مثقفون ينعون الشاعر فوزي كريم: غيابه خسارة كبيرة للمشهد العربي

ترك إصدارات متنوعة في الشعر والنقد والفكر والموسيقى

نشر في 19-05-2019
آخر تحديث 19-05-2019 | 00:00
فوزي كريم
فوزي كريم
توفي الشاعر العراقي فوزي كريم في العاصمة البريطانية لندن يوم الجمعة الماضي، عن عمر ناهز الرابعة والسبعين عاماً.
نعى عدد من الشعراء والإعلاميين العرب الشاعر العراقي فوزي كريم، الذي وافته المنية في لندن، معتبرين غيابه عن المشهد الثقافي العربي خسارة كبيرة.

ويعد الراحل أحد كبار الشعراء في الوطن العربي، وهو كذلك ناقد ورسام وكاتب، وهو من مواليد بغداد عام 1945، حيث أكمل دراسته الجامعية فيها ثم هاجر إلى بيروت عام 1969، ثم عاد إلى بغداد عام 1972، وغادرها ثانية عام 1978 إلى لندن، واستقر هناك وحصل على الجنسية البريطانية.

ومن أبرز مجموعاته الشعرية: «حيث تبدأ الأشياء» و«أرفع يدي احتجاجاً»، التي صدرت عن دار العودة عام 1973، ومن مؤلفاته التي أصدرها في بغداد: «من الغربة حتى وعي الغربة»، و«أدمون صبري» و«جنون من حجر».

وفي رصيده أكثر من 22 مجموعة شعرية، وما يفوق 20 كتاباً في حقل النقد الشعري، فضلاً عن كتب تأملية فلسفية مثل «الفضائل الموسيقية» في 4 أجزاء، وهي «الموسيقى والشعر»، و«الموسيقى والرسم»، و«الموسيقى والفلسفة» و«الموسيقى والتصوف».

وأعلن الكاتب والشاعر العراقي خزعل الماجدي، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أمس الأول، وفاة الشاعر فوزي كريم، عن عمر ناهز 74 عاما.

وقال الماجدي: «رحل عن دنيانا الشاعر العراقي الكبير فوزي كريم... فقدان فوزي خسارتنا الكبيرة، لون فريد من طيف الثقافة العراقية، لا نظير له ولا شبيه، شاعر واسع المدى، ومفكر أدبي ونقدي ورسام وذوّاق وعراف موسيقى، يحار الإنسان كيف يصفه ويصف خصاله ولطفه وكرمه ونبالته».

وأضاف: «سيتشح الزمن القادم كله بالسواد لأجلك يا فوزي، لكنك لن تغيب عن القلوب والضمائر، نم قرير العين يا صديقي ولتنعم روحك بالسلام».

بدوره، نعى رئيس الجمهورية العراقية، برهم صالح، الشاعر والمفكر في تغريده على صفحته الرسمية بموقع «تويتر»، قال فيها: «برحيل الأديب العراقي الكبير فوزي كريم تكون الثقافة العربية قد خسرت اليوم واحداً من ألمع عقولها النقدية والشعرية».

وأضاف صالح: «رغم أن الراحل ترك أكثر من 40 كتاباً تأليفاً وترجمةً، فإن المنجز كان مميزاً بالنوعية والاختلاف، والتفكير خارج النسق... لروحه الخلود والصبر لأحبته وقرّائه».

كم كنتَ وحدك

من جانبه، كتب الشاعر أحمو الحسن الأحمدي على صفحته في «فيسبوك»: «إلى رحمة الله... الشاعر فوزي كريم»، في حين غرد الشاعر والناقد السعودي محمد العباس قائلًا: «وداعاً فوزي كريم».

بدوره، قال الكاتب والإعلامي المغربي ياسين عدنان، عبر صفحته على «فيسبوك»: «وداعًا فوزي كريم.. وداعًا أيها الشاعر. كم كنتَ وحدك»، في وقت كتب الشاعر والمخرج والناشر الفلسطيني، خالد سليمان الناصري، على صفحته عبر «فيسبوك»: «انتهت أشياء صاحب حيث تبدأ الأشياء، وداعًا فوزي كريم وداعًا يا حبيب القلب».

صوتَ بلادي

إلى ذلك، كتب المدون العراقي رياض العلي: «علانا المشيب، ولم تعد الريح ترعى ضفائرنا وأفراسنا سمنت، ومراقد من مات صارت مزارًا… وداعًا فوزي كريم».

وقال الشاعر العراقي جبار لعيبي: «وداعاً الشاعر العراقي فوزي كريم، إنني أقسمُ بالخبزِ، الذي يحملُ موتي، وبأيامي التي تخطو مع الريحِ سراعًا: إنّ في دمعةِ عينيكَ بشائر وأغاني، آه يا صوتَ بلادي».

من جهتها، نعت لجنة الثقافة والاعلام والسياحة والآثار في مجلس النواب العراقي الراحل في بيان صحافي، أعربت فيه عن «بالغ حزنها بعد تلقيها نبأ وفاة الشاعر العراقي فوزي كريم، الذي يعد قامة من قامات الشعر في الوطن العربي، وأحد الأسماء اللامعة في قائمة المفكرين في النقد والأدب، فضلا عن اهتماماته في فنون الرسم والموسيقى، لأنه أضاف الكثير خلال مسيرته الطويلة وتاريخه الأدبي».

علامة فارقة

وقال الكاتب عدنان حسين أحمد: «ودّع المشهد الثقافي العراقي والعربي الشاعر فوزي كريم، الذي صارع المرض طويلاً، لكنه واجه مصيره المحتوم إثر أزمة قلبية حادة، لتخسر الثقافة العربية علامة فارقة ومضيئة بدأت حضورها الشعري في أواسط الستينيات من القرن الماضي، ثم توزعت اهتماماته الأدبية لتشمل القصة القصيرة، والنقد الأدبي، والتشكيلي، والموسيقي. كما كان رساماً مثابراً، وصحافياً متميزًا أغنى الصحف والمجلات التي عمل فيها أو رفدها بالعديد من مقالاته الرشيقة المتفردة».

وبرز فوزي كريم كواحد من شعراء الستينيات في العراق، وكان يتميز منذ البداية بتعدد اهتماماته الثقافية والفنية التي كانت تغذّي قصائده بنبرة مختلفة، ونكهة متميزة أخرجته عن النمط الشائع من القصائد الستينية، ولعل المتابعين لتجربته الشعرية يعرفون عن كثب أهمية الصورة التشكيلية، والإيقاع الموسيقي المقبل من خارج النص الشعري، والأهمّ من ذلك أنه كان صانع أفكارٍ لافتة للانتباه، سواء في القصيدة التي يكتبها أو المقالة التي يدبّجها، حتى ليشعر القارئ بأنه أمام منجم أفكار وليس خطرات فنية ترد هنا وهناك.

أنجز كريم العديد من المجموعات الشعرية التي ظلت مستقرة في أذهان القرّاء والنقّاد والمتابعين لتجربته الشعرية، التي أخذت حيّزها المهم في المشهد الشعري العراقي والعربي، رغم عدم ميله للأماسي الاحتفائية والمهرجانات، ولكنه كان يلبّي بعض الندوات الشعرية والثقافية التي تُنظم له من جانب بعض المؤسسات الثقافية العراقية والعربية في لندن.

منجزه كان مميزاً بالنوعية والاختلاف والتفكير خارج النسق برهم صالح
back to top