الدراما المحلية في «رمضان» بين غزارة الإنتاج ومقصلة الرقيب

18 عملاً شكّلت قوام المشهد الفني أغلبها تقع أحداثه في حقب زمنية سابقة

نشر في 27-05-2019
آخر تحديث 27-05-2019 | 00:00
شهد موسم رمضان تطورات عدة في المشهد الدرامي على المستوى المحلي، وما بين ظواهر إيجابية وأخرى سلبية ألقت بظلالها على المناخ العام، يبقى المشاهد هو الفائز الأكبر، حيث أتيحت أمامه الفرصة ليختار بين 18 عملاً درامياً شكّلت قوام خريطة الدراما المحلية بتنوع موضوعاتها وأبطالها من مختلف الأجيال، ومن خلال هذا التقرير ترصد «الجريدة» أبرز تلك الظواهر.
يعد الموسم الحالي هو الأنشط من ناحية غزارة الإنتاج، لاسيما على الصعيد المحلي، لأن عددا كبيرا من الأعمال كانت متاحة طوال الشهر على مائدة المشاهد، ليختار المناسب منها، هذا فضلا عن أعمال أخرى خرجت من السباق الدرامي إلى ما بعد الشهر الكريم.

ويقدر عدد المسلسلات المحلية بـ 18 عملا دراميا، هي "أنا عندي نص" و"حدود الشر"، وإفراج مشروط" و"أمنيات بعيدة" و"عذراء" وأجندة" و"وما أدراك ما أمي" و"العاصفة" و"لا موسيقى في الأحمدي" و"الديرفة" و"موضي قطعة من ذهب"، و"منّي وفيني" و"بلاني زماني" و"حضن الشوك" و"7 أبواب"، و"دفعة القاهرة"، و"ماذا لو؟" و"غرس الود"، ويعد هذا العدد الأكبر خلال السنوات الأخيرة، مما فتح الباب على مصراعيه لمشاركة عدد كبير من الفنانين من مختلف الأجيال، بدءا من الكبار، مرورا بنجوم الصف الثاني، وصولا الى الشباب، وبغضّ النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا حول جودة تلك الأعمال ومضمونها، غير أن غزارة الإنتاج في حد ذاته مؤشر إيجابي على استعادة الدراما المحلية عافيتها عقب فترة من الركود.

لا مركزية

لعل اللافت هذا العام أيضا لا مركزية الغروبات الفنية، حيث كانت الشكوى المتكررة من الفنانين أنفسهم خلال السنوات السابقة من تكرار الأسماء نفسها في أعمال مختلفة، غير أن هذه الظاهرة تلاشت تقريبا، وأصبح هناك تدوير كبير بين الفنانين على سبيل المثال لا الحصر، فإن نجوم "عبرة شارع" للفناة سعاد عبدالله، الذين شاركوا معها بالعمل العام الماضي منهم من شارك حياة الفهد في "حدود الشر"، مثل هبة الدري، بينما انضم الفنان جمال الردهان وعبدالله الطراروة الى الفنانة هدى حسين في "أمنيات بعيدة"، في حين أن الوحيد الذي أبقى على فريقه دون أن يفرط عقده الفنان حسن البلام الذي يسير بخطى ثابتة مع "غروب البلام"، ليغرد هذا العام خارج السرب بمسلسل "بلاني زماني"، وهو العمل الكوميدي الوحيد في الخريطة الدرامية المحلية لهذا العام، بعد تراجع الكوميديا أمام غيرها من القوالب الدرامية.

حضور عربي

أما على مستوى المشاركات الخارجية، فيوجد اثنان من النجوم العرب بالدراما المحلية، هما الأردني منذر رياحنة، الذي يلعب دورا محوريا مهمّا في مسلسل "ماذا لو؟"، في وقت تشارك الفنانة المصرية بدرية طلبة بدور مميز في مسلسل "أنا عندي نص" للفنانة سعاد عبدالله، وكلاهما ترك بصمة مهمة هذا العام، وقد راهن منذر على شخصيته وروّج للعمل بحماسة شديدة قبيل وأثناء العرض، الأمر نفسه ينطبق على بدرية التي ظهرت بدور تراجيدي عكس إطلالتها الكوميدية الغالبة على مجمل أعمالها.

أيضا من أبرز الظواهر هذا العام أن عددا كبيرا من المسلسلات تصنف كأعمال "حقبوية" تقع أحداثها في حقب زمنية سابقة، وتشهد نقلات على صعيد الأحداث، حيث رفع صناع الدراما شعار الحنين الى الماضي، وذهب أغلب الكتّاب لفترات سابقة لعمل إسقاط على الوضع الحالي، مما سلط الضوء بصورة كبيرة على المؤلفين، وأصبح المشاهد يبحث عن اسم الكاتب ويتتبع رصيده، ولا نبالغ حينما نقول إن الكتّاب أصبحوا منافسين وزاحموا الفنانين والمخرجين على النجومية، ولم يعد الأب الشرعي للعمل أسير الظل، كما كان الوضع في السابق.

وقد تميز هذا العام د. حمد الرومي بعملين هما "أنا عندي نص" و"موضي قطعة من ذهب"، في حين رسخت الكاتبة منى الشمري إقدامها بـ "لا موسيقى في الأحمدي" و"أمنيات بعيدة"، إلى جانب عبدالمحسن الروضان، الذي يشارك بـ "7 أبواب" و"إفراج مشروط".

أيضا محمد النشمي بـ "حدود الشر"، الذي اكتسب ثقة الفنانة حياة الفهد للمرة الثانية، رغم صغر سنه، في حين يستمر التعاون بين مريم نصير في "أجندة" والفنانة والمخرجة هيا عبدالسلام بعد تجربتهما الناجحة في "كلام أصفر".

ثنائيات

كما شهد الموسم الحالي عددا من الثنائيات الفنية الناجحة، التي وجدت طريقها لقلوب الجمهور، منها داود حسين ونور في "موضي قطعة من ذهب" وهدى حسين وجمال الردهان في "أمنيات بعيدة" وحمد أشكناني ولولوة الملا في "دفعة القاهرة" وعبدالله السيف وإيمان الحسيني في "لا موسيقى في الأحمدي" وبثينة الرئيسي وحسين المهدي في "الديرفة" و"علي كاكولي وشيماء سليمان في "لا موسيقى في الأحمدي"، كذلك غدير السبتي وعبدالله بهمن في "الديرفة".

وتنوعت العلاقات الاجتماعية بين هذه الثنائيات، وبدا مدى التناغم بين طرفي كل ثنائية، ويعود الفضل في ذلك إلى المخرج الذي استطاع أن يؤلف بينهم بذكاء وللفنان الذي اجتهد، واستطاع أن يقبض على مفاتيح الشخصية.

وسادت حالة من الاستياء بين صناع الدراما على خلفية حذف مشاهد عدة، لاسيما من الأعمال التي تعرض عبر شاشة تلفزيون الكويت، حيث خضعت مسلسلات عدة لمقصلة الرقيب، ليجتث منها مشاهد أثرت على السياق الدرامي للأحداث، بل إن بعضها كان يحمل رسالة وفق ما أكده أبطال تلك المشاهد، ومنها مسلسل "أنا عندي نص"، وتحديدا مشهد المقبرة وأيضا مسلسل "الديرفة" على وجه الخصوص مشهد الاعتداء على شخصية نورة التي جسّدتها الفنانة غدير السبتي، في حين عرضت تلك الأعمال كاملة على التلفزيونات الخليجية والعربية دون أن يتدخل مشرط الرقيب لينال منها.

وأخيرا سجل النجوم الكبار حضورا لافتا ومؤثرا، إلى جانب الشباب وللمرة الأولى منذ فترة يوجد النجوم سعد الفرج وإبراهيم الصلال ومحمد المنصور وسعاد عبدالله وحياة الفهد وهيفاء عادل وأسمهان توفيق ومحمد جابر وجاسم النبهان وعبدالرحمن العقل في الموسم نفسه الذي شهد أيضا تميّزا للفنانين داود حسين وجمال الردهان، حيث كسبا الرهان عليهما هذا العام.

ثنائيات عديدة أثبتت نجاحها... والكتّاب زاحموا الممثلين والمخرجين على النجومية

«بلاني زماني» المسلسل الكوميدي الوحيد... وحضور لافت للكبار
back to top