فيلم «إلى سما» السوري يحرك عواطف جمهور مهرجان كان

الخطيب: صنعته لأبرّر لابنتي الخيار القاسي ببقائنا

نشر في 20-05-2019
آخر تحديث 20-05-2019 | 00:25
بالرغم من احتدام المعارك، قرّر زوجان البقاء مع طفلتهما الصغيرة في حلب المحاصرة التي أصابها الدمار، هي لتصوّر وهو ليطبّب... وتبرّر المخرجة السورية وعد الخطيب قرارها هذا في وثائقي هزّ مشاعر الجمهور في مهرجان كان السينمائي. وقد أصاب القيّمون على هذا الحدث السينمائي البارز في اختيارهم وثائقي «إلى سما»، الذي توقّعوا له أن يحرّك عواطف المشاهدين.
عرض الفيلم الوثائقي "إلى سما" في مهرجان كان السينمائي الـ72 الذي شارك البريطاني إدوارد واتس في إخراجه، خلال جلسة خاصة، وحظوظه وافرة للفوز بجائزة "العين الذهبية" التي تكرّم منذ عام 2015 عملا وثائقيا يعرض في كان، بغضّ النظر عن الفئة المشارك فيها.

وقالت وعد الخطيب التي لم تبلغ بعد عامها الثلاثين: "صنعت الفيلم، لأبرّر لابنتي سما الخيار القاسي جدا الذي اضطررنا إلى اتخاذه" والقاضي ببقاء العائلة في سورية خلال أكثر مراحل النزاع دموية، وذلك في مستشفى حلب الذي يعمل فيه زوجها الطبيب حمزة والذي كان عرضة للقصف.

ويستعرض "إلى سما" الذي يتّخذ شكل رسالة توجّهها الأمّ إلى ابنتها ويتضمّن مشاهد مؤثّرة جدا صوّرتها الخطيب في شوارع حلب ومحيط المستشفى، مسار وعد الطالبة فالزوجة والوالدة.

ففي عام 2011، كانت هذه الشابة تدرس أصول التسويق في جامعة حلب بعد تخلّيها عن فكرة خوض مجال الصحافة، لأن هذه المهنة محفوفة بالأخطار في نظر أهلها، لكن "المعادلة انقلبت رأسا على عقب عند انطلاق التظاهرات الأولى".

وصرّحت المخرجة في كان "كانوا يتكلمون في الأخبار عن إرهابيين لا عن متظاهرين. ولم تكن في الجامعة أي وسيلة إعلامية لنقل التطوّرات. وكانت الفكرة تقضي بحمل الهاتف الخلوي لتوثيق الأحداث".

وبدأت وعد الخطيب التصوير في عام 2012 تزامنا مع اندلاع المعارك في مدينة حلب بين الفصائل المعارضة التي سيطرت على الأحياء الشرقية منها والقوات الحكومية في الأحياء الغربية.

ولم تفارقها الكاميرا منذ ذلك الحين، وقد صوّرت بها كل المشاهد التي جرت على مرأى ومسمع منها، من القصف إلى الكلمات الأولى لابنتها مرورا بتوافد الجرحى إلى المستشفى. فخلّدت لحظات وضع مولود ميت ونحيب صبيين يتحسرّان على وفاة شقيقهما الأصغر.

ونالت بفضل تسجيلاتها هذه مكافآت عدة، أبرزها جائزة في مهرجان بايو لمراسلي الحرب سنة 2017.

وذكرت أنه "عندما عرضت الأشرطة على أشخاص من حولي في حلب، قالوا لي جميعهم هذه قصتي. فأدركت أن الأمر يستحق العناء".

وصوّرت وعد رحلة العودة إلى حلب المحفوفة بالأخطار التي قامت بها مع طفلتها في يوليو 2016، بعد زيارتها لحماها المريض في تركيا.

وقالت: "قاسينا الأمرين طوال خمس سنوات مع الأشخاص (الذين يظهرون في الوثائقي) وبما أنني أتقن استخدام الكاميرا ولديّ معارف في قنوات أجنبية، سعيت إلى الإضاءة على الوضع في حلب".

وخلال خمس سنوات، جمعت تسجيلات تبلغ مئات الساعات نشرت جزءا منها على الإنترنت مع الحرص على التستّر على هويتها خشية توقيفها، لكن اضطر حمزة ووعد وابنتهما سما إلى مغادرة البلد، وباتت العائلة تقيم في لندن حيث تتعاون وعد مع القناة التلفزيونية الرابعة.

ويمنح مهرجان "كان" سعفة ذهبية فخرية إلى الممثل ألان دولون رغم وجود عريضة واحتجاجات من جمعيات نسائية تعارض هذا التكريم.

وكان الممثل الفرنسي الشهير شارك سبع مرات في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" من دون أن يكافأ حتى الآن.

وسيتسلم نجم السينما الفرنسية في الستينيات والسبعينيات هذه السعفة عن مجمل مسيرته من ابنته أنوشكا.

وحضر إلى موقع التصوير والمنصة الإعلامية عدد من نجمات الإفلام المرشحة والعارضات، ومنهن: توني غارن، وإيزابيلي فونتانا، وكاميليا مورون.

back to top