المتشددون يتقدمون مع تصاعد الضغوط على روحاني

نشر في 17-05-2019
آخر تحديث 17-05-2019 | 00:00
No Image Caption
تشير التطورات الأخيرة إلى أن الضغوط الأميركية المتنامية على إيران أدت إلى إضعاف موقف الرئيس حسن روحاني وتعالي أصوات منافسيه المتشددين في الداخل والخارج.

فعند انتخابه، خلفاً للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد المتشدد في آرائه عام 2013، كان روحاني يعتبر شخصية من داخل المؤسسة الحاكمة لن تنجز شيئاً يذكر لإنهاء حالة المواجهة القائمة منذ فترة طويلة بين إيران والغرب.

وبعد عامين وقعت حكومته الاتفاق النووي مع القوى العالمية، الأمر الذي أثار الآمال في تغيير سياسي أوسع نطاقاً، أما الآن فإن سلطة روحاني بدأت تنحسر. وحكم على شقيقه الذي كان من المستشارين الرئيسيين في الاتفاق النووي عام 2015 بالسجن باتهامات غير محددة تتعلق بالفساد، وأصبح منافسه في الانتخابات السابقة يرأس القضاء، كما أن حكومته تتعرض لانتقادات بسبب فتور ردها على الضغوط التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على البلاد من خلال العقوبات.

ومع التصعيد الأخير، حثّ روحاني قوى المعارضة على التعاون، مشيراً إلى حدود صلاحياته في البلاد حيث تعمل الحكومة المنتخبة في ظل نظام الحكم الديني وأجهزة الأمن القوية والقضاء الذي يتمتع بنفوذ كبير.

ونقل موقع رئاسة الجمهورية على الإنترنت عن روحاني قوله، الجمعة في إفطار خاص: «لا مناص من فحص مدى السلطة التي تتمتع بها الحكومة في المجالات التي تثار التساؤلات حولها»، في محاولة على ما يبدو لدرء الغضب الشعبي من تراجع مستويات المعيشة.

ورد إبراهيم رئيسي، الذي أصبح رئيساً للقضاء في مارس ويعد من المرشحين لخلافة الزعيم الأعلى علي خامنئي، بأن كل فروع نظام الحكم لديها سلطات كافية لتنفيذ مهامها.

وفسرت وسائل الإعلام المحلية هذا التصريح بأنه تعنيف مباشر من رئيسي، الذي خاض السباق الانتخابي أمام روحاني في انتخابات الرئاسة عام 2017.

أمام روحاني عامان قبل أن تنتهي فترة رئاسته، غير أن بعض المحللين يقولون إنه إذا اعتبره الإيرانيون مسؤولاً عن مشاكلهم فسيأخذ من يخلفه في المنصب على الأرجح موقفاً متشدداً من الغرب.

وقال علي واعظ، مدير مشروع إيران بمجموعة الأزمات، إن المحافظين «لا يمكنهم أن يطلبوا حليفاً أفضل من إدارة ترامب».

وعندما أعلن روحاني الأسبوع الماضي أن إيران لن تواصل العمل ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الدولي بعد عام من انسحاب ترامب منه، وصفت صحيفة «كيهان» اليومية المتشددة هذه الخطوة بأنها «متأخرة وتافهة».

وجاء في مقال بالصحيفة أمس: «لو أن حكومة روحاني ردت بالمثل من البداية على وعود أميركا وأوروبا المنقوضة لما وصل (الأميركيون والأوروبيون) إلى هذا المستوى من العداء والغطرسة».

كذلك فإن قيوداً على وسائل التواصل الاجتماعي أيدها مسؤولون ورجال دين من التيار المتشدد تفرض المزيد من الضغوط السياسية على روحاني الذي وعد في حملتي الدعاية في انتخابات 2017 و2013 برفع هذه القيود.

ملء الفراغ

واستغل الحرس رد السلطات على السيول العارمة التي شهدتها البلاد في مارس لانتقاد الحكومة والدعاية لقدرته على الإنجاز.

وانتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوجه فيه قائد القوات البرية بالحرس الثوري انتقاداً لاذعاً للحكومة بعد زيارة منطقة منكوبة في كارثة السيول غرب إيران أوائل أبريل.

وقال البريغادير جنرال محمد باكبور في مقطع الفيديو: «توجد مشاكل كثيرة. ولا توجد إدارة. لا يملك أي مسؤول حكومي الشجاعة للذهاب إلى هناك. شيء مريع».

ونشرت مواقع إخبارية تابعة للتيار المتشدد صوراً لأعضاء من الحرس يقدمون المساعدة في القرى النائية وزيهم العسكري ملطخ بالطين.

واتهم ساسة متشددون وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، وهو من حلفاء روحاني وحاول جذب استثمارات، بتبديد ثروة البلاد، وتعرض الوزير لانتقادات لعدم بذل المزيد للتحايل على العقوبات.

واكتسب الحرس الثوري خبرات في الالتفاف على العقوبات من خلال خبراته على مر السنين، وأصبح الآن يتطلع للفرص التي قد تسنح من القيود الاقتصادية الأميركية الجديدة.

وتسيطر شركة خاتم الأنبياء ذراع الهندسة والإنشاءات الضخمة التابعة للحرس على أكثر من 800 شركة تابعة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن سعيد محمد، رئيس الشركة في معرض للنفط والغاز بطهران، في الثاني من مايو، أن الشركة لديها القدرة على تطوير مرحلة من حقل فارس العملاق أكبر حقول الغاز في العالم.

وأضاف: «هدفنا هو سد المساحة الخالية التي تركتها الشركات الأجنبية».

back to top