برنامج صناعي كويتي صيني

نشر في 15-04-2019
آخر تحديث 15-04-2019 | 00:30
 أحمد راشد العربيد قبل أسبوعين أرسلت د. فاطمة العبدلي إلى النافذة الخاصة بمبادرة الكويت عاصمة النفط في العالم، تغريدةً استمر نقاشها بضعة أيام على صفحات الواتسآب الخاصة بين المبادرين. وتحمل د. فاطمة شهادة الدكتوراه في علوم الصحة البيئية والصناعية من جامعة ميتشچن في مدينة آن آربر بالولايات الأميركية المتحدة في عام 1990، وهو تخصص علمي ورئيسي للصناعة النفطية، أما التخصص المتعلق بالبيئة فالمبادرة وصناعات كثيرة في أمسّ الحاجة إليه. وهناك عشر عضوات كويتيات أخريات يشاركن في العمل بفريق المبادرين، الذي يتكون من أربعين عضواً من الذكور والإناث، ويحملون تخصصات أخرى مهمة.

في التغريدة عرضت د. فاطمة أحدث الدراسات والبيانات، التي نُشِرت في السوق النفطي مؤخراً والخاصة بتنبؤات أحد بيوت الخبرة المتخصصة في أداء السوق ابتداءً من تبيان حجم الاستهلاك السنوي العالمي، وذكر جميع أنواع الطاقات المتاحة وتوزيعها على مناطق العالم ودوله، وذكر كميات الإنتاج المتوقعة مستقبلاً، وغير ذلك من المعلومات والتحليلات النافعة للمتابعين.

قد يتساءل بعض القراء ما هي بيوت الخبرة هذه التي تمتلك كل هذه المعلومات؟

هذه البيوت هي مكاتب تجارية، قد تكون تابعة لبنوك أو مؤسسات مالية خاصة تملك أعداداً من الخبراء المقتدرين على صياغة التقارير المقنعة، ولديهم كنوز من المعلومات والدراسات التي تمكنهم من إقناع أصحاب القرار في الدول التي تكلفهم بعمل هذه الدراسات، وباعتباري كنت أحد القياديين في مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها فقد شاركت في كثير من الاجتماعات مع بيوت الخبرة، وفي كل مرة نجتمع معهم يخامرني الشك في مصداقية بعض ما يطرحون من آراء، لكنني أعجز عن تحدي آرائهم؛ لعدم توافر المعلومات الدقيقة لبناء طرح أستطيع به تحدي نتائج دراساتهم.

ومن أمثال هذه المكاتب وود مكنزي، ومورقن ستانلي، وبوستن للاستشارة، وبرايس ووتر هاوس، وارثر دي لتل، وغيرها.

وفي فبراير عام 2012 تأسست المبادرة، واتخذنا قراراً بعدم تأييد نظرية نضوب النفط قريباً، ومن حسن الحظ أنه في آخر ذلك العام نفسه، أعلنت وكالة الطاقة الأميركية، في وقت لاحق، أن الدراسة التي بدأت في خمسينيات القرن الماضي واستمرت حتى عام 2012، والتي قام بها خمسون متخصصاً في مجال النفط لتحديد موعد نضوب النفط، لم يعد لها نصيب من المصداقية، إذ تجاوزت توقعاتها المتكررة، فكان هذا الإعلان بمثابة الرصاصة التي قضت على هذه النظرية إلى الأبد.

قام أحد بيوت الخبرة هذه، وهو مورقن ستالي مؤخراً، بتقديم توقعاته وتنبؤاته بشأن الصين ودول أخرى، وقد اخترنا الصين لمقالنا هذا لارتباطها بالخطة الإنمائية للكويت، والسعي الحثيث للحيازة على موقع للكويت في طريق الحرير الجديد.

ويتوقع بيت الخبرة مورقن ستالي أن الطلب على النفط سيرتفع إلى الذروة في الصين قبل الموعد المتوقع في عام 2025، ثم يعاود الانخفاض لتأثره بدخول السيارات الكهربائية في الخدمة، إضافة إلى تأثير استخدام القطارات بتوسع.

ولكن في الوقت نفسه سيزداد الطلب على النفط من الدول الصناعية التي تعتمد على الإنتاج النفطي الصيني لتتوافق مع خططها الإنمائية.

إذا صح هذا السيناريو فإن هناك فرصة كبيرة للكويت إذا اتبعت "النهج الصناعي الحديث" (نصح) الذي تدعو إليه مبادرتنا بما يحقق برنامجاً صناعياً مشتركاً بين الكويت والصين يعظم القيمة المضافة من البرميل النفطي الكويتي، فضلاً عن تعزيز موقع الكويت على طريق الحرير.

back to top