مادورو يدعو الجيش للتحرك وخيارات واشنطن تتقلص

ترامب يتراجع ضمناً عن التهديد بعمل عسكري... وجمهوريون يدعونه إلى استعراض قوة للضغط على كراكاس

نشر في 03-05-2019
آخر تحديث 03-05-2019 | 00:04
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أثناء حضوره احتفالًا رسميًا مع أعضاء القوات المسلحة الوطنية البوليفارية لفنزويلا
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أثناء حضوره احتفالًا رسميًا مع أعضاء القوات المسلحة الوطنية البوليفارية لفنزويلا
دعا الرئيس الفنزويلي المتنازع على شرعيته نيكولاس مادورو الجيش إلى التحرك ضد المعارضة بزعامة خوان غوايدو، وذلك بعد إعلان كراكاس إحباطها انقلاباً عسكرياً مدعوماً من واشنطن التي باتت خياراتها للتعامل مع الأزمة تتقلص.
بعد محاولة فاشلة للمعارضة الفنزويلية لتوسيع الانشقاقات في نظام الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، وإطلاق مقاومة عسكرية ضده تدفع الجيش إلى إعادة تقييم موقفه، صعّد مادورو وريث النظام الشعبوي المعادي للولايات المتحدة الذي ارساه الرئيس الراحل هوغو شافيز في هذا البلد الذي يملك أحد أكبر احتياطات النفط في العالم.

وبينما أعلن خوان غوايدو، زعيم المعارضة الذي اعترفت به 50 دولة كرئيس انتقالي للبلاد، سقوط قتيلتين (24 و 27 عاماً) بالرصاص أثناء احتجاجات الاول من مايو في كاراكاس، دعا مادورو الجيش إلى التحرك ضد المعارضة ومحاربة «كل الانقلابيين»، وذلك قبل ساعات من إضراب كبير دعا إليه غوايدو.

وفي خطاب ألقاه امس، قال مادورو الذي كان يتحدث محاطاً بجنود، «نعم، نحن في خضم المعركة، والمعنويات يجب أن تكون في أعلى مستوياتها لتجريد جميع الخونة من أسلحتهم، جميع الانقلابيين».

وأضاف مادورو، مخاطبا العسكريين «ولاء دائم ولا خيانة ألبتة». وقال: «لا للخوف. انه وقت الدفاع عن الحق في السلام».

وفي وقت سابق، اتهم مادورو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، بتنسيق «كل عمليات المحاولة الانقلابية».

وفي كلمة ألقاها أمس الأول، خلال مشاركته في فعالية بأحد الشوارع القريبة من القصر الرئاسي بالعاصمة كاراكاس للاحتفال باليوم العالمي للعمال، قال مادورو: «صحيفة أوروبية كتبت الثلاثاء، إن ترامب ومستشاره بولتون قاما بتنسيق كل عمليات الانقلاب العسكري، وكانا يتصلان بحكومات كل من كولومبيا وتشيلي والبرازيل والأرجنتين. فهذه المحاولة الانقلابية كان يشرف عليها بولتون شخصياً من البيت الأبيض».

وشدد على أن الشعب الفنزويلي «قادر على التضحية بنفسه من أجل حماية وطنه وثورته ضد من حاولوا الانقلاب على الرئيس هوغو شافيز من قبل، ولم يفلحوا، وها هم يحاولون مجددًا معي ولن يفلحوا».

وأكد أن جيش بلاده وشعبها لن يسمحوا بأي انقلاب عسكري، مضيفًا: «من يرد أن يصل إلى لقصر الجمهوري فعليه بشيء واحد فقط، هو الحصول على أصوات الشعب في الانتخابات».

ونفى مادورو ما أثير من تصريحات أدلى بها مسؤولون أميركيون حول إعلانه الاستعداد لترك فنزويلا غير أن الروس هم من أقنعوه بالبقاء، مؤكدًا أنها مزاعم لا أساس لها من الصحة.

وقال: «أعلن يومي السبت والأحد، 4 و5 مايو، يوما وطنيا رائعا للحوار، والإجراءات والمقترحات لجميع فروع سلطة الشعب، حتى يخبروا الحكومة البوليفارية ونيكولاس مادورو ما ينبغي تغيره داخل الثورة البوليفارية من أجل خطة التغيير العظيمة».

ترامب

في المقابل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن مادورو يفقد السيطرة بشكل كبير على زمام الأمور في بلاده.

وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» مساء أمس الأول، قال ترامب إن واشنطن لديها «الكثير من الخيارات المتاحة، وتفعل كل ما بوسعها لحل أزمة فنزويلا باستثناء اللجوء إلى أقصى خيار، وهناك أشخاص يريدون من الإدارة الأميركية أن تلجأ إلى هذا الخيار».

ورفض سيد البيت الأبيض التعليق على تلك الخيارات، مضيفاً أن بعضها «صارم جداً». وبدا أن ترامب يلمح إلى عمل عسكري كان وزير خارجيته مايك بومبيو أكد أنه مطروح على الطاولة قبل ساعات من مقابلة الرئيس.

ووصف الرئيس الأميركي مادورو بأنه «لاعب قاس»، مشيراً إلى أن هذه البلاد تشهد حاليا «فوضى مذهلة»، وتابع: «هذا المكان سيئ وخطير جداً، لذلك يجب فعل شيء هناك».

وأضاف أنه «ليس من المقبول أن تساعد روسيا مادورو»، متوعّداً كوبا مجددا بفرض عقوبات عليها على خلفية دعمها لمادورو.

وقال: «ستحدث كثير من الأمور خلال الأسبوع المقبل أو في موعد أقرب من ذلك، سنتابع ما سيحصل».

استعراض للقوة

في سياق متصل، دعا نواب جمهوريون ترامب إلى استعراض القوة العسكرية لدفع مادورو إلى التنحي.

وحضّ سناتور ولاية فلوريدا ريك سكوت حيث تقيم جالية فنزويلية كبيرة، الرئيس على الاستعانة بالجيش لنقل المساعدات الدولية التي يرفض مادورو إدخالها.

واقترح النائب الجمهوري من إنديانا جيم بانكس انتشاراً بحرياً وبرياً في محيط فنزويلا «ليس للاستفزاز بعنف بل للتحذير بحزم بأن التدخلات الأجنبية في قارتنا غير مقبولة».

غير أن مايكل شيفتر رئيس «مركز الحوار بين الأميركيين»، الذي يدافع عن الديمقراطية في أميركا اللاتينية، رأى أن «من الواضح أن قوى المعارضة قللت من شأن قدرة مادورو على البقاء في السلطة ومقاومة ضغط الشارع واعتبرت أن تهديدات ترامب باستخدام القوة غير فعالة وغالبا ما تأتي بنتائج عكسية».

من ناحيته، رأى الخبير تيد غالن كاربنتر، من مركز «كاتو انستيتيوت» المحافظ للأبحاث، أن الجيش يبقى الداعم الرئيسي لمادورو، وأن واشنطن فوجئت بمستوى الانشقاق المحدود جدا بعد الاعتراف الدبلوماسي بغوايدو. وقال إن «إدارة ترامب تجد أعذارا لتبرير بقاء مادورو في الحكم، وخصوصا من خلال تضخيم دور روسيا والصين».

من ناحيتها، أكدت كوبا مجدداً أنها ليست لها قوات في فنزويلا، ووصفت مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بأنه «كاذب بصورة مرضية»، مشيرة إلى أن السياسي الأميركي ادعى في 2001 و2002 أن العراق لديه أسلحة كيماوية.

الرئيس الأميركي وصف مادورو باللاعب القاسي الذي تشهد بلاده فوضى مذهلة
back to top