البرميل بـ 100 دولار لولا زخم الإنتاج الأميركي

تكساس منفردة تضخ 5 ملايين برميل في اليوم

نشر في 19-04-2019
آخر تحديث 19-04-2019 | 00:00
No Image Caption
يواصل إنتاج النفط الخام الأميركي تزايده الكبير، ففي عام 2018 زاد إنتاج الولايات المتحدة 17 في المئة عن مستوى السنة السابقة في ديناميكية أثرت على الجوانب الجيوسياسية ورسمت مساراً جديداً للدبلوماسية الأميركية العالمية.

ووصل الإنتاج السنوي الأميركي من النفط الخام إلى مستوى قياسي العام الماضي بلغ 10.96 ملايين برميل يومياً، وهذا أعلى بـمقدار 1.6 مليون برميل يومياً عن المستوى اليومي لعام 2017.

وفي شهر ديسمبر 2018 وصل الإنتاج الشهري للخام الأميركي إلى 11.96 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى شهري لإنتاج النفط الخام في تاريخ الولايات المتحدة، بحسب قول الوكالة الدولية للطاقة يوم الثلاثاء الماضي. والأكثر من ذلك، أن الإنتاج الأميركي من النفط الخام ازداد بصورة بارزة خلال السنوات العشر الماضية مدفوعاً بشكل رئيسي بالإنتاج من التشكيلات الصخرية باستخدام الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي، أي ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية الآن أن يستمر إنتاج النفط الخام الأميركي في النمو خلال هذه السنة، وفي 2020 أيضاً، وأن يبلغ متوسط الإنتاج 12.3 مليون برميل يومياً و13 مليون برميل يومياً على التوالي.

ريادة ولاية تكساس

وليس مفاجئاً أن تكساس لا تزال تتصدر الإنتاج الأميركي على نحو مشابه للدور الذي قامت به في السبعينيات من القرن الماضي عندما كانت تلك الولاية مسؤولة إلى حد كبير عن تمكين الولايات المتحدة من لعب دور المنتج المتمم في أسواق النفط العالمية، قبل أن تتخلى عن هذا الدور لمصلحة السعودية وقيادة منظمة "أوبك" طوال العقود الأربعة التالية.

وشكلت تكساس 40 في المئة من إجمالي إنتاج النفط الوطني العام الماضي. وأضافت وكالة الطافة الدولية أن تكساس حصلت على المركز الأعلى في كل سنة تقريباً منذ عام 1970 باستثناء فترة قصيرة من 1988 عندما أنتجت ألاسكا كمية من النفط تفوق إنتاج تكساس ومن 1999 حتى 2011 عندما كان الإنتاج من منطقة الأوفشور في خليج المكسيك أعلى.

وبلغ متوسط إنتاج النفط الخام في تكساس 4.4 ملايين برميل يومياً في سنة 2018 ووصل إلى مستوى قياسي شهري بلغ 4.9 ملايين برميل يومياً في شهر ديسمبر، وازداد إنتاج تكساس السنوي في العام الماضي بحوالي 950 ألف برميل في اليوم وكان مدفوعاً إلى حد كبير بالإنتاج من منطقة بيرميان في غرب تكساس، وشكل ذلك الإنتاج حوالي 60 في المئة من الزيادة الإجمالية في الإنتاج الكلي الأميركي للنفط في السنة الماضية.

أحدث المعلومات

الزيادات في إنتاج النفط في منطقة بيرميان، التي تغطي أجزاء من تكساس ونيو مكسيكو رفعت أيضاً 215 ألف برميل يومياً أو 45 في المئة من زيادة الإنتاج في نيو مكسيكو في 2018 وكان ذلك المستوى الثاني الأكبر للنمو على مستوى الولاية في العام الماضي وشكل 13 في المئة من إجمالي الزيادة في الولايات المتحدة ووضع مستوى إنتاج قياسياً جديداً سنوياً في نيو مكسيكو.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة في أحدث تقرير لها عن وضع الطاقة في الأجل القصير، إن متوسط إنتاج النفط الخام الأميركي بلغ 12.1 مليون برميل في اليوم خلال شهر مارس الماضي مرتفعاً بـ 0.3 مليون برميل يومياً عن متوسط شهر فبراير.

كما تنبأت وكالة الطاقة الدولية أيضاً أن يبلغ متوسط إنتاج النفط الخام الأميركي 12.4 مليون برميل يومياً في هذه السنة و13.1 مليوناً في 2020 مع صدور معظم النمو من منطقة بيرميان في تكساس ومن نيو مكسيكو.

ويعتبر إنتاج النفط الأميركي العامل الرئيسي إلى جانب مخاوف النمو الاقتصادي العالمية الذي يمنع أسعار النفط العالمية من الارتفاع الى أعلى من المستويات التي بلغتها حتى الآن.

ووصلت أسعار نفط الأساس العالمية وبرنت والخام الأميركي وغرب تكساس الوسيط إلى مستويات عالية وسط اضطرابات جيوسياسية متنامية إضافة إلى استمرار السعودية وأعضاء منظمة "أوبك" في تقليص الإنتاج في جهد يهدف إلى خفض مزيد من الإمدادات العالمية، وإبقاء الضغط على الأسعار.

ووصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر يوم الاثنين الماضي مع تجاوز سعر نفط غرب تكساس الوسيط 64 دولاراً للبرميل وبلوغ خام برنت 71 دولاراً.

الثقل المقابل

يقوم الإنتاج الأميركي الممتاز بدور الثقل المقابل أو الموازن في جانب الامدادات في معادلة أسواق النفط العالمية معوضاً إلى درجة معينة على الأقل النقص الناتج من المشاكل الجيوسياسية وخفض في الإنتاج في ليبيا التي تواجه قتالاً حول العاصمة طرابلس إضافة إلى العقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا.

ومن دون إنتاج نفطي أميركي قوي كان يمكن للأسعار أن ترتفع فوق 100 دولار للبرميل الآن كما كان الحال في عام 2008 عندما وصلت الأسعار إلى مستوى قياسي فوق 140 دولاراً للبرميل.

حالة خاسرة لترامب

في خطوة بدت مريحة للسعودية، أدرجت الادارة الأميركية الحرس الثوري الإيراني على قائمة الجماعات الإرهابية، مما أدى إلى زيادة حدة التوتر بين واشنطن وطهران. وقال الرئيس ترامب في بيان رسمي، إن الحرس الثوري الايراني يشارك في تمويل ودعم الارهاب وهو أداة رئيسية للحكومة في توجيه وتنفيذ حملات إرهابية دولية.

وردت إيران يوم الثلاثاء الأسبق بخطوة مماثلة إذ شجب الرئيس الإيراني حسن روحاني خطوة الولايات المتحدة واصفاً إياها بأنها "الرأس الحقيقي للإرهاب العالمي" في حين وصف القوات الأميركية في الشرق الأوسط بالمجموعات الإرهابية.

ما يتبقى علينا رؤيته بالنسبة إلى أسواق النفط العالمية هو ما إذا كان ترامب سوف يوسع الإعفاء من العقوبات على عملاء النفط الإيراني. وعلى أي حال فقد وضع ترامب نفسه في حالة الخسارة لأنه إذا منح المزيد من الإعفاءات كما فعل في فصل الخريف الماضي فسوف يستمر في إثارة المتاعب للمنتجين الآخرين مثل السعودية التي أبدت استياءها في السنة الماضية تجاه منح أول مجموعة من هذه الإعفاءات.

وعلى أي حال إذا فعل ذلك فسوف يضيف مزيداً من براميل النفط إلى الإمدادات العالمية، ويحد من فرص ارتفاع الأسعار. وإذا أوقف إعفاءات النفط الإيراني فسوف تقل إمدادات أسواق النفط العالمية مما يفضي إلى زيادة أسعار النفط والبنزين في الولايات المتحدة وهذا أمر غير مرغوب مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في سنة 2020.

* ● تيم ديس

(أويل برايس)

back to top