«انتخابات أوروبا» تنطلق... وترقّب لاختراقات «أقصى اليمين»

• الهجرة «سم بطيء» و«بريكست» معضلة
• تحذير من حملة تضليل ومشاركة ضعيفة

نشر في 23-05-2019
آخر تحديث 23-05-2019 | 00:04
سالفيني يلتقط صوراً بهاتفه خلال حملة لحزبه «الرابطة» في جنوب إيطاليا أمس الأول لحضهم على التصويت في الانتخابات الأوروبية (اي بي إيه)
سالفيني يلتقط صوراً بهاتفه خلال حملة لحزبه «الرابطة» في جنوب إيطاليا أمس الأول لحضهم على التصويت في الانتخابات الأوروبية (اي بي إيه)
يبدأ اليوم أوروبيون، من أصل 420 مليون شخص، الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الاتحاد الأوروبي التي تنطلق اليوم، وتستمر إلى الأحد المقبل، في واحد من أكبر التدريبات الديمقراطية بالعالم.
تنطلق اليوم عملية التصويت لانتخاب أعضاء البرلمان الأوروبي، البالغ عددهم 751، والذين سيمثلون شعوب دول الاتحاد الأوروبي للسنوات الخمس المقبلة.

وتقام الانتخابات على مدى أربعة أيام حتى الأحد المقبل، إذ تبدأ اليوم في هولندا والمملكة المتحدة، علما أن الأخيرة لم تخرج حتى الآن من الاتحاد، بعد تأجيل ذلك مرات عدة، كما أن تاريخ مغادرتها لا يزال غير مؤكد.

وفي رسالته إلى الناخبين، قال رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني: «علينا تغيير أوروبا، وجعلها أكثر فاعلية من خلال الاستجابة لشواغل المواطنين والبناء على ما حققناه بالفعل».

ويشير المحللون إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات ستكون منخفضة، وبالتالي من الأسهل على الأحزاب الشعبية اليمينية واليسارية المتطرفة أن تركز حملاتها على الناخبين الذين يفضلون هذه الأحزاب.

ويعتقد ما يقرب من 43 في المئة من الأوروبيين أن صعود الأحزاب الشعبوية يهدد عمل الاتحاد الأوروبي، وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة «يوغوف» أخيرا.

وتوقع الاستطلاع أن تفقد المجموعتان السياسيتان الكبيرتان في البرلمان الأوروبي، وهما «حزب الشعب الأوروبي» (يمين الوسط) و«الحزب الاشتراكي»، مقاعد عدة، للمرة الأولى في تاريخهما.

أزمة الهجرة

وسيطرت قضايا التصدي للهجرة غير الشرعية وحماية حدود الاتحاد الأوروبي والموقف من إعادة النظر في اتفاقيات شنغن، على حملة الانتخابات الأوروبية، فبعد سنوات من موجة اللجوء غير المسبوقة التي بدأت في 2015، فإن أزمة الهجرة تستمر في تقسيم بلدان الاتحاد الأوروبي.

وكتبت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أنه وبعد أربع سنوات من الذروة عندما وصل عام 2015 أكثر من مليون شخص الى دول أوروبية، لا تزال أزمة الهجرة بمنزلة سم بطيء في الاتحاد الأوروبي، وتوقعت أن تحرز الأحزاب القومية بسببها تقدما في الانتخابات.

أما صحيفة «لاكروا» الفرنسية فرأت أن دولا أوروبية، مثل إيطاليا أو المجر أو النمسا، انزلق حكمها الى اليمين المتطرف بدعوى محاربة الهجرة.

معضلة «بريكست»

في المقابل، ومع أنهم يريدون مغادرة الاتحاد الأوروبي يتوجه البريطانيون، اليوم، إلى مراكز الاقتراع لانتخاب 73 نائبا بريطانيا في البرلمان الاوروبي، نظرا لأن الحكومة البريطانية أُجبرت على تنظيم الانتخابات الأوروبية بعد أن رفض النواب البريطانيون مرتين اتفاق «بريكست» الذي أبرمته رئيسة الوزراء تيريزا ماي في نوفمبر مع بروكسل، ما أرغمها على ارجاء موعد خروج البلاد من الاتحاد.

حشد ضد القوميين

وكان معظم القادة الأوروبيين تحركوا قبل أيام من انطلاق الانتخابات، لمواجهة المد المتنامي للشعبويين، ساعين إلى تحريك مؤيديهم وتنشيط المشاركة في انتخابات تشهد تقليديا إقبالا خفيفا.

وفي فرنسا، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى «قيام ائتلاف تقدمي كبير» بمواجهة «من يريد تدمير أوروبا من خلال القومية»، ونبّه من «الخطر الوجودي المتمثل بتفتت أوروبا»، علما أن حزبه «الجمهورية إلى الأمام» مع حلفائه يتقاربون باستطلاعات الرأي مع حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف لمارين لوبن.

وقلل ماكرون، الذي صور مرارا استطلاعات الرأي التي أجريت على مستوى الاتحاد الأوروبي على أنها اختبار للقوة بين المعتدلين المؤيدين للاتحاد الأوروبي وبين اليمين المتطرف المتنامي في التكتل، من أهمية احتمال فوز حزبه الوسطي بمقاعد أقل من «التجمع الوطني» في الانتخابات الأوروبية.

وأظهر استطلاع رأي مهم نشر الاثنين أن «الجمهورية إلى الأمام» سيحصل على 23% من الأصوات، مقابل 23.5% لـ «التجمع الوطني».

وبعد تجمع كبير السبت في ميلانو، بقيادة زعيم حزب «الرابطة» الإيطالي اليميني المتطرف ماتيو سالفيني، وحد اليمين المتطرف صفوفه تحت تحالف «أوروبا الأمم والحريات»، الذي يضم «الرابطة» و«التجمع الوطني» الفرنسي مع «حزب الحرية» النمساوي وحزب «فلامز بيلانغ» أو «المصلحة الفلمنكية» البلجيكي.

وتعثرت انطلاقة هؤلاء بعد فضيحة أدت إلى انهيار التحالف الحاكم بين اليمين واليمين المتطرف في النمسا، بسبب ما بات يعرف بـ»فضيحة إيبيزا».

حملات تضليل

إلى ذلك، حذرت فيرا غوروفا، مفوضة العدل في الاتحاد الأوروبي، من مخاطر تعرض الناخبين لحملات تضليل، وقالت: «ليس لدينا علم بوجود حملة تضليل كبيرة، لا يعني ذلك أنها غير موجودة. ربما لم يتم اكتشافها».

في السياق، أعلنت منظمة «أفاز» غير الحكومية، المدافعة عن قضايا البيئة وحقوق الإنسان، أمس، أنها أبلغت عن أكثر من 500 صفحة ومجموعة يشتبه في نشرها معلومات كاذبة داخل الاتحاد الأوروبي، يتبعها نحو 32 مليون مستخدم.

سالفيني

في المقابل، قال نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني إنه «لا شيء سيتغير الاثنين المقبل بالنسبة للحكومة، لأن الانتخابات تتعلق بأوروبا، وإذا حصلنا على القوة في الانتخابات فسنغير أوروبا أخيرا».

وفي حوار مع القناة الخامسة الإيطالية، أوضح سالفيني أن «أوروبا فتحت أبوابها لهجرة جماعية، بينما نحن فقط، إيطاليا فقط وأنا فقط أوقفنا هذه الهجرة».

back to top