إن من "حق" فرنسا باعتبارها "صاحب الأسهم المرجعية" في رينو أن تؤثر على القرار. وأضاف "لا يمكن انتقاد الدولة لتنفيذها التزاماتها".

دخلت نيسان ورينو في شراكة منذ أكثر من عشرين عاماَ بعدما تدخل كارلوس غصن لإنقاذ المجموعة اليابانية من الإفلاس عبر ربطها بأرقى شركة فرنسية لصناعة السيارات.

وتعد رينو الشريك المهيمن في بنية رأس المال إذ تملك 43 في المئة من نيسان. لكن مبيعات الشركة اليابانية فاقت حليفتها الفرنسية خلال السنوات الأخيرة، مما أثار شكاوى من أن ميزان القوى لم يعد منصفاً.

وخرج التوتر إلى العلن مع توقيف غصن بتهم تتعلق بسوء السلوك المالي في اليابان، وهو ما يراه هو وعائلته مخططاً من البعض في صفوف نيسان لمنع قيام اندماج أقرب بين الشركتين.

وقال لومير، إن "الوقت غير مناسب" لتحقيق اندماج كامل، لكنه حضّ رينو على إقامة علاقات أوثق مع نيسان قبل السعي لتحالفات أخرى كذاك الذي تم اقتراحه مع فيات كرايسلر.

وقال لومير "دعونا نضع الأمور في ترتيبها الصحيح. الترتيب الصحيح يعني قبل أي شيء تعزيز التحالف، ومن ثم البناء (مع شركاء آخرين)، لا العكس، وإلا فكل شيء قد ينهار مثل بيت من ورق".

وأضاف وزير الاقتصاد أن الأمر سيعود لرؤساء رينو ونيسان لاتّخاذ قرار بشأن كيفية دفع التحالف قدماً في وقت تشنجت العلاقات بين الشركتين بعد توقيف غصن المفاجئ.

وقال لومير لفرانس برس "سنراقب بكل بساطة للتأكد، بصفتنا نملك الأسهم المرجعية، بأن الأمور تتم بالترتيب الصحيح وضمن إطار زمني منطقي".

back to top