فضيحة «حرية النمسا» تلقي بظلها على الانتخابات الأوروبية

• برلين تتوقع تجاوز تأثيراتها الحدود وموسكو تنفي علاقتها
• انتقادات «كاثوليكية» لسالفيني

نشر في 21-05-2019
آخر تحديث 21-05-2019 | 00:04
متظاهرون في فيينا يرفعون أعلام الاتحاد الأوروبي خلال مسيرة ضدّ التطرف القومي أمس الأول                  (رويترز)
متظاهرون في فيينا يرفعون أعلام الاتحاد الأوروبي خلال مسيرة ضدّ التطرف القومي أمس الأول (رويترز)
ألقت «فضيحة ايبيزا»، التي ضربت النمسا بظلها على الانتخابات الأوروبية المقررة الخميس المقبل، وسط توقعات بأن تتأثر أحزاب اليمين المتطرّف سلباً بتداعياتها.
قبل أيام من الانتخابات الأوروبية التي تأمل الأحزاب القومية الأوروبية أن تحقق اختراقاً فيها، خلطت فضيحة مدوية أدت إلى انهيار التحالف الحاكم في النمسا الذي يضم المحافظين واليمين المتطرف، الأوراق في حملة الانتخابات الأوروبية، وهزت الحياة السياسية في النمسا، حيث سيعود الناخبون إلى مكاتب الاقتراع نهاية الصيف، واعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن تأثيرات "فضيحة ايبيزا"، تجاوزت حدود النمسا.

وأشارت الصحافة المحلية إلى صدمة أنصار "حزب حرية النمسا" بعد العار الذي ألحقه بهذا الحزب اليميني المتشدد زعيمه هاينز كريستيان شتراخه، الذي اضطر السبت إلى الاستقالة من كل مناصبه.

وغادر شتراخه (49 عاما) رئاسة الحزب الذي يديره منذ 14 عاما، وأيضاً منصبه كمسؤول ثان في حكومة سيباستيان كورتز، الذي كان أقام تحالفا مع حزب شتراخه بعد فوزه في الانتخابات التشريعية في اكتوبر 2017.

وفي خضم ذلك، أعلن كورتز تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة. ويتوقع أن تنظم في بداية شهر سبتمبر بحسب طلب رئيس الدولة الكسندر فان دير بيلن.

وأعرب كورتس عن اعتقاده بأنه من غير المستبعد وقوع شتراخه تحت طائلة القانون.

وشارك الآلاف، أمس الأول، في تظاهرة تأييد للاتحاد الأوروبي في فيينا. وأطلقت في التظاهرة شعارات ضد رئيس الحكومة و"حزب حرية النمسا".

وفي بضع ساعات، بات الوضع خارج السيطرة بالنسبة لزعيم الحزب اليميني المتشدد، اثر نشر مقاطع من فيديو سجل خلسة في مدينة ايبيزا في 2017، يظهر فيه شتراخه وأحد مساعديه المقربين يوهان غودينوس، وهو رئيس الكتلة البرلمانية الحالية لحزب "الحرية"، يتناقشان مع سيدة قريبة قالت إنها قريبة شخصية روسية ثرية نافذة. وكانا يتحدثان خصوصاً عن منح عقود حكومية نمساوية مقابل تقديم مساعدات مالية.

إلا أن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أكد أمس، أن "روسيا لا علاقة لها بفضيحة ايبيزا".

ماس

وفي برلين، توقّع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس تجاوز تأثيرات "فضيحة ايبيزا"، حدود النمسا.

وقال السياسي المنتمي إلى "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" في ألمانيا، إن الواقعة تمثل "انحطاطا جديدا للثقافة السياسية".

وأضاف أن "اليمينيين الشعبويين نشيطون على نحو استثنائي في انتخابات أوروبا، ويمكن لكل واحد أن يتوقع ما الذي يعنيه عندما يصبح هؤلاء أقوى من اللازم في انتخابات أوروبا، وهذا لا يمكن السماح به، وأتمنى أن يستخلص المواطنون النتائج السليمة من ذلك".

في المقابل، ناشد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس، المواطنين المشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي، ودعم القوى الديمقراطية.

وقال: "وجود ألمانيا ديمقراطية في أوروبا موحدة، تعد ميزة كبير حقا"، مؤكدا أنه من المجدي العمل لأجل الاستفادة من هذه الميزة العظيمة.

وأضاف: "من المجدي الجدال أيضا حول الأمر، وبالتأكيد الذهاب للتصويت".

في غضون ذلك، تعرّض وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني لانتقادات من الأوساط الكاثوليكية، بعدما استخدم رموزا مسيحية في تجمع حاشد مع زملائه الأوروبيين من اليمين المتطرف.

وجمع هذا الحدث، الذي أقيم قرب "كاتدرائية دومو" التاريخية في مدينة ميلانو، شعبويين مناهضين للهجرة ومعادين للإسلام، في إطار حملة للانتخابات البرلمانية الأوروبية المقررة من 23 إلى 26 مايو.

وفي كلمته الختامية، أمسك زعيم حزب "الرابطة" اليميني المتطرّف بمسبحة، وتضرع للسيدة مريم العذراء، بعد أن أبدى احترامه لعدد من القديسين المسيحيين والباباوين السابقين يوحنا بولس الثاني، وبينديكت السادس عشر.

وعندما ذكر سالفيني البابا فرانسيس، المدافع عن سياسات الباب المفتوح للهجرة وهي التي يعارضها سالفيني بشدة، كانت هناك أصوات استهجان من بين الجمهور.

وبشكل مستتر، عاتب أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وهو نائب فرانسيس فعليا، سلوك سالفيني. وقال بارولين للصحافيين: "أعتقد أن السياسة مجال يدعو للانقسام، في حين أن الله هو رب الجميع. والادعاء بأن الله هو لك أمر خطير دائما".

واتهمت مجلة "فاميليا كريستيانا" الكاثوليكية الأسبوعية الموالية لبابوية فرانسيس، سالفيني بـ"التشدد السيادي في استغلاله للرموز الدينية".

تظاهرات

وفي السياق، تظاهر آلاف الأشخاص، أمس الأول، في مدن ألمانية عدة بينها برلين، وفرانكفورت، وهامبورغ، وكولونيا، وميونيخ، ضدّ التيار القومي، قبل أسبوع من الانتخابات الأوروبية التي تأمل الأحزاب القومية الأوروبية أن تحقق اختراقاً فيها.

وجاءت هذه التظاهرات في إطار يوم تحركٍ أوروبي "ضدّ القومية" في دول أوروبية عدة بدعوة من 250 منظمة بينها جمعية "أتاك"، و"برو أسيل"، و"كامباكت" وبعض الأحزاب. وشارك المدافعون عن البيئة أيضاً في التظاهرات.

تظاهرات مؤيدة لأوروبا في النمسا والمانيا
back to top