شوشرة: صداع

نشر في 26-04-2019
آخر تحديث 26-04-2019 | 00:11
 د. مبارك العبدالهادي التجاذبات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والأفلام التي يصطنعها بعض النواب وإيهام الناس ببطولات خادعة لا تغني ولا تسمن من جوع، وتصعيد وتهويل وفي نهاية الآكشن "كلام فاضي" والشارع الكويتي يترقب ويغلي، كلها سلسلة لا تنتهي، إذ يخرج العراف كالعادة ويتكهن ويرد ويكذب، ويتحول فجأة الى قارئ فنجان، فيتعمق في الخطوط ليحدد مسار الأمور ونهايتها، مع وضع البهارات حتى يعيش الغالبية يومين من الخوف والرهبة.

أما الكاهن المتغطرس كالعادة فيصطنع الأوهام، ويرسم الأحلام ويزيد الخيال، وما زالت أوضاعنا في خبر كان، حتى نفاجأ بأن هناك من صار يحددون الولاءات، ومن يتنافسون على تصفية الحسابات، والقبيضة ينتظرون القرار، والدائرة تتسع ومازلنا في التوهان، فمتى الحل؟

سؤال يطرح نفسه كل مرة وينتظره الأعيان لتسوية الأمور واتضاح الخبر بعد هذا البركان، وتصاعد القضايا، وانتشار الشائعات من هنا وهناك، ويستعجل الطابور الخامس كالعادة تصعيد الأوضاع وينشرون الأخبار وفق أهوائهم ومعطيات معازيبهم، والمشكلة تتصاعد والاتهامات تتزايد، ولا يزال هناك من يحلم بأنصاف الحلول للخروج بأقل الخسائر مادام هناك من يعيش على الفتات.

ومع هذا التوتر هناك من يدخل المشهد فجأة، ويسعى إلى تشتيت مجتمعنا ويحاول تفكيك علاقتنا وأخوتنا، ويسعى إلى تقسيم الناس، ويشكك في الولاءات، ويضع التصنيفات، فهذا الذي يعتبر نفسه مستشاراً رغم عدم أصالته يعاني مشكلة داخلية جعلته يعمل على دراسات وهمية ويضرب البعض وفق أهوائه منذ الصغر، واسألوا عنه الجهراوية.

ومن قضية إلى أخرى تجد قضية الفقع تطرأ فجأة، والعلماء يكتشفون جينات جديدة في فرنسا، فانصدمت باريس وتحولت إلى ساحة من الهرج والمرج مادام الفقع صار من مواليد باريس رغم أصوله العربية وبشرته السمراء التي جلدتها عاصفة الصحراء.

ولا يزال البدون يدفعون الدية بلا عمل أو حتى علم بما يجري، سوى انتماءات بانتماءات وأصول ليس لها معتقدات وقيود بالهوية حتى بفلوسهم صاروا ضحية.

ندور ونبحث عن الحقائق ونقلب الدفاتر ونسترجع المذكرات فلا نجد إلا التوصيات، ولا يزال القرار غائباً، والأعذار واهية، والناس هي الضحية والسلطتان التشريعية والتنفيذية لا تزالان في دوامة التطلعات وإيهامنا بالإنجازات ومشاريع مستقبلية رغم حصار التطوير في شوارع ذاقت المعاناة وسيارات صارت ضحية.

الناس تعلق الآمال على حل لمشاكلنا، ولا يزال هناك من يراهن رغم المتاهات ويسعى إلى تشتيت الخيارات، ويسعى إلى محو الحقيقة رغم أن الجميع يعلمونها، ويعرفون من عمل على كل هذه التصدعات وساعد في التجاذبات.

ارحموا الكويت من هذه الصراعات، وأخمدوا نيران الفتن، وعالجوا كل التصدعات، والتفتوا إلى أناس دفعوا ثمن اقتراضهم فصاروا اليوم بالمتاهات، وأنصفوا البدون بعد أن صاروا ضحية، وشجعوا المواطنين، وافتحوا أمامهم أبواب الفرح بعد أن عاشوا الأحزان بسبب التجاذبات والتناحرات والتصعيد الوهمي والتأزيم الوقتي وخلط الأوراق، لأن الصورة اتضحت والأفلام انكشفت ونواب الآكشن يعرفهم الجميع "والتابعين الخانعين" رصدهم الجميع أيضاً.

back to top