واشنطن ترسل تعزيزات محدودة إلى المنطقة... وطهران تعوّل على «العقلاء»

• «البنتاغون» تتهم «الحرس الثوري» بالوقوف وراء اعتداءات الفجيرة وصاروخ «الخضراء»... وبولتون قلق
• ظريف: كلما تحدثت إلى بومبيو أهانني
• جنرال إيراني يهدد بإغراق البوارج الأميركية بأسلحة سرية

نشر في 26-05-2019
آخر تحديث 26-05-2019 | 00:04
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع من على متن كيرسارج الموجودة في المنطقة (صفحة سنتكوم)
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع من على متن كيرسارج الموجودة في المنطقة (صفحة سنتكوم)
بقي التراجع البطيء للتوتر في المنطقة سيد الموقف رغم إعلان واشنطن إرسال تعزيزات عسكرية جديدة لكنها محدودة إلى المنطقة واتهامها الحرس الثوري بالمسؤولية عن اعتداءات الفجيرة وصاروخ بغداد. وبينما اشتكى وزير الخارجية الإيراني تعرضه للإهانة في كل مرة يتصل فيها بنظيره الأميركي، قال جنرال إيراني إن بلاده تعول على العقلاء في واشطن لعدم الانزلاق إلى حرب.
أعلنت الولايات المتّحدة أنها ستنشر 1500 جندي إضافيين في الشرق الأوسط، متحدّثة عن «تهديدات مستمرّة» ضدّ القوّات الأميركيّة صادرة عن «أعلى مستوى» في ايران.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب من البيت الأبيض مساء الجمعة: «سنُرسل عددًا قليلاً نسبيًا من الجنود، غالبيتهم للحماية». وأوضح قُبيل توجّهه إلى اليابان التي وصل إليها أمس «سيكون العدد نحو 1500 شخص».

وتهدف هذه القوّات والقدرات الإضافيّة إلى «تعزيز حماية القوّات الأميركيّة وأمنها، نظرًا إلى التّهديدات المستمرّة من جانب إيران، بما في ذلك الحرس الثوري ومؤيّدوه»، بحسب ما قال، في بيان، وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، مضيفًا «هذا ردّ فعل حذر على تهديدات جدّية من جانب إيران».

وقالت نائبة الوزير المكلّفة الشّؤون الدوليّة في «البنتاغون» كيتي ويلبرغر، إنّ قرار نشر جنود وقدرات إضافيّة لا يشمل سورية أو العراق، حيث تُواصل واشنطن عمليّاتها ضد تنظيم «داعش».

وتشمل القدرات الإضافيّة التي سيتمّ نشرها، طائرات استطلاع وسرب من المقاتلات، إضافة إلى مهندسين وكتيبة من 600 عنصر مسؤولين عن إدارة أنظمة صاروخية.

ولدى القيادة المركزية الأميركية، المسؤولة عن الشرق الأوسط وجزء من آسيا الوسطى، 70 ألف جنديّ حاليا، منهم 14 ألفا منتشرون في أفغانستان، و5200 في العراق وأقلّ من 2000 في سورية.

وسيتمّ إرسال الجنود الإضافيين إلى قواعد تابعة للولايات المتحدة في الشّرق الأوسط، لكن ليس إلى مناطق الصّراع.

وقال الأميرال مايكل غيلدي من هيئة الأركان المشتركة الأميركيّة، إنّ الحكومة الإيرانيّة قادت الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي.

كما اتّهم الحرس الثوري «بمحاولة نشر مراكب معدَّلة قادرة على إطلاق صواريخ كروز» في الخليج، وكذلك بالمسؤوليّة عن صاروخ سقط في المنطقة الخضراء في وسط العاصمة العراقيّة بغداد، حيث مقرّ السفارة الأميركيّة.

وقال غيلدي «نحن مقتنعون تمامًا بأن هذا مصدرهُ القيادة الإيرانيّة على أعلى المستويات»، متحدثاً عن «معلومات متعدّدة وذات صدقيّة، مفادها أنّ ميليشيات موالية لإيران تعتزم مهاجمة عسكريين أميركيين في الشرق الأوسط».

وأكّدت «البنتاغون» مجدّداً أنّ تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط دفاعي بحت.

وأشار غيلدي إلى أنّه من خلال نشر جنود إضافيّين «نُحاول التشديد على أنّنا لا نُحاول إثارة أعمال عدائيّة مع إيران». وقال إنّ نشر مزيد من الجنود «ليس استفزازيًا بأيّ شكل من الأشكال».

ويأتي قرار نشر هؤلاء الجنود، في غمرة التوتّر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران، وفي وقت تشهد العلاقات بينهما تصعيدا منذ مطلع الشهر الحالي، بعد أن علّقت إيران بعض التزاماتها بموجب اتّفاق حول برنامجها النووي أبرم في 2015، بعد عام على انسحاب واشنطن منه، في حين شددت إدارة ترامب عقوباتها على الاقتصاد الإيراني.

وأرسلت «البنتاغون» في وقت سابق إلى المنطقة حاملة طائرات وسفينة حربيّة وقاذفات من طراز «بي52» وبطارية صواريخ باتريوت.

بولتون

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، أن الاعتداءات الأخيرة لإيران ووكلائها في الشرق الأوسط مدعاة للقلق. وقال بولتون إن الهجمات الأخيرة على ناقلات نفط ومحطة ضخ والعراق والسعودية من مظاهر القلق بشأن إيران وعملائها.

ظريف

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أن «تعزيز الوجود الأميركي في منطقتنا خطير للغاية على السلام والأمن الدوليين، ويجب مواجهته».

وقال لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية قبيل عودته من زيارة الى باكستان إن «الأميركيين صرحوا بمثل هذه المزاعم لتبرير سياساتهم العدائية».

وفي مقابلة مع «رويترز»، قال وزير الخارجية الإيراني إنه «بسبب الظروف التي خلقتها الإدارة الأميركية الحالية، لا يمكن حل أي أزمة بشكل سريع وسهل، كما تمت تسوية الأزمة التي برزت باحتجاز إيران الجنود الأميركيين العشرة في مياهها عام 2010».

وقال ظريف لوكالة «رويترز» ردا على سؤال حول إمكان اتصاله بنظيره الأميركي مايك بومبيو للحد من الأزمة بين البلدين: «كلما تحدث بومبيو عن إيران يهينني. ولم عليّ حتى الرد على اتصاله»؟

توضيح

وأصدرت الحكومة الإيرانية، أمس، تعليقا رسميا على لقاء عقد قبل أسابيع في الولايات المتحدة بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والسيناتورة الأميركية ديان فاينستاين.

وأشار المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، عباس موسوي، في تصريح صحافي، إلى أن لقاء ظريف بالسيناتورة الديمقراطية، وهي عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، جاء ضمن سلسلة اللقاءات مع النخب السياسية الأميركية خارج الحكومة لـ «شرح مواقف إيران».

وأعلن موسوي أن هذه اللقاءات مع «النخب غير الحكومية»، وخاصة مع أعضاء في «الكونغرس» لا يعتبرون مسؤولين حكوميين ولا يملكون صلاحيات للتفاوض، تعقد منذ أكثر من عقدين للحوار وتبادل وجهات النظر، مجددا رفض طهران للتفاوض مع أي مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ولفت الدبلوماسي إلى أن هذه اللقاءات «تأخذ وقتا وجهدا كبيرين من وزير الخارجية خلال زياراته المكثفة»، قائلا إن هدفها يعود إلى الحيلولة دون تأثير جماعات الضغط (اللوبي) في الأوساط السياسية الأميركية، وتستدعي لذلك ردود أفعال شديدة وغضبا من «المتطرفين».

وجاءت هذه التصريحات تعليقا على تقرير لموقع «بوليتيكو» الأميركي أكد فيه نقلا عن مكتب السيناتورة أنها أقامت مأدبة عشاء مع ظريف خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، في خضم التوتر بين واشنطن وطهران في منطقة الخليج، وذلك بسابق التشاور مع الخارجية الأميركية.

العقلاء

وبينما قال القائد العسكري الإيراني، البريغادير جنرال حسن سيفي، إن طهران «تعوّل» على العقلاء في الولايات المتحدة الأميركية لإبعاد شبح الحرب، وفق وكالة «مهر» للأنباء، هدد الجنرال مرتضى قرباني مستشار القيادة العسكرية الإيرانية بلجوء بلاده إلى صواريخ و»أسلحة سرية» لإغراق البوارج وحاملات الطائرات الأميركية في مياه الخليج.

ونقلت وكالة «ميزان» للأنباء، أمس، عن قرباني قوله، إن بوسع إيران أن تغرق السفن الحربية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى الخليج بصواريخ و»أسلحة سرية».

وقال: «أميركا قررت إرسال سفينتين حربيتين للمنطقة. وإذا ارتكبتا أقل حماقة، سنغرقهما إلى قاع البحر بطواقمهما وطائراتهما، باستخدام صاروخين أو سلاحين سريين جديدين».

وأضاف: «أميريكا قلقة من صواريخنا الدقيقة القادرة على ضرب حاملات الطائرات، فلا تخيفونا من الحرب، لأننا مستعدون لكل الظروف. لا معنى للحديث عن أمن مضيق هرمز في حال منع صادرات النفط الإيرانية».

وتابع:»نحذر العدو من أن ارتكابه أي حماقة ستلحق به خسائر كبيرة. أمريكا تخشى نفوذنا الإقليمي في المنطقة وإيجاد قوى شعبية ودفاعية في المنطقة من قبل إيران، خلق قوة رادعة لأميركا وإسرائيل».

وشدد على أن «مساعي العدو لزعزعة أمن إيران لن تحقق أهدافها، وأن المواجهة بين أميركا وإيران مصيرية، لأن العدو يخيرنا بين الحرب وزعزعة الاستقرار».

الى ذلك، قال مساعد قائد الجيش الإيراني حسن سيفي، أن «إيران مستعدة ولا تخشى رسائل وأخطار أي حرب»، مؤكدا أن القوات الإيرانية «تتمتع بجاهزية تامة، وستجعل العدو يندم على أي عدوان، وأي هجوم على إيران سيكون باهظ الثمن للولايات المتحدة».

وأضاف: «نقل الثقافة السائدة في قواتنا المسلحة إلى مجموعات المقاومة في اليمن ولبنان وغزة وفلسطين وأفغانستان، أدى إلى اعتقاد الجميع بأنه في حال كانت هناك قوى تحمل رسالة سامية، فإنه يمكنها التغلب على أكبر جيش في العالم حتى لو كانت تمتلك إمكانات عسكرية بسيطة، وهذا إنجاز ليس صغيرا بالنسبة إلى القوى المضطهدة في العالم».

وفي خرق محدود للتعليمات عن عدم التهديد بإغلاق مضيق هرمز، قال اللواء غلام علي رشيد في كلمة خلال اجتماع لمجلس الشورى الإسلامي إن «الحديث اليوم عن أمن مضيق هرمز لن يكون متاحاً من دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح وصادرات النفط الإيراني، نحذر العدو ألا يرتكب خطأ في حساباته لأنه سيتضرر كثيراً».

«الخارجية» الإيرانية تؤكد لقاء ظريف مع سيناتورة ديمقراطية عضوة في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ
back to top