عبد الحليم كركلا: لا قيمة لفنّ لا يشبهنا!

جامعة بيروت العربية كرّمته في لقاء بعنوان «قصة نجاح»

نشر في 15-04-2019
آخر تحديث 15-04-2019 | 00:15
على مسرح قاعة جمال عبد الناصر، نظمت دائرة العلاقات العامة في جامعة بيروت العربية للسنة السابعة على التوالي لقاءً بعنوان "قصة نجاح" تمّ فيه تكريم عبد الحليم كركلا بحضور رئيس الجامعة الأستاذ عمرو جلال العدوي، ومشاركة الرئيس حسين الحسيني، ومستشار رئيس مجلس الوزراء عمار حوري، ومجموعة من أهل الفن والإعلاميين. واللقاء هذا يتجدد كل سنة لتسليط الضوء على الشخصيات المميزة.
ألقى الشاعر طلال حيدر في بداية الحفل كلمة وصف فيها صديقه كركلا "صديق العمر"، قائلاً: "أتينا من رائحة تراب بعلبك وحصدنا مواسم التراث معاً، صغاراً كنا نتجول كركلا وأنا بين الهياكل، كان يقلقه جسد تجذبه الأرض إليها فلا يرتاد الهواء ولا يتناثر في الفضاء فراح يكتب بالجسد لغة لا تجيدها إلا جسدا يسير على الماء. جلس عبد الحليم كركلا مع قدره ورسما معاً مسيرته الإبداعية في المسرح الغنائي الراقص عبر نصف قرن من الزمان من القفز بالزانة نحو الأعلى الى القفز فوق المراحل نحو المستحيل".

ثم أدارت مديرة العلاقات العامة زينة العريس الحوار، واستهلت الفقرة بكلمة ترحيبية عرضت فيها أبرز الاعمال الناجحة لكركلا، موضحةً أنّ المكرّم "سقى من عرقِه وجهده المسارح كافة، ليسطع نجم لبنان عاليا في سماء العالمية".

وأضافت: "الكلام عنه أشبه بعطرٍ من فخرٍ نتسلَّح به ونذهب الى أيِّ حدث فني وثقافي متباهين بمبدعٍ من لبنان روى مسرحه كما يروي الوفاء الأرض الطيبة، فوقف على مسرح الحياة اسما لبنانيا مرموقا وعلما خفَّاقا بين نسائم الإبداع".

وشاطر كركلا الحضور تجاربه الفنية والخبرات التي يشكل التراث والأرض محورها الأساسي، وأعطى كركلا الأولوية للمضمون لأنه قاهر للزمن، أما الشكل فيتغير مع كل جيل جديد وضوء جديد.

أسئلة وعِبَر

وأجاب كركلا عن أسئلة طرحتها العريس، فتحدث عن بداياته في عالم الرياضة، وحوزه بطولة لبنان في لعبة القفز على «الزانة» مرات عدة ودراسته لعلوم المسرح الراقص وتاريخه في مدرسة «مارتا غراهام» في لندن، والتحاقه بمعهد الرقص التعبيري في ديجون في فرنسا.

وأكّد كركلا أنه يستوحي أعماله "من التراث ومن التاريخ العربي وحكايات الشرق من مسيرة بدوي في الصحراء، حيث الموسيقى الفطرية تنبعث من أقدام جمل أو فرس على رمال الصحراء، ورعى الملك حسين ملك الأردن الراحل الجولات التي قامت بها فرقته في أوروبا وأميركا، وجاءت الرعاية هذه نتيجة لتأثره بعمل "الخيم السود" الذي يتحدث عن الحياة البدوية".

وأعقب قائلاً: "إذا كنت فناناً تستطيع الولوج لأعماقك لطرق باب الإبداع عبر تراثك، وهويتك، وموقعك. فلا قيمة لفنّ لا يشبهنا. علينا إذاً أن نبحث عن فنّ يحاكي ما بداخلنا فننقله بدورنا إلى الآخرين كي نعرّف العالم به".

أما عن العالمية فجاوب: "نقل حضارتنا إلى العالم أمر بالغ الأهمية، ولكن علينا اعتماد صيغة معاصرة لذلك أي إقامة حوار بين الماضي والحاضر. علينا كذلك أن نبحث في التاريخ عن موضوعات تؤثّر في العالم وتعبق بالعِبر الإنسانية، من هنا جهدي المستمرّ في إبراز وجه لبنان المشرق في الحضارة العربية وفي مسيرة المعرفة".

ثم انتقل للحديث عن أسرته وعن ابنه وابنته وكيفية زرعه لروح التراث والأرض فيهما، مؤكداً تضافر الجهود في العائلة لإنجاح العروض الراقصة، فلكل فرد فيها دور فني في الفرقة فابنته إليسار تتولّى مهمة تصميم الرقص في حين يهتم الابن إيفان بالاخراج.

ولم يتجنّب كركلا الحديث عن المستقبل والطموح وقال: "لن أتوقف، فأنا أحب الإتيان بعملٍ مختلفٍ وغير مألوف ولا قيمة لطموح بلا معرفة. يجب أن ينقل صاحب الرسالة الفنية مضموناً إنسانياً الى العالم عبر بنيته المسرحية الموسيقية الراقصة. وأنا دائم البحث عن وسائل لتخطّي ذاتي في كلّ عمل، وأفتش دوماً عن آفاق جديدة من حيث المواضيع والألحان والتوزيع الموسيقي".

وفي ختام اللقاء، قدّم رئيس الجامعة درع الجامعة الى الفنان كركلا كعربون وفاء وتقدير لجهوده وعطاءاته المثمرة طوال السنوات الماضية.

أستوحي أعمالي من التراث والتاريخ العربي وحكايات الشرق من مسيرة بدوي في الصحراء كركلا
back to top