الحمل الكاذب في حياتنا

نشر في 05-05-2019
آخر تحديث 05-05-2019 | 00:10
 مظفّر عبدالله أول العمود:

إنجاز جسر جابر شيء رائع، وستكتمل روعته بإنجاز المنطقة الشمالية التي يوصلنا إليها.

***

وجدت هذا التعريف الطبي في شبكة الإنترنت لتوصيف عنوان المقال: "الحمل الكاذب، أو الحمل الوهمي، أو الهستيري، هو ظهور أعراض وعلامات سريرية أو دون سريرية مرتبطة بالحمل في حين أن المرأة لا تكون حاملاً في الواقع. قد يكون الحمل الكاذب نفسيا بالكامل في بعض الأحيان".

لو أسقطنا هذه الظاهرة التشخيصية على الحالة السياسية والاجتماعية في الكويت، فكم حملاً كاذباً نتداوله في الإعلام والخطاب السياسي والاجتماعي يومياً وبلا خجل؟

هناك حديث حول خطة تنمية كبرى تسمى رؤية الكويت ٢٠٣٥! وحملها الكاذب يقول إن أحد أمناء مجلس التنمية السابقين استقال لأنه اكتشف أن الحديث عن خطة هو استغفال للناس.

أداة الاستجواب في البرلمان لها توصيف راقٍ في دستور الدولة، وهي أداة تصويب لا بذاءة وانتقام، اليوم نرى أن الحمل الكاذب أصاب ٩٠٪ من تلك الاستجوابات لأنها استعراض بهلواني.

بالطبع وبدون (إثباتات) معظم قضايا الاعتداء على المال العام تُسجل كحمل كاذب (ضد مجهول أو هروب خارج البلاد).

إبطال المحكمة الدستورية قانون تعارض المصالح مؤخراً يعكس حملين كاذبين: الأول أن المجلس التشريعي لا يعرف كيف يُشرع، والثاني أن جهود مكافحة الفساد والذي يأتي القانون المذكور لوقف جزء منه هي أيضاً حمل كاذب.

البذاءات والتنمر ضد المقيمين وتحميلهم مسؤولية تردي الخدمات ومزاحمة المواطن على الوظائف حمل كاذب لأن مهاجميهم متكسّبون، ولا يجرؤون على محاربة تُجار الإقامات الذين هم الحمل الحقيقي. يبدو أن ظاهرة الحمل الكاذب هذه هي التي دعت أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط إلى حث الكويتيين للتكاثر لسد ثغرة عدم التوازن بينهم وبين المقيمين، هو دعاهم إلى حمل حقيقي في ظل دولة ريعية وتعليم متخلف وبيئة سياسية واجتماعية متوترة ومتنمرة ضد التسامح والسلام الاجتماعي.

الطريف هنا أن الحمل يقوده رجال على عكس الطبيعة والفطرة، لكن كونه كاذبا فهو ذكوري بامتياز.

back to top