كيف تتفادى السكتة الدماغية؟

نشر في 24-04-2019
آخر تحديث 24-04-2019 | 00:00
No Image Caption
لا تأتي السكتة الدماغية عادةً فجأة. صحيح أننا لا نستطيع توقع الوقت الذي ستحدث فيه بالتحديد، لكن هناك أكثر من أربعة وعشرين عاملاً تزيد من احتمال خطر الإصابة بسكتة دماغية.
يمكنك أن تقوم بأكثر مما تظن لتتفادى «نوبة دماغية» عنيفة أو قاتلة.

ثمة عوامل لا يمكنك التحكّم فيها، مثل السن والتاريخ العائلي، ولكن حتى عندما تعاني حالة مرضية تزيد خطر إصابتك بسكتة، تستطيع اتخاذ خطوات عدة للحد من هذا الخطر.

يوضح الدكتور توماس لي، طبيب وأحد محرري مجلة Heart Letter التابعة لهارفارد: «تُعتبر السكتة الدماغية أحد أكثر الأمراض أذى. لكن وضع المريض يكون محزنًا حقًّا حين يتبيّن أنه كان باستطاعته تفادي حالة مماثلة بالانتباه قليلًا إلى ضغط الدم أو اتخاذ بعض التدابير الوقائية الأخرى».

إن سبق أن عانيت سكتة دماغية أو سكتة عابرة (نوبة إقفارية عابرة)، لا يُعتبر الحدّ من خطر الإصابة بسكتة أخرى خيارًا أكثر منه وسيلة لإنقاذ الحياة. لكن المؤسف أن كثيرين ممن عانوا سكتة دماغية أو نوبة قلبية لا يصغون إلى هذا التحذير. فلا تكن واحدًا منهم.

بدّل نمط حياتك

التدخين عامل الخطر الأول الذي يرفع احتمال الإصابة بسكتة دماغية، واللافت أن التدخين يزيد عوامل الخطر الأخرى سوءًا. لذلك إن كنت تدخن، تعرف ما عليك فعله. فما من وسيلة للحؤول دون الإصابة بسكتة أفضل من الإقلاع عن التدخين.

تشمل الوسائل الأخرى لخفض احتمال الإصابة بسكتة:

• خسارة الوزن: أخفضْ وزنك إلى معدل يعتبره طبيبك صحيًّا.

• الحد من تناول الصوديوم (الملح): احرص على أن تكون كمية الصوديوم التي تتناولها يوميًّا أقل من 2300 مليغرام أو أقل من 1500 مليغرام إذا كنت قد تجاوزت الحادية والخمسين من عمرك، تتحدر من أصول أفريقية، أو تعاني الداء السكري أو مرض في الكليتين أو أي حالة مزمنة أخرى.

• تناوُل غذاء صحي: قلل من استهلاكك الدهون المشبعة، الدهون عمومًا، والكولسترول، ولكن لا تخشَ الأطعمة التي تحتوي على دهون صحية غير مشبعة. حدّ من تناولك السكّر واللحوم الحمراء. ويجب أن تكوّن الخضر، الفاكهة، مشتقات الحليب القليلة الدسم أو الخالية منه، الحبوب الكاملة، السمك، الدجاج، الحبوب، البذور، والجوزيات ركيزة غذائك الأساسية.

• ممارسة الرياضة: هل تكثر من الجلوس؟ انهض الآن! قد تشكّل الأريكة المريحة عدوّك الأبرز. ابحث عن أنواع من النشاط الجسدي تستمتع بها واستشر طبيبك عن التمارين التي تلائمك. قلل من الوقت الذي تمضيه أمام شاشة التلفزيون، وخصصه للمشي والرياضة.

حارب السكتة

يفاقم عدد من الحالات الطبية خطر الإصابة بسكتة دماغية. وبإبقائك هذه الحالات تحت السيطرة، تحدّ من خطر الإصابة بسكتة. يذكر الدكتور لي: «بات من الواضح اليوم أن الكثير من هذه التدابير يحدّ من خطر الإصابة بمرض القلب وغيرها من المشاكل الطبية. لذلك على الجميع اتباعها».

• ارتفاع ضغط الدم: يستطيع كثيرون ضبط ضغط الدم المرتفع بالحد من تناول الملح في غذائهم والإكثار من الخضر والفاكهة، التمرن بانتظام، وأخذ أدوية ضغط الدم كما يصفها لهم الطبيب.

• ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم وتصلّب الشرايين: يراكم ارتفاع الكولسترول في الدم اللويحات الدهنية التي تحدّ من تدفق الدم في الشرايين. تُدعى هذه الحالة تصلب الشرايين، وقد تؤدي إلى سكتة دماغية. أما إذا لم ينخفض مستوى الكولسترول في دمك على رغم اتباعك حمية قاسية وممارسة التمارين الرياضية، فقد يصف لك الطبيب أدوية تخفض الكولسترول وخطر الإصابة بسكتة دماغية إلى حدّ كبير.

• الرجفان الأذيني: يُعتبر الرجفان الأذيني من الأسباب البارزة للإصابة بسكتة دماغية. ومن المؤسف أنه يؤدي عادةً إلى سكتات قوية. لكن العلاج بأدوية تحدّ من الجلطات يخفض هذا الخطر. يحذر الدكتور ريتشارد لي، أحد محرري مجلة Heart Letter التابعة لجامعة هارفارد: «لا يتلقى عدد كبير ممن يعانون الرجفان الأذيني، الذين يستفيدون كثيرًا من الأدوية المخففة لكثافة الدم، العلاج المناسب. ينطبق ذلك بشكل خاص على مَن يعانون الرجفان الأذيني الانتيابي (paroxysmal atrial fibrillation)، حالة يحدث فيها الرجفان الأذيني بين الحين والآخر لا دومًا. فمن الضروري أن يُعالج هؤلاء كما لو أنهم يعانون الرجفان الأذيني الدائم».

•الداء السكري: يزيد الداء السكري احتمال الإصابة بسكتة دماغية بأربعة أضعاف، ويموت ثلثا مَن يعانون الداء السكري نتيجة سكتة دماغية أو نوبة قلبية. في حالة مَن يعانون السكّري من النوع الأول، يمكن لمراقبة نسبة السكّر في الدم عن كثب وإعطاء الأنسولين بدقة أن يساهما في الحد من خطر الإصابة بمضاعفات. أما مَن يعانون الداء السكري من النوع 2، فقد يحتاجون، بالإضافة إلى الحمية المناسبة والتمارين، إلى تناول الميتفورمين (الغلوكوفاج وغيره) وأدوية السكري الأخرى. كذلك من الضروري ضبط معدل الكولسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم في حالة مَن يعانون الداء السكري.

back to top