«عااايش سعييد»

نشر في 17-05-2019
آخر تحديث 17-05-2019 | 00:00
 فواز يعقوب الكندري هل لحّنت العنوان؟! طيّب نبدأ.

لك كامل الحرّية في أن تعيش على الكرة الأرضيّة بالطّريقة التي تجعلك سعيداً، ربّما تريد لحياتك أن تكون قصيرة وسطحيّة مكتفياً بوجبة إفطار شهيّة تتبعها قطايف لذيذة صنعتها أختي "أم عبدالله" حفظها ربّي لنا، وتكمل يومك دون أن تزعج عقلك بالتّفكير، مقتنعاً بأنّ ترنّم أعصاب رأسك على الشّاطئ أروع من ركوبها الأمواج عابرة المحيطات.

الشّعور بقيمة الحياة في عيوني هو حين تبحر بجسدك وعقلك إلى أعمق نقطة، وإن كانت على الواقع حلماً، يستهزئ به من هم حولك، يتّهمونك بالجنون حين تفكّر في أن تعيش لغيرك قبل نفسك، يهاجمونك رغم أنّه "حلم"، في الوقت الذي احترمت أنت واقعهم الذي يتلخّص بمنصب وشويّة "بتكوين" وكرشة... إنّهم يفتقدون المتعة في أن تعيش من أجل فكرة، تبلورت في دهاليز "دماغك" وتسير من أجلها مستشعراً لذّتها طول الحياة.

أن تعيش مرفّهاً، تملك ما يكفيك أنت وأبناؤك، متسلّحاً بشهادة علميّة متقدّمة، متجولاً في مطارات أوروبا كلّ صيف، همومك لا تتعدى جدران بيتك، لن يجعلك هذا تشعر بقيمة الأكسجين الذي تتنفسّه، جرّب أن تعيش من أجل الآخرين، "طيّب" من أجل فكرة أو حلم، فستشعر حينها أنّك لست دودة زائدة في جسد مجتمعك.

مع كل مقال أجد انتقاداً لذيذاً من صديقي "بوغازي"، يخبرني وهو يلاطف (شنبه) بأنّي أكتب لنفسي وأخاطب عقلي دون إدراكٍ منّي لتفاوت درجات الفهم عند النّاس، وأنا أجدّد ذلك اليوم، فلست منتظراً تصفيق الجمهور، ولن أكتب إلّا ما أعيشه، وحسب فهمي، أنا يا صديقي "عااايش سعييد".

back to top