ندوة «إعادة صياغة الاستراتيجية الثقافية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية» دشنت فعالياتها

ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مدار 3 أيام

نشر في 17-04-2019
آخر تحديث 17-04-2019 | 00:00
من فعاليات الجلسة الأولى
من فعاليات الجلسة الأولى
انطلقت صباح أمس أعمال الندوة الفكرية "إعادة صياغة الاستراتيجية الثقافية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية"، التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بحضور الأمين المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، ورئيس قطاع البيئة والإنسان في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون د. عادل الزياني، وعدد من المفكرين والمختصين من الكويت ودول الخليج، وتستمر 3 أيام خلال جلسات صباحية ومسائية.
افتتح رئيس قطاع شؤون الإنسان والبيئة بالأمانة العامة لمجلس التعاون د. عادل الزياني ندوة "إعادة صياغة الاستراتيجية الثقافية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية"، بكلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين قائلا: "يشرفني أن أمثل الأمانة العامة في اجتماعكم وندوتكم الفكرية، كما يشرفني أن أرفع خالص الشكر والامتنان إلى صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، وإلى حكومة دولة الكويت الرشيدة والشعب الكويتي على الدعم اللامحدود لكل ما له علاقة بالعمل الخليجي المشترك".

وأضاف الزياني: "دعونا نستذكر تاريخ العمل الثقافي الخليجي المشترك منذ إنشائه، حيث عقد 22 اجتماعا لوزراء الثقافة في مجلس التعاون الخليجي تخللها الكثير من القرارات، حيث أقر اجتماع الرياض في القمة الثامنة عام 1989 خطة التنمية الثقافية بدول مجلس التعاون، ثم إقرار الاستراتيجية الثقافية في القمة 29 بمسقط عام 2008 مدة 10 سنوات، تلى ذلك تنفيذ ومتابعة الاستراتيجية في الوزارات والمؤسسات الثقافية، على أن تراجع كل 3 سنوات، بعضها مرتبط بمتابعة الاستراتيجية، وكان آخرها في الاجتماع الأخير 22 عام 2016 للوزراء، بإعادة صياغة الاستراتيجية عام 2017، لتكون مواكبة للأحداث والرؤى المستقبلية".

وذكر "ها نحن اليوم نجتمع في هذا المحفل لنتدارس ما تم انجازه، وما هو مطلوب للمرحلة القادمة لتقديم رؤية جديدة ومشروع عمل استراتيجي للعمل الثقافي المشترك في دول الخليج، ليتم تقديم ما أنجز لوزراء الثقافة في اجتماعهم القادم".

وقال: "هناك مؤشرات إيجابية للتفاؤل تجاه إضافة إنجازات ثقافية مشتركة من خلال ما تم إنجازه سابقا، والإرادة السامية لأصحاب السمو والجلالة قادة دول مجلس التعاون".

تجدر الإشارة إلى أن مؤشرات قياس عمل الاستراتيجية السابقة خلال السنوات العشر الماضية تفيد بأن أكثر من 75 في المئة من المؤشرات كانت ايجابية، وتم إنجاز أكثر من 50 في المئة من المشاريع والبرامج المشتركة، وأن نسبة الإنجاز في المشاريع الثقافية الحالية بلغت نحو 25 في المئة في ظل الحاجة الى تمويل مالي كبير.

الجلسة الأولى

وبدأت الجلسة الأولى التي أدارها الأستاذ عبدالله بشارة، وتحدث فيها كل من د. عبدالله الجسمي، ود. حامد عبدالله من جامعة الكويت، والبداية كانت مع د. الجسمي الذي ألقى ورقة بحثية عنوانها "الأمن الثقافي في دول مجلس التعاون" استعرض فيها الأسس التي يجب أن نقوم عليها الخطة الثقافية، استجابة لمتطلبات الواقع، ومنها: طبيعة المرحلة التي تمر بها المنطقة، والتحديات التي تواجه منظومة دول مجلس التعاون، وتحويل المنطقة الى مراكز تجارية ومالية، وتنويع مصادر الدخل، ومواجهة الثورة الصناعية.

وطالب الجسمي بالعودة إلى الطابع الثقافي العلمي، والتحديات التي تواجه منظومة دول مجلس التعاون في المنطقة، بالإضافة الى مواجهة التحديات الخارجية.

من جانبه، قدم د. حامد عبدالله ورقة عنوانها "الأمن الفكري والتطرف الديني في دول الخليج العربي... إشكالياته واستراتيجيات تعزيزه" يقول في ملخصها:

تشهد منطقة الشرق الأوسط موجة متصاعدة من التهديدات المركبة والمرتبطة بانتشار الصراعات البينية والأهلية في مرحلة ما بعد الانتفاضات العربية، وأفضت إلى تمدد تنظيمات العنف الجهادي في الإقليم، على المستويات الفعلية (على الأرض)، والفكرية (داخل العقول)، حيث وُظفت أدوات التواصل ووسائل الاتصال المبتكرة لتخترق ما يمكن تسميته بـ"الحاجز النفسي"، وتتوسع في عمليات التجنيد المتعدد المخاطر، مما أفرز جملة من التحديات على مستوى النظام والدولة من جهة، ومسارات التفاعل المجتمعية والفكرية من جهة أخرى.

وتعنى هذه الدراسة بالبحث في الاستراتيجيات الخليجية الكفيلة بمواجهة "الإرهاب الفكري" كإحدى وسائل تعزيز الأمن القومي لتشمل السياسات والخطط والآليات الضامنة لتحقيق استقرار الدولة وصيانة وحدتها، وضمان معتقداتها وتعزيز ثقافتها، بما يرسخ قيم التواصل الاجتماعي الإيجابي، ويضمن وحدة مختلف فئات المجتمع وقيم الحوار والتفاعل المشترك فيه، وهو ما يستدعي إعادة صياغة الأفكار البناءة وتفعيلها لمواجهة تحديات انتشار الانحراف الفكري عبر استراتيجيات بناءة لتحقيق الأمن الفكري، سواء من خلال الوحدات الاجتماعية الصغرى ممثلة في الفرد، وصولا إلى الوحدة الجامعة الكبرى ممثلة في الدولة.

وعقب حديث الباحثين، فتح مدير الجلسة باب الحوار والنقاش، وشهدت الجلسة الأولى العديد من المداخلات.

الجلسة الثانية

أما في الجلسة الثانية التي أدارها د. علي الصراف فتحدثت كل من د. وفاء الشامسي من سلطنة عمان، ود. كافية رمضان من الكويت.

من جانبها، استعرضت د. الشامسي ورقتها البحثية، التي حملت عنوات "المبادرات القرائية وأثرها في المجتمع، سلطنة عُمان نموذجا"، والتي تمحورت حول الأثر التربوي، والاجتماعي، والمعرفي، والنفسي للقراءة على الطفل، وآليات تعزيز سلوك القراءة لدى الطفل، والمبادرات المؤسسية والفردية القرائية والثقافية الموجهة للطفل (تعريفها، أهدافها، ونماذج من أنشطتها القرائية، ما حققته هذه المبادرات من إنجازات ارتبطت في شقها الأول بالطفل العُماني، وبالمربي في الشق الثاني). واختتمت ورقتها بتوصيات ومقترحات لتعزيز سلوك القراءة في مختلف المجتمعات. وحول "دور الثقافة في تنشئة الأطفال وتهيئتهم للمستقبل" تحدثت د. كافية رمضان قائلة في مقدمة ورقتها: تنعكس ثقافة المجتمع على ثقافة الطفل في كل مكان، فلا تستطيع هذه الثقافة أن تنفصل عن منبعها أيا كان هذا المنبع، "صافيا أو كدرا". ولما كانت الثقافة متغيرة، بل على درجة عالية من السرعة في التغير، لذا لزم أن تعتني المجتمعات بمواكبة المستجدات التي تحيط بعالم الطفل كي تساعده على التكيف والتقبل والنمو. ولما كان الطفل -بحق- هو نصف الحاضر، وكل المستقبل، لذا لابد من الوعي بماذا علينا أن نعمل، فالشق القصدي من عملية الثقيف يحتاج إلى وعي في التخطيط، وجهد في التطبيق، وقدرة عالية على التقويم، وتعديل المسار حينما يلزم ذلك.

فالمجتمعات لا ترتقي بفعل تقادم الزمن وحده، أو الاتكاء على الثقافة الموروثة بصالحها وطالحها، ولكنها ترتقي بالفعل القصدي الذي يستند إلى العقول المفكرة والجهود الفاعلة.

وتساءلت رمضان: كيف السبيل لاستراتيجية إنمائية لثقافة الطفل؟ وتمضي في الاجابة من محور ورقتها "يلزم لوضع استراتيجية إنمائية لثقافة الطفل العناية بثلاثة أبعاد: المصادر، والمبادئ، والأهداف.

قائد العمل الإنساني

استعرض الأمين المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني د. بدر الدويش في مداخلته دور الكويت الثقافي والإصدارات الثقافية التي ساهمت في تنمية الوعي الثقافي العربي، منها مجلة العربي، وعالم المعرفة، وعالم الفكر، والثقافة العالمية، ومن المسرح العالمي، هذه الإصدارات وغيرها وصلت الى كل بيت عربي، وساهمت بشكل ملحوظ في التنمية والثقافية العربية.

وحول البعد الإنساني في الثقافة أشار الدويش إلى تكريم الأمم المتحدة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد قائدا للعمل الإنساني، والكويت مركزا إنسانيا عالميا، بالإضافة الى تكريم مجموعة البنك الدولي لسمو الأمير قائدا ورائدا في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وهذا العمل الإنساني هو أحد روافد العمل الثقافي، الذي تتميز به دولة الكويت منذ وقت مبكر.

اليوم الأول من الندوة شهد مشاركات ثرية حول الأمن الثقافي والفكري ومحاور عدة
back to top