طلال مداح يغني بمعظم اللهجات العربية... وباللغة الإنكليزية (9 - 10)

«غوغل» يستذكر صاحب الحنجرة الذهبية في ذكرى ميلاده

نشر في 15-05-2019
آخر تحديث 15-05-2019 | 00:00
شدا الفنان الراحل طلال مداح بأغنيات بلهجات عربية متنوعة، إضافة إلى الغناء باللغة الإنكليزية، واعتبر الراحل أن أداء الأغنيات باللهجات العربية مصدر فخر له، وأن شعوره لا يوصف، كما أن تفاعل الجمهور معه كان محل تقدير لديه.

في الحلقة السابقة، رصدنا تفاصيل المسلسل التلفزيوني الذي يسلط الضوء على تفاصيل مشوار الفنان مداح الذي كتبه بنفسه، لكن لم يكتب له الاستمرار والظهور إلى العلن، بل بقي حبيس الأدراج، وجاءت كتابة المسلسل عقب تجارب تمثيلية للراحل، لاسيما تجربة «شارع الضباب» التي لم يحالفها الحظ بالنجاح، ويعزي ذلك إلى قلة الخبرة واستعجال تنفيذ الفيلم.

لكن هذا لم يثبط عزيمته في مواصلة مشواره، بل كان دافعاً لتحقيق النجاح في مشاريع أخرى. وعقب فترة طويلة خاض تجربة في التلفزيون من خلال مسلسل «الأصيل»، وبعد ذلك بمراحل أراد أن يعود إلى التمثيل، لكن بشكل مختلف، فكان ينوي إنتاج مسلسل تلفزيوني كتبه هو بنفسه من خلال 6 حلقات، وكان الراحل ينوي أن يقوم هو بأداء بعض المشاهد التمثيلية، إضافة إلى تقديم نحو 40 عملاً غنائياً خلال هذا العمل، لكن لم يتمكن من تقديمه.

اقرأ أيضا

في الحلقة التاسعة، نرصد تفاصيل مهمة من مشوار هذا الفنان الذي قدم الكثير للغناء العربي... وفيما يلي التفاصيل.

اشتهر الفنان طلال مداح بأداء أغنيات متنوعة باللهجات العربية، فغني للمغرب وغني باللهجات المصرية واللبنانية واليمنية والعراقية والسودانية والتونسية، وغيرها من اللهجات، إضافة إلى أنه غنى باللغة الإنكليزية، وكان يقول عن هذه الأغنيات: «أحسست في كل بلد عربي غنيت فيه الإحساس نفسه والشعور ذاته، وأنا فخور لهذا التجاوب، وفيما يتعلق بالأغنيات المصرية التي أداها كان يقول: «غنيت باللهجة المصرية بالفعل من ألحان عبدالوهاب ومحمد الموجي وبليغ حمدي، لكن التجربة لم يكن لها أي صدى، ولم تلقَ تلك الأغنيات أي رواج».

صاحب الحنجرة الذهبية

ونظراً لمكانة الراحل مداح، استذكر محرك البحث العالمي «غوغل»، صاحب الحنجرة الذهبية، بمناسبة مرور الذكرى الـ78 على ميلاده، ومن أبرز الأمور التي يستذكرها الجمهور عن الراحل وإنجازاته: «أنه مولود في 5 أغسطس عام 1940 بالمملكة العربية السعودية، وتربى على يد زوج خالته علي مداح، ولذلك تمت تسميته طلال مداح، وكان طلال تلميذًا في أحد مدارس مدينة الطائف بالمملكة، وكانت هذه المدرسة تقيم عدة حفلات في مناسبات عدة، وكان معروفًا عن طلال حلاوة الصوت ونقاوته، الأمر الذي شجع المدرسة على أن تسند إليه القيام بمقرئ الحفل في كل حفلات المدرسة. وعقب مرور أعوام على تقديمه الألحان الشجية قام طلال خلال فترة السبعينيات بتأليف مقاطع موسيقية كان أشهرها مقطوعة «ليالي البرازيل»، والتي أثبتت قدرته الكبيرة في التلحين. في بداية الثمانينيات، اتجه مداح لطرح الأغاني القصيرة مثل «أحبك كثر خطوات الثواني»، ولكن هذا لم يستمر طويلًا، فقد ابتعد عن الساحة الفنية، وانتقل للعيش في مدينة لندن، لكنه عاد إلى المملكة ليشدو منتصف الثمانينيات بـ «مدينة الطائف» في افتتاح البطولة العربية، وحصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية، والذي منحه في ذلك الوقت الملك فهد بن عبدالعزيز.

ويعد مداح أول فنان سعودي سجلته جمعية المؤلفين والموسيقيين في فرنسا. كما كان أول من قدم مسرح في التلفزيون السعودي، وأول من حصل على الأسطوانة الذهبية، وعمل على إضافة وتر للعود وتعلّم التقنية الموسيقية. ولقّب مداح بالعديد من الألقاب، منها صاحب لقب الحنجرة الذهبية، وفارس الأغنية السعودية، وأستاذ الجميع، وصاحب التأثير الكبير علي الثقافة العربية في القرن العشرين، ورائد الحداثة في الغناء في السعودية، وقيثارة الشرق، وصوت الأرض وزرياب العصر وفيلسوف النغم.

وقدّم أكثر من 80 ألبوما، ولحّن أغاني لكبار المطربين، منهم محمد عبده، ووردة الجزائرية، وفايزة أحمد، وسميرة سعيد، ورجاء بلمليح، وعبادي الجوهر، وعتاب. أغنيته المشهورة «يا حبيب العمر» لم يتم طرحها في الأسواق إلا بعد وفاته، وهي القصيدة كانت من ألحان الموسيقار الكبير جمال سلامة.

تصدق والّا أحلفلك

من أجمل الأغنيات التي قدمها طلال مداح «تصدق والا أحلفلك»، وهي من كلمات إبراهيم خفاجي وألحان مداح وتقول كلماتها:

تصدق وإلا أحلفلك

عجزت بلساني أوصفلك

نعيم الحب في وصلك

وأنت كريم من أصلك

وشوف قلبي على يدي

وهو أغلى ما عندي

وتبغى زيادة في حبي

أجيب لك قلب تاني

منين يقولوا قلوبهم

ذابت من الآهات

وإحنا وعودنا

طابت على الأنات

في دنيا غير دنيتهم

جديدة وجنة عدتهم

في حب وحنان لقا وأمان

يا أحلى ما نظر إنسان

وتبغى زيادة في حبك

أجيبلك قلب تاني منين

أقلك أنت حب القلب

وكلمة حب قليلة عليك

قليلة يقولها من حب

وانت قلوبنا في ايديك

تصورها بهمساتك وتسعدها بلفتاتك

وتبغى زيادة في حبك أجيب لك قلب تاني منين

موقف حاسم

كان للفنان الراحل مواقف لا تغيب عن الذاكرة، فهو المطرب الذي لا يترك الأمور تسير على عواهنها، لأنه يحب الابتكار والبحث عن الجديد، ولذلك تجده يتبع نداء التطوير، متجاهلاً حجم الخسائر التي قد ترهق كاهله.

واشتهر الرحل بمواقفه الحاسمة، ومن هذه المواقف التي كان يرويها أنه في إحدى الدول أراد أن يغني في الأماكن المخصصة للحفلات لكن صاحب المكان رفض، وعقب الأخذ والرد طلب الرجل مبلغاً نظير مشاركة طلال خلال إحدى الحفلات، فلم يصدق الأخير ما قاله الرجل، ووافق على الفور ودفع المبلغ، وغنى في تلك الليلة واستحسن الحضور ما قدمه من أغنيات أو عزف على آلة العود.

وأثبت ذلك الموقف صدق بصيرة طلال، فرغم دفعه مبلغاً كي يتسنى له المشاركة، كانت المفاجأة أن صاحب المكان جاء إليه عقب هذه الحفلة جاءه يطلب التعاقد معه لإحياء حفلات جديدة، لكن طلال رفض ذلك، واتفق مع شخص آخر بمبلغ مضاعف.

قصت ضفايرها

تعد أغنية «قصت ضفايرها» علامة بارزة في مشوار الفنان طلال مداح، وحققت نجاحاً كبيراً بعد طرحها، كما أن عشاق مداح يحرصون على سماعها حتى الآن.

قصت ظفايرها.. ودريت

البارحة.. جاني خبر..

أدري البست خاتم عقيق..

وتقرأ لها كتاب عتيق..

كتاب واظنه شعر..

أحفظ أنا حجار الطريق..

اللي يودي لبيتها..

واعرفها زين..

وانا لا شفتها ولا جيتها..

قابلتها صدفة.. على شفاه الصحاب..

همسة أمل حسيتها

ودمعة عذاب..

وصارت هي الخبر الجديد..

وعلومها همي الوحيد

وش عاد.. لو كانت بعيد..

بين الحروف حبيتها..

حبيبتي.. يا حلم..

ياللي أعرفك اسم..

وجهٍ تصوره الحروف.. واتخيله..

نجم أحس إنه قريب.. ما أوصله..

انتي اللي اعرفه زين..

واللي أجهله انتي..

حبيبتي.. وياليتها..

اعرفها زين وانا لا شفتها ولا جيتها.

انطوائيٌّ ولا يحب الخروج والظهور في الأماكن العامة كثيراً

نستعرض أبرز أقوال الراحل طلال مداح المعنية بالشأن الفني والموسيقي:

• أنا مقتنع بالحكمة التي تقول: «لكل زمان دولة ورجال، من هنا يكون مطربو الأغنية الشبابية في مصر الآن تعبيراً مناسباً عن إيقاع العصر الحالي، وأنا أرى أن الحركة الغنائية المصرية الآن مبشّرة».

• الأغنية العربية ممتازة... لكن كي تكون أكثر شيوعاً أرجو من الزملاء أن يوجّهوا أغنياتهم حتى يوصلوها إلى العالمية.

• لي رابطة فنية قوية بالفنان الملحن سراج عمر الذي ساهم في تطوير الأغنية السعودية.

• أظن أن الأغنية الخليجية قادرة على مواكبة العصر، شريطة أن تستخدم «الأرتام» السريعة بمذاقها المحلي الخاص.

• أنا متمسّك بأسلوبي المحلي في الغناء، ومن يحب ذلك فليستمع إليّ.

• انطوائيٌّ بطبيعتي، ولا أحب الخروج من منزلي والظهور في الأماكن العامة كثيراً.

• جودة الكلمات واللحن والأداء معايير ثابتة ومتّفق عليها. لكن ليس بالضرورة أن تتوافر كلّها لتنجح أي أغنية، فقد تحقّق أغنية نجاحاً كبيراً بسبب جملة لحنية مميزة أو كلمة غريبة مع افتقادها للعناصر الأخرى وقد حدث ذلك كثيراً. بالنسبة إليّ، نجاح الأغنية مقياسه الوحيد انتشارها جماهيرياً.

• أعتبر الحفلات الجماهيرية التي كانت تقام في القاهرة العصر الذهبي الذي ازدهرت فيه الأغنية العربية، وعلى رغم أننا أصبحنا نملك إمكانات أكبر من الماضي من قنوات تلفزيونية فضائية في غالبية الدول العربية، والقمر الصناعي «عرب سات» فإننا عاجزون عن إعادة هذا النشاط الذي يشكّل التواصل بين المطرب وجمهوره. وعن نفسي، لا أستمتع أبداً بما يسمى بالحفلات السياحية، ولا يمكن لها أن تغنيني عن الجمهور العريض.

• لا نية لي في الوقت الحاضر لترك الساحة الغنائية والاعتزال النهائي... لأنه بصراحة لا يوجد مصدر آخر أعيش منه.

• الساحة مليئة بأصوات جديدة، لكن الجيد هو الذي يفرض نفسه، ولا أعتقد بأن صلاحيتنا قد انتهت.

• أنا مقلّ في إنتاجي، لأنني أخاف أن أتسرّع فيخرج العمل للناس وفيه ما كان يجب أن يُستكمل. فالفن تأنّ وصبر ومعاناة ومراجعة أولى وثانية حتى يضع الفنان الرتوش الأخيرة للعمل.

• عندما اقتحمت مجال الفن، لم أبحث عن مال أو جاه أو شهرة، أحببت الفن من أجل الفن، وكافحت وتحملت وغنيت من أجل البلاد وتعرفت على العالم لأني أحب فني، فلم أخطط لأجمع الملايين وأكنزها، لم يكن هذا هدفاً سعيت من أجله.

• نحن وطن عربي واحد، ولا مانع من التبادل الفاعل في مجال الأغنية.

• من عاداتي أنني قبل أن أقدم أي أغنية جديدة أحرص على استشارة من حولي من الموسيقيين، وأضع ملاحظاتهم في الاعتبار، ومع هذا كلّه يظل اختلاف الأداء وارداً.

• لا توجد حركة فنية منتظمة في السعودية، لأن لا أحد يهتم بالفن، ولهذا لا تجد لدينا فرقة موسيقية مثلاً، مما يضطر أي مطرب سعودي الى الذهاب إلى مصر لتسجيل أغنياته، وهذا بلا شك يضعف فرصة أي فنان صاعد.

• الأغنية ليست مطرباً ولا ملحناً ولا شاعراً، إنها أجيال من الحرفيين والمبدعين يكملون بعضهم، ويحققون حالة من الثراء الفني للأغنية عموماً.

• المال لا يستطيع أن يفرض فناناً غير جيد، نعم قد يكون للمال تأثيره في قيام حملة دعائية، وتقديم فنان للساحة، لكن لا يستطيع فرض فنان على قلوب الناس.

أغنيته المشهورة «يا حبيب العمر» لم تُطرح في الأسواق إلا بعد وفاته

الملك فهد بن عبدالعزيز منحه وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية

مداح أول فنان سعودي سجلته جمعية المؤلفين والموسيقيين في فرنسا
back to top