نتانياهو في طريقه للفوز بولاية خامسة

نشر في 10-04-2019 | 14:29
آخر تحديث 10-04-2019 | 14:29
No Image Caption
يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للفوز بولاية خامسة بعدما أظهرت النتائج الكاملة تقريباً للانتخابات التشريعية التي جرت الثلاثاء في اسرائيل أنه في أفضل موقع ليكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.

وتفيد الأرقام التي نشرتها وسائل الإعلام بعد فرز 97 بالمئة من الأصوات أن حزب نتانياهو سيشغل عدداً من المقاعد (35) يساوي عدد المقاعد التي حصل عليها حزب «أزرق أبيض» (يمين الوسط) الذي يقوده بيني غانتس.

لكنها تتوقع أن يتمكن نتانياهو من جذب أحزاب اليمين والحصول على دعم 65 نائباً من أصل 120 في الكنيست.

وفي هذا الوضع، يبدو من غير المرجح أن يعهد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في الأيام المقبلة لشخصية أخرى غير نتانياهو مهمة تشكيل ائتلاف حكومي.

وبذلك يحقق نتانياهو (69 عاماً) الذي يحكم بلا انقطاع منذ عشر سنوات، انجازاً كبيراً بفوزه في انتخابات اعتبرت إلى حد كبير استفتاء على شخصه، على الرغم من التهديد باتهامه بالفساد، لكن متاعبه مع القضاء يمكن أن تعود اعتباراً من الأشهر الأولى لولايته.

وكان نتانياهو أعلن قبل ساعات فوزه في الانتخابات، وقال لأنصاره الذين تجمعوا في أجواء من الحماس في تل أبيب إن الانتخابات كانت «رائعة».

وأشار إلى أن هذه الانتخابات جرت في «ظروف مستحيلة» وعلى الرغم من «وسائل إعلام معادية».

وأضاف أن «شعب اسرائيل منحني ثقته للمرة الخامسة، منحني ثقة أكبر»، وفيما بدأ اتصالات مع قادة الأحزاب اليمينية الأخرى لتشكيل ائتلاف حكومي، أكد نتانياهو أنهم قدموا «جميعاً تقريباً» الدعم له.

وأضاف «ستكون حكومة من التيار اليميني، لكنني سأكون رئيس وزراء للجميع».

في مقر قيادة حزب «أزرق أبيض» في تل أبيب، وصف غانتس الانتخابات أمام حشد من مؤيديه بأنها «يوم تاريخي، أكثر من مليون شخص صوتوا لنا».

وفي حديثه للصحافيين خارج منزله صباح الأربعاء، قال غانتس «نحن بانتظار النتائج النهائية»، وأضاف «هذا إنجاز تاريخي، لم يحدث من قبل أن شُكل حزب بهذا الحجم وهذه الروعة وبهذا العدد الكبير من خيرة الناس خلال فترة قصيرة كهذه».

دعي نحو 6,3 ملايين ناخب إلى اختيار نوابهم الـ 120 وتقرير ما إذا كان «بيبي» كما يلقب الإسرائيليون نتانياهو الذي يثير إعجاب البعض ويكرهه آخرون، يمكنه مواصلة حكمه الطويل أو أن ساعة التغيير دقت مع غانتس الحديث العهد على الساحة السياسية.

في المجموع صوت 67,9 بالمئة من الناخبين، مقابل 71,8 بالمئة في الانتخابات السابقة التي جرت في 2015.

وبدت النتيجة غير واضحة حتى اللحظة الأخيرة، وقام نتانياهو وغانتس قبل ساعتين فقط من بدء الاقتراع بتوجيه نداءات إلى مؤيديهما.

أما اليسار، فقد تلقى ضربة بحصوله على ستة مقاعد فقط وقالت شيلي ياشيموفيتش القيادية في حزب العمل التاريخي إنها «تحت تأثير الصدمة».

وحقق غانتس الذي دخل الساحة السياسية قبل ستة أشهر فقط نجاحاً كبيراً.

وقال شوشان ليفي (61 عاماً) أحد مؤيديه «انني سعيد جداً، هذه نتيجة تاريخية حتى إذا لم يشكل غانتس الحكومة المقبلة وانتصار كبير لتشكيل جديد».

وسينتزع نتانياهو في حال كلفه الرئيس ريفلين فعلاً تشكيل الحكومة، في يوليو الرقم القياسي الذي سجله ديفيد بن غوريون في مدة الحكم.

ويتوقع أستاذ العلوم السياسية جدعون راحات أن تستمر المشاورات الصاخبة بين نتانياهو وشركائه المحتملين بين أربعة وستة أسابيع، وقال «سيكون هناك ضجيج كبير وستحاول الأحزاب الصغيرة المساومة على وزارة أو إجراءات سياسية».

لكن نتانياهو سيجد نفسه بسرعة في مواجهة مشاكل القضاء، فقد أعلن المدعي العام في فبراير نيته اتهامه بالفساد والاحتيال وإساءة الائتمان، وحدد المدعي العام العاشر من يوليو موعداً لجلسة الفرصة الأخيرة قبل أن يقرر اتهامه.

ويؤكد نتانياهو براءته ويعتبر أنه ضحية حملة.

في مواجهة نتانياهو، ركز غانتس (59 عاماً) في حملته على عمله كمظلي سابق ورئيس سابق للأركان في بلد يواجه تهديدات مستمرة، وقد وعد وضع حد لسنوات من الانقسام والفساد يجسدها نتانياهو.

ركز نتانياهو في حملته على صورته كرجل قوي ونجاحاته الدبلوماسية وقربه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكذلك على النمو الاقتصادي المتواصل.

وكما فعل في 2015 لجذب أصوات اليمين، أخرج نتانياهو مفاجأة في اللحظة الأخيرة عندما أعلن استعداده لضم مستوطنات الضفة الغربية المحتلة من قبل الدولة العبرية منذ أكثر من خمسين عاماً.

وتعتبر الأسرة الدوليّة المستوطنات انتهاكاً للقانون الدولي وعقبةً أمام جهود السّلام، إذ بُنيت على أراض فلسطينيّة محتلة يُفترض أن تشكّل جزءاً من الدولة الفلسطينية المنشودة.

وتعليقا على نتائج استطلاعات الرأي عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع، رأى أمين سرّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة صائب عريقات الثلاثاء أنّ الإسرائيليّين صوّتوا بـ «لا للسلام»، وقال في بيان إنّ «الإسرائيليين صوّتوا للمحافظة على الوضع القائم، لقد قالوا لا للسلام ونعم للاحتلال».

وأضاف أن «18 نائباً فقط في البرلمان الإسرائيلي يدعمون حل الدولتين».

back to top