تشي غيفارا وإسكوبار وفريدا كالو في خندق واحد لرفع قيمة العملة الفنزويلية

نشر في 10-05-2019 | 17:05
آخر تحديث 10-05-2019 | 17:05
خافيير سيبايوس وباولا فياميزار
خافيير سيبايوس وباولا فياميزار
من كان ليتصوّر تشي غيفارا وبابلو إسكوبار وفريدا كالو في خندق واحد؟

هذا التحدي وضعه الفنانان خافيير سيبايوس وباولا فياميزار اللذان يرسمان بورتريهات لمشاهير على أوراق نقدية فنزويلية في محاولة لإعادة القيمة الضائعة للبوليفار.

ويقول خافيير «هاكم إعادة قيمة العملة الفنزويلية بواسطة الفن»، ويبدو أن هذا العرض الذي يقدمه في أحد الشوارع المخصصة للمارة في وسط بوغوتا يؤتي ثماره.

فقد اتخذ الفنان هذه النقطة مقراً له قبل ثلاثة أشهر لدى وصوله إلى العاصمة الكولومبية، هذا الفنزويلي البالغ 27 عاماً هرب من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تتعرض لها القوة النفطية السابقة، وقد انضمت إليه شريكته باولا (22 عاماً) نهاية الشهر الفائت.

وقد استعان الفنانان بألواح جمعوها في الشارع كمحترف لهما، ويستخدم أحد هذه الألواح لعرض منمنمات بينها أوراق نقدية فنزويلية مزدانة بصور لشخصيات من القارة الأميركية وخارجها.

ويوضح خافيير «هذه طريقتنا في الاحتجاج، وهذا يسمح لنا بإعطاء قيمة لهذه العملة كي لا ينتهي بها الأمر في القمامة، بسبب التضخم المفرط، فقد البوليفار قيمته تماماً».

وعلى القطع النقدية الفاقدة لقيمتها التي يشتريها الثنائي أو تعطى لهما من باب التضامن، يرسم الزوجان القائد الثوري الأرجنتيني إرنستو تشي غيفارا والرسامة المكسيكية فريدا كالو والكاتب الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب غابرييل غارسيا ماركيز، وأيضا بوب مارلي وجوزف ستالين وبول ماكارتني.

غير أن الشخصية الأكثر إثارة للجدل في هذا الإطار هو بارون المخدرات الكولومبي السابق بابلو إسكوبار. وتروي باولا «ينتقدنا الناس عندما نرسم» هذا الزعيم السابق لكارتل ميديين الذي قُتل سنة 1993 ولا يزال يثير اهتمام كثيرين.

وأبرز الغائبين في أعمال هذا الثنائي الشاب هو الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ويقول خافيير «لا يهمنا أمره ولا نرغب في رسمه»، أما الرئيس الراحل هوغو تشافيز فقد رسمه الفنانان ميتاً أو باكياً، وذلك عقاباً له على «الأذى الذي ألحقه» بفنزويلا.

ويشير خافيير إلى أن «الهدف يكمن في أن نعيد للبوليفار قيمته»، وكل ورقة نقدية من هذه المجموعة تباع بسعر 10 آلاف بيزوس (حوالى ثلاثة دولارات)، ويمكن أن يبيع الفنانان حتى عشرين قطعة من هذه الأعمال في أيام الخير.

ومع الأزمة، تراجعت قيمة العملة الفنزويلية بنسبة 98%، وقد تدنى سعر صرف البوليفار بشكل كبير إذ بات الدولار الواحد يساوي 6 آلاف بوليفار، مع سعر متبدل.

وتوضح باولا بابتسامة ساخرة «مع الورقة النقدية الأعلى قيمة، لا يمكنكم حتى شراء سيجارة في فنزويلا، ثمة حاجة لسبع أوراق نقدية من هذه الفئة على الأقل».

وقد طوّرت باولا من مهاراتها في الرسم فيما اضطر خافيير للتصدي لخجله، وهو يقول «على الشخص الراغب في البيع في الشارع أن يتحدى مخاوفه».

ونجح الفنانان الشابان في تحقيق بعض الشهرة لهما بفضل محترفهما على الطريق قرب ساحة بوليفار.

وترك الثنائي ولاية تاشيرا في شمال غرب فنزويلا حيث ولدا هرباً من حالات النقص في المواد الأساسية. وتستذكر باولا «في بعض الأيام، لم يكن لدينا لنتشارك سوى بيضة والقليل من الخبز».

وفي بوغوتا، يعمل الفنانان ثلاث عشرة ساعة يومياً وينامان في غرفة ضيقة داخل نزل شبابي يتشاركان فيه سريراً صغيراً.

وأكثرية زبائنهما هم من السياح، إذ إن الكولومبيين الذين استقبل بلدهم 1,3 مليون نازح من فنزويلا خلال السنوات الأخيرة، لا يندهشون كثيراً إزاء ضروب الإبداع هذه.

وتشير باولا إلى أن الأجانب «يندهشون دوماً لدى معرفتهم بأن هذه الأوراق النقدية لا تساوي شيئاً»، فيما ينهي خافيير رسم البورتريه الخامس خلال النهار وهو لعازف الغيتار جيمي هندريكس.

back to top