«مذكرات بحار» بحلة درامية في مركز جابر الثقافي

رائعة الفايز والديكان والمفرج والخراز كتب أحداثها السنعوسي ويخرجها ماثيسون

نشر في 23-04-2019
آخر تحديث 23-04-2019 | 00:05
يقدم مركز جابر الثقافي رائعة «مذكرات بحار» بحلة درامية في ختام الموسم الثقافي اعتباراً من الغد حتى الثاني من مايو المقبل.
يعيد مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي عرض «مذكرات بحار» ملحمة الشاعر الراحل محمد الفايز والموسيقار الكبير غنام الديكان، بمشاركة من الفنان القدير شادي الخليج، ورؤية درامية مختلفة صاغها الروائي الشاب سعود السنعوسي، مستلهمة من قصص وشخوص الماضي، ومزودة بنصوص من ديوان «مذكرات بحار» للشاعر محمد الفايز.

ومسرحية «مذكرات بحار» تمثيل زهرة الخرجي، وشهد سلمان، وزينة الصفار، وخالد العجيري، وبدر نوري، وولاء الصراف، وخليفة العميري، وحنين العلي، ومساعد التتان، ومن إخراج تاما ماثيسون، والأوركسترا الموسيقية بقيادة المايسترو محمد باقر.

وبهذه المناسبة، حرص المركز على دعوة وسائل الإعلام المحلية والخليجية لمتابعة الاستعدادات النهائية للمسرحية المقرر عرضها على المسرح الوطني اعتباراً من مساء غد، وتخلل البروفات مؤتمر صحافي للحديث عن تفاصيل العمل بمشاركة المدير العام لعمليات مركز جابر الثقافي فيصل خاجة، والمخرج تاما ماثيسون والمؤلف سعود السنعوسي، وممثلو الجهات الراعية من بنك الخليج أحمد الأمير، ومن شركة زين وليد الخشتي، ومن مؤسسة البترول الكويتية جمال السنعوسي.

بداية، قال خاجة، إن أوبريت «مذكرات بحار» عمل تاريخي ملحمي تمازجت فيه إبداعات الشاعر الراحل محمد الفايز والملحن القدير غنام الديكان بحنجرة الفنان شادي الخليج والفنانة سناء الخراز، ومن إخراج المبدع محمد السنعوسي، وتضافرت فيه حينها جهود كبيرة وأنتج في سبعينيات القرن الماضي.

وأضاف أن مركز جابر قرر إعادة هذا العمل على غرار التجارب الأوبرالية العالمية، فهناك أعمال كلاسيكية تقدم بالتوازي مع الأعمال الجديدة، التي تطرح وتواكب العصر الحديث، لذا رأينا في «مذكرات بحار» خلاصة معاني نتطلع لطرحها واستذكارها حتى تتناقلها الأجيال الجديدة وعلى رأسها مفهوم العمل الجماعي الجاد من خلال التعرف على دور كل بحار ضمن المنظومة والظروف القاسية التي عاشوا خلالها، ومع ذلك كان هناك تضافر الجهود وتلاقح الحضارات من خلال رحلاتهم واستطاعوا تكوين هذا المجتمع الغني بثقافته وموسيقاه وإيقاعاته.

حبكة درامية

واستطرد خاجة: «شهادتي في العمل والكاتب السنعوسي مجروحة، لكنه استطاع أن يخلق حبكة درامية ليعزز هذا العمل على غرار التجارب الأوبرالية، وأحد أهم ملامح التجارب الأوبرالية في العالم خصوصاً أننا وظفنا نفس الإمكانات من موسيقى وشعر وديكور ومؤثرات امتزجت لتوافق ثقافتنا ولعل أهم ما يميز العمل أن المطرب هو نفسه الممثل ليكون أكثر إقناعاً للمتلقي، كما أن أغلب المشاركين فيه للمرة الأولى يواجهون الجمهور».

وأكد مدير عام عمليات مركز جابر الثقافي، أن ردود الأفعال تجاه ما عرض هذا المساء للنقاد والمهتمين كانت مشجعة جداً، «فأغلب الفريق يواجه الجمهور لأول مرة ورغم ذلك ردود الأفعال أثلجت صدورنا، كما أن هناك عدداً كبيراً من فريق العمل من خارج الكويت أثنوا على التجربة، وأكدوا أن عملاً بهذا الحجم يصلح للعرض في أوروبا وبرودواي».

ولفت إلى أن العالم يترقب هذا النوع من الفنون لاسيما أن المنطقة بالنسبة لهم مجهولة فنياً، مشيراً إلى أن هذا العمل يشكل حافزاً لمزيد من الإبداعات مؤكداً أن ردود أفعال الجمهور هي الأهم، لكن تلك الإشادة تعزز من ثقتهم في أنفسهم خصوصاً أن الأوركسترا المشاركة في المسرحية 70 في المئة من أعضائها هم كويتيون.

وشدد على أن «مذكرات بحار» عمل مجاميع وليس أفراداً، ويضم من 250 إلى 300 شخص مشارك في صناعة هذا العرض إلى أن خرج إلى النور، وأكد أن الموسيقى المقدمة في العمل ليست سطحية بل الموسيقى في الموروث الكويتي لها وظائف محددة، مضيفاً أن «كل قالب موسيقي يعبر عن وظيفة أو حدث، ولاشك أن المبدعين الذين قدموا "مذكرات بحار" في السبعينيات بذلوا جهداً كبيراً ونحن ممتنون لهذا الجهد ونحاول اليوم الاستعانة بالتقنيات الحديثة لنبسط هذه المعلومات للأجيال الجديدة والعروض القادمة ستخاطب أيضاً غير الناطقين باللغة العربية».

قالب درامي

«مذكرات بحار» بحلة درامية في مركز جابر الثقافي

أما الروائي والكاتب سعود السنعوسي فقال: «عندما تواصل معي القائمون على مركز جابر الثقافي وأخبروني بإعادة عمل "مذكرات بحار" بعد تجربة 2017 لكن في قالب درامي مسرحي كان الأمر مقلقاً بكل تأكيد، لأن العمل متكامل نصاً وغناء وموسيقى، فكان السؤال ما الذي نستطيع أن نضيفه على العمل بعد 40 عاماً، كان الخط الدرامي هو ما كان ينقص "مذكرات بحار" إذا ما تحدثنا عن عمل مسرحي، لاشك أن التحدي كان كبيراً أن نقدم شيئاً يمثل إضافة دون المساس بقيم العمل الأصلي، التجربة كانت أن تكون المدة الزمنية للعمل ساعتين من أصل 80 دقيقة مساحة الغناء، إذاً نحن بصدد 40 دقيقة تقريباً نوظف فيها حدثاً درامياً يربط بين الأغاني الـ 12 قوام الأوبريت، سواء البحر أو "النسائية التقليدية" داخل المنزل، لهذا السبب جاءت الرؤية بالشكل الذي شاهدتموه مع استثمار نصوص من ديوان الشاعر الراحل محمد الفايز داخل النص بأن تتحدث شخوص العمل ببعض قصائد الفايز من ديوان "مذكرات بحار" إضافة إلى البداية والخاتمة تصدت لها في دور الراوية الإعلامية فيحاء السعيد».

وأضاف السنعوسي أن «بعض الشخوص أيضاً تم استلهامها بالأسماء من ديوان الفايز مثل شخصية أمينة التي تكرر ذكرها في أكثر من موضع في ديوان "مذكرات بحار" وابنها الرضيع إضافة إلى بعض الشخصيات التي مرت في التاريخ الكويتي مثل موضي العبيدي، وإن لم تكن هي الشخصية المقصودة بذاتها ولكن تم استلهام معاناة موضي العبيدي وهي معاناة من فقد غريقاً في البحر».

قسوة الحدث

ورد الروائي الشاب على ما ذهب إليه البعض من قسوة الحدث الذي يتضمنه الفعل الدرامي للمسرحية موضحاً أن «ذلك الأمر كان مقصوداً لأني أعتقد أن هذا ما أراد أن يقوله محمد الفايز في ديوانه، نحن نحب الجزء البطولي والملحمي ولكن من يقرأ ديوان الفايز سيتعرف على معاناة أهل البحر».

المخرج تاما ماثيسون المتمرس في الأعمال الأوبرالية ثمن تصديه لإخراج عمل في الكويت وبهذا الحجم الذي يعبر عن تاريخ وإرث الشعب الكويتي الثقافي وما يتضمنه من قصة مميزة ولوحات غنائية راقية تمزج بين الرومانسية والحزن والفرح مؤكداً أن هذا العمل بضخامته وثراء مكوناته لا غبار أنه يصلح للعرض في أكبر مسارح بروداوي.

مقتطفات

- حرص على حضور البروفة الفنان القدير شادي الخليج ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي والكاتب بدر محارب وعدد كبير من المهتمين بالشأن الفني.

- تابع الحضور 45 دقيقة من العرض لاقت استحسان الجميع في ظل الجهد المبذول للخروج بصورة مشرفة من ناحية الأداء التمثيلي والموسيقى والديكورات الضخمة التي احتلت المسرح الوطني وكانت تتحرك بسهولة ويسر لإتاحة الفرصة أمام الممثلين للحركة فضلاً عن توظيف الشاشة العملاقة وتقنية الهولوجرام باحترافية عالية.

- بدا واضحاً مدى الانسجام بين المخرج تاما وفريق العمل والتفاهم بينهم.

- في ختام المؤتمر تابع الحضور كلمات ممثلي الجهات الراعية للمسرحية.

عرض «مذكرات بحار» من بطولة الخرجي ونخبة من الممثلين الشباب يواجهون الجمهور للمرة الأولى
back to top