القضية الفلسطينية فلسطينية

نشر في 01-05-2019
آخر تحديث 01-05-2019 | 00:09
لما أصبحت القضية الفلسطينية قضية الأنظمة العربية والإيرانية تعثرت لا بل تشرذمت وتآكلت، ولا يمكن أن ننظر إلى هذه القضية أكثر من أهلها، ولكن على غير الفلسطينيين العرب والمسلمين والمؤيدين لحقوق هذا الشعب المساعدة على أن يكون النضال الفلسطيني هو الأساس.
 د. عبدالمالك خلف التميمي لقد كانت القضيتان الجزائرية والفيتنامية قضيتينا، أي الجزائر وفيتنام أولاً فانتصرنا وحققنا التحرير، ولما أصبحت القضية الفلسطينية قضية الأنظمة العربية والإيرانية تعثرت لا بل تشرذمت وتآكلت، ولا يمكن أن ننظر إلى هذه القضية أكثر وأفضل من أهلها، ولكن على غير الفلسطينيين العرب والمسلمين والمؤيدين لحقوق هذا الشعب المساعدة على أن يكون النضال الفلسطيني هو الأساس.

وكمتخصص في تاريخ العرب الحديث والمعاصر فإن القضية الفلسطينية هي ضمن اهتماماتي في الوقت نفسه ندرك ابتعاد الكثيرين عن التفكير في هذه القضية، حيث وصل البعض حد العدمية واليأس في ظل السياسة الأميركية الإسرائيلية المعاصرة.

وملخص القول هو:

أولاً: القناعة النهائية بإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية هي الهدف الاستراتيجي النهائي.

ثانياً: دراسة الاستراتيجية الصهيونية للسيطرة على فلسطين منذ وعد بلفور 1917م والسير على نهجها للتحرير، وإقامة الدولة الفلسطينية.

ثالثاً: إن القضية فلسطينية رأس الحربة فيها هم الفلسطينيون، ودورهم رئيسي فيها.

رابعاً: لا بد من دراسة تجربتي الجزائر وفيتنام في نضالهما للتحرير، والاستفادة منهما، فهما أغنى تجارب العالم التحررية.

خامساً: الدعم والحاضنة العربية ضروريان لتحقيق الأهداف في المساعدة لا البديل، واستخدام الأوراق العربية في الضغط ضروري أيضا وهي كثيرة، إضافة إلى دور (البرجوازية) الفلسطينية، ومن حصل منهم على جنسية الدول الأخرى.

لا بد من التأكيد على أن القوى الفلسطينية يجب أن توحد رؤيتها أولاً للقضية، لا أن ينفرد كل طرف برؤية مختلفة، بمعنى تحديد الهدف الاستراتيجي، فعدد الفلسطينيين اليوم أكثر من 6 ملايين نسمة، وكذلك عدد الإسرائيليين بالحجم نفسه تقريباً، وميزان القوى كان عربياً، وهو اليوم إسرائيلي بدعم أميركي، ولا أحد يعرف المستقبل ومتغيراته، لكن الفعل الفلسطيني وحده هو الذي يقرر ذلك المستقبل.

على الفلسطينيين أن يدركوا أن التحول من الفكر والعمل القومي العربي إلى الفكر والعمل القطري ضرورة في التوجه فلسطينياً، وألا يعولوا على حل خارج ذلك الإطار، وأن يزيلوا من فكرهم مقولة "ماكو فايدة"، وكذلك على العرب المتعاطفين معهم أن يزيلوا الأحلام والأماني ويعيشوا الواقع، ويتعلموا شيئاً من دروس التاريخ، فنحن لدينا تاريخ حافل بالأحداث، ولدينا تصور في الاستفادة من الفرص التاريخية.

back to top