المعارك تشتدّ جنوب طرابلس وتكثيف الغارات الجوية في ليبيا

نشر في 13-04-2019 | 01:56
آخر تحديث 13-04-2019 | 01:56
No Image Caption
دارت معارك عنيفة الجمعة بين قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأسرة الدولية وقوات المشير خليفة حفتر في ضاحية طرابلس الجنوبية حيث خلّفت المواجهات عشرات القتلى وآلاف النازحين.

ومنذ 4 أبريل يشنّ حفتر، الرجل القوى في شرق ليبيا والذي يطلق على قواته اسم «الجيش الوطني الليبي»، هجوماً على العاصمة الليبية حيث مقرّ حكومة الوفاق.

ويأمل حفتر المدعوم من سلطات مقرّها في الشرق وغير معترف بها دولياً، أن يوسّع نطاق سيطرته التي تشمل حالياً شرق البلاد وقسماً كبيراً من جنوبها إلى الغرب الليبي الذي تسيطر عليه حكومة الوفاق.

في المقابل تقاوم القوات الموالية لحكومة الوفاق وتؤكّد عزمها على شنّ هجوم مضادّ.

وبعد مباحثات مطوّلة وافق الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه الخميس على إعلان دعا «الجيش الوطني الليبي» إلى «الانسحاب» من العاصمة وكذلك قوات أخرى أتت من مناطق أخرى للقتال.

ورغم هذا النداء اشتدّت المعارك الجمعة على عدة جبهات في الضاحية الجنوبية للعاصمة خصوصاً عين زارة ووادي الربيع والسواني.

وشاهد صحافيون لفرانس برس كانوا وراء خط الجبهة في جانب القوات الموالية لحكومة الوفاق غارة جوية على وادي الربيع.

وتحدث شهود آخرون عن غارة جوية أخرى في تاجوراء في الضاحية الشرقية للعاصمة استهدفت أكاديمية عسكرية، وقالت المصادر نفسها إنّ «سحابة من الدخان ارتفعت في السماء من هذا الموقع».

وسُمع دوي مضادات جوية في هذه المنطقة التي يقع فيها مطار معيتيقة الدولي، وهو المطار الوحيد العامل في طرابلس والذي استهدف قبل أيام بغارة جوية أعلن «الجيش الوطني الليبي» مسؤوليته عنها.

وشُنّت غارة جوية أخرى على ثكنة «مهجورة» جنوب مدينة زوارة قرب الحدود التونسية على بعد مئة كلم غرب طرابلس دون سقوط ضحايا، بحسب مصدر أمني ميداني نسب الهجوم إلى قوات حفتر.

وأضاف المصدر طالباً عدم كشف هويته «لا نفهم أسباب هذه الغارة»، مذكّراً بأنّ القوات في زوارة لا تشارك في المعارك.

واحتدمت المعارك في ضاحية السواني على بعد 20 كلم جنوب طرابلس ما دفع بعشرات الأسر إلى مغادرة مناطق القتال، بحسب مصدر أمني.

ونزح أكثر من 9500 شخص جرّاء المعارك في ضواحي طرابلس نصفهم في اليومين الماضيين، كما أعلنت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتّحدة الجمعة.

من جهته قال ريال لوبلان المتحدّث باسم الأمم المتحدة في جنيف إنّ «حركة النزوح من المناطق التي تأثّرت بالاشتباكات في محيط طرابلس في ازدياد».

وأضاف أنّ «عائلات عدّة عالقة في المناطق التي تشهد معارك»، مؤكّداً أنّ الأمم المتحدة قلقة على سلامتهم، فضلاً عن قلقها بسبب نقص المواد الغذائية.

وفي بلد غارق في الفوضى منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمّر القذافي في 2011 تخشى المنظّمات الدولية من أن يدفع المدنيون مرة أخرى ثمن أعمال العنف.

وقتل عشرات الأشخاص منذ 4 أبريل وأصيب أكثر من 300 بجروح، بحسب ما أفادت منظمة الصحة العالمية الجمعة.

وفي نيويورك طلبت الأمم المتحدة الجمعة «هدنة إنسانية» في المعارك في محيط طرابلس لتسهيل خروج المدنيين وتقديم مساعدة للمحتاجين إليها.

وقال المتحدّث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك للصحافيين إنّ «المعارك مستمرة» و«هناك استخدام متزايد للمدفعية الثقيلة التي يمكن أن يكون لديها عواقب كارثية خصوصاً في المدن».

وأضاف أنّ «المعارك تمنع المدنيين من الهرب، شاهدنا استهداف طواقم طبية وسيارات إسعاف وهذا أمر غير مقبول بتاتاً»، مطالباً «بهدنة إنسانية ليتمكّن المدنيون من المغادرة بأمان ولنقل مساعدات».

من ناحيته دعا الاتّحاد الأوروبي في بيان الجمعة «كل الأطراف إلى الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية».

وأضاف البيان «على الجيش الوطني الليبي وكافة القوات التي انتشرت في طرابلس أو ضواحيها الانسحاب واحترام كل الهدنات التي دعت إليها الأمم المتحدة».

وفي النص أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه لمشاركة عناصر إرهابية ومجرمين في المعارك، وخصوصاً أشخاص مدرجة أسماؤهم من مجلس الأمن الدولي على قوائمه السوداء».

وقال مصدر أوروبي إنّ مجرمين وجماعات إسلامية متشدّدة، البعض منهم يخضع لعقوبات من الأمم المتحدة، التحقوا بخطوط الجبهة ضدّ قوات حفتر.

وأضاف المصدر طالباً عدم كشف هويته «لم يدرك حفتر أنّه بمهاجمة غرب ليبيا كان يجازف بانقلاب هؤلاء الأشخاص عليه».

وتابع «لا يمكن لحفتر الاستيلاء على طرابلس» إلاّ إذا غيّرت القوات المسيطرة على العاصمة «ولاءها».

وفي طرابلس دعت حكومة الوفاق مجلس الأمن الدولي إلى التحرّك لوقف هجوم حفتر، معربةً عن أسفها لانقسام المجتمع الدولي حول ليبيا.

وقال محمد طاهر سيالة، وزير الخارجية في حكومة الوفاق، للصحافيين «نريد تدخّلاً سياسياً وليس عسكرياً».

وأضاف «نأمل أن يتمكّن مجلس الأمن الدولي من أن يوقف القوات التي تهاجم العاصمة وأن يقنع الدول التي تدعمها بتغيير موقفها».

وبحسب الوزير الليبي فإنّه يتعين على مجلس الأمن الدولي أن يدعو قوات حفتر إلى «الانسحاب إلى المواقع التي كانت فيها قبل الهجوم على طرابلس».

وأضاف «عندما يحصل ذلك ستتوقف القوات التي تدافع عن العاصمة عن القتال».

وفي باريس قالت الخارجية الفرنسية إنّها «تتحدّث مع كافة أطراف» النزاع الليبي، من دون أن تؤكّد معلومات لصحيفة لاريبوبليكا الايطالية أفادت بأن حفتر أوفد مبعوثين إلى باريس قبل ساعات من شنّ حملته العسكرية على طرابلس.

وقالت متحدثة باسم الوزارة «على غرار شركائنا، نتحدث مع كافة أطراف النزاع في ليبيا للتوصل الى وقف لاطلاق النار».

وأضافت «لم يتم ابلاغنا بالحملة على طرابلس التي ندّدنا بها على الفور».

من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في باريس الجمعة «ضرورة أن توقف الأطراف المنخرطة في المعارك في ليبيا القتال»، بحسب الخارجية الفرنسية.

back to top