الاستعمار العربي والإسلامي!

نشر في 05-06-2019
آخر تحديث 05-06-2019 | 00:10
 د. عبدالمالك خلف التميمي أليس غريباً أن يطرح موضوعاً بعنوان كهذا "الاستعمار العربي والإسلامي"؟! وأليس غريباً أن يكون ذلك واقعاً في تاريخ العرب حتى اليوم؟ وماذا نسمي الاحتلال العراقي للكويت؟ وماذا نسمى سيطرة الأيوبيين والمماليك والعثمانيين على الوطن العربي؟ هل كانت دفاعاً عن الدولة أم الدين؟ وماذا عن آلاف المساجين الذين كانوا يعذبون في السجون لخلاف في الرأي! واختلاف سياسي؟! وماذا نسمي دور إيران في العراق وسورية ولبنان واليمن؟

وهل تعلمون أن الاستعمار العربي والإسلامي، كان ولا يزال أقسى من الاستعمار الغربي وحتى الإسرائيلي، واسمحوا لنا أن نستمر في إثارة الأسئلة علّنا نعثر لها على أجوبة: هل تعلمون أن هناك فلسطينيين يقبعون، ويعانون في سجون فلسطينية وعربية أكثر مما هم في سجون إسرائيل؟! وهل تعلمون كم عدد المساجين العرب والمسلمين في سجون الدول العربية والإسلامية؟ وهل تعلمون كم عدد ضحايا التطرف والعنف من قبل جماعات ادعت القومية وأخرى إسلامية؟ اقرؤوا التاريخ الحقيقي.

لقد شهد التاريخ العربي والإسلامي قيام دول في الوطن العربي باسم العروبة والإسلام كانت دفاعاً عن الدولة وكيانها وحكامها لا دفاعاً عن العروبة والإسلام! فكيف تسحق دولة إسلامية أخرى إسلامية وتبيد شعبها لتسيطر على السلطة والشعوب؟ أليس ذلك ما حصل لدول الخلافة عبر التاريخ، وأغلبها بين أصحاب المذهب الواحد؟!

لقد سمعنا عن الاستعمار الغربي، ودرسناه، ولكننا نتجنب السؤال والإجابة عن سؤال: ماذا عن الاستعمار العربي والإسلامي؟ ولماذا نتجنب الخوض فيه؟ كما أنه لماذا لا نتحدث عن تزوير التاريخ العربي والإسلامي، فنتحدث عن الإيجابيات فقط، ونخفي السلبيات أو نقلل من شأنها؟ آخرها "القاعدة" و"داعش" أليسا تنظيمين إسلاميين يرعيان تطبيق الإسلام؟! كم قتلا وذبحا وظلما عرباً ومسلمين، وابتعدا عن إيذاء الصهاينة في إسرائيل، ولو قدر لهما، لا سمح الله السيطرة على دول عربية وإسلامية، فماذا ستكون الحال تحت تلك السيطرة؟

وأخيراً هل يحق لنا أن نطرح سؤالاً عن هذا الموضوع (الاستعمار العربي والإسلامي؟)، ربما سيثير هذا السؤال المتطرفين، مع أنه ليس سؤالا استفزازياً بل هو سؤال مشروع تاريخياً.

back to top