«رفات بوميل» هدية روسية - سورية لتعويم وتبييض نتنياهو

• واشنطن لأنقرة: تداعيات مدمرة لمهاجمة الأكراد أو تسلُّم S400
• موسكو تعد برد عسكري على «الأطلسي»

نشر في 05-04-2019
آخر تحديث 05-04-2019 | 00:04
نتنياهو يلقي كلمة خلال تسلمه رفات الجندي من وزارة الدفاع الروسية أمس (روسيا اليوم)
نتنياهو يلقي كلمة خلال تسلمه رفات الجندي من وزارة الدفاع الروسية أمس (روسيا اليوم)
مع رفع الإدارة الأميركية لهجة التهديد لتركيا ضدها، في ظل إصرارها على التحرك ضد الأكراد، وشراء منظومة S400، تكشفت خبايا استعادة إسرائيل رفات الجندي المفقود منذ 1982، مع تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين أن جيشه عثر عليه بالتعاون مع دمشق، لإعادة تكريمه في موطنه.
بعد الحديث عن وساطة قامت بها "دولة ثالثة" لاستعادة رفات الجندي الإسرائيلي زخاري بوميل، الذي فقد منذ 1982 في معركة السلطان يعقوب في البقاع اللبناني، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في موسكو، أمس، أن "الجيشين الروسي والسوري عثرا على رفاته".

وقال بوتين إن "جيشنا عثر، مع شركائنا السوريين، على مكان دفنه. ونحن سعداء جدا لأنه سيحظى بالتشريف العسكري الذي يستحق في وطنه"، مضيفا أن "روسيا سترسل الرفات إلى إسرائيل"، ووصف هذه الخطوة بأنها "تتسم بطابع إنساني بحت".

وأوضح أن هذه "العملية لم تكن سهلة بالنسبة للقوات الخاصة الروسية"، لافتا إلى "تقدير عائلة العسكري الإسرائيلي البالغ للجهود التي بذلها العسكريون الروس الذين خاطروا بحياتهم من اجل العثور على رفاته ونقلها الى إسرائيل".

من ناحيته، كشف نتنياهو عن توجهه قبل عامين بطلب إلى القيادة الروسية، للمساعدة في العثور على رفات العسكريين الإسرائيليين، مشيرا إلى أن "بوتين استجاب لهذا الطلب وأوعز للعسكريين القيام بذلك".

ولفت إلى أن "الجانب الروسي أجرى الفحوص الجينية على رفات العسكري الإسرائيلي، وسيتم تسليمه للجانب الإسرائيلي وفقا للتقاليد العسكرية"، وأعرب عن شكره لوزارة الدفاع الروسية والجيش الروسي قائلا: "لن ننسى هذا العمل الذي سيدخل التاريخ".

تعويم وتبييض

وأكدت مصادر متابعة أنه "على مسافة أيام قليلة فاصلة عن الانتخابات النيابية الإسرائيلية المقررة 9 الجاري، تأتي هذه الخطوة الروسية، لتعوّم أكثر نتنياهو وتبيّض صفحته أمام الرأي العام، فيما تتم حاليا محاكمته وزوجته في قضايا فساد".

وأضافت المصادر: "هذه الهدية تضاف إلى الهدية التي قدمها اليه ايضا الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ أسابيع، باعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان".

وتابعت: "اللافت للانتباه أيضا الموقف السوري من الرفات، فبينما تصعد دمشق ضد قرار تهويد الجولان، وقد لوح وزير خارجيتها وليد المعلم اليوم بعملية عسكرية لاستعادته، ساهم النظام عبر جنوده في إيجاد الرفات، ووافق أيضا على تسليمه لتل أبيب، في مفارقة غريبة".

تحذير أميركي

وعلى وقع العلاقات المتوترة بسبب ملفات عدة، أبرزها دعم واشنطن للفصائل الكردية، ومضي أنقرة في صفقة التسلح الصاروخي من موسكو، حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال لقائه أمس الأول، على هامش احتفال حلف شمال الأطلسي بالذكرى السنوية السبعين لتأسيسه، نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو من "التداعيات المدمرة المحتملة" لأي عملية عسكرية أحادية الجانب في شمال شرق سورية.

وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن "بومبيو أعرب عن دعمه للمفاوضات الجارية حول شمال شرق سورية، وعبر في الوقت نفسه لنظيره التركي عن قلقه من احتمال امتلاك تركيا نظام الدفاع الصاروخي الروسي S400.

مضمون الاجتماع

وإذ دعا بومبيو أنقرة أيضا إلى "حل سريع للقضايا المتعلقة بمواطني الولايات المتحدة" والموظفين الأتراك العاملين في البعثات الدبلوماسية الأميركية في تركيا "المحتجزين ظلما"، اتهمت وزارة الخارجية التركية نظيرتها الأميركية بالتصرف على نحو غير ملائم عقب لقاء بومبيو وجاويش أوغلو، متهمة إياها بإصدار بيان تضمن "مسائل لم تثر خلال الاجتماعات".

وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي إن البيان الأميركي "لم يفشل فقط في التعبير عن مضمون الاجتماع، ولكنه تضمن أيضا مسائل لم تثر حتى أثناء الاجتماع المذكور"، مضيفا أنه "تم إعداده بوضوح قبل الاجتماع، وتحالفنا يتطلب بطبيعة الحال أن يتم إعداد مثل هذه التصريحات بعناية أكبر".

صواريخ وأنابيب

وفي اليوم نفسه، حذر نائب الرئيس مايك بنس من أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي أمام سعي تركيا إلى شراء S400، مخيرا إياها "بين أن تظل شريكا مهما في أنجح تحالف عسكري في التاريخ أو المجازفة بعضويتها والتمسك بالقرارات المتهورة".

وحذر بنس ألمانيا أيضا من مغبة الاستمرار في بناء خط أنابيب "نورد ستريم 2" للغاز مع روسيا، مشددا على أن "الرئيس دونالد ترامب أوضح أننا لن نقف مكتوفي الأيدي بينما يقوم حلفاء الناتو بشراء الأسلحة من خصومنا الذين يهددون تماسك تحالفنا".

رد روسي

وفي تطور لافت، هدد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أمس برد عسكري في الوقت المناسب لمواجهة أي تهديد، مشيرا إلى ازدياد عدد المناورات العسكرية لحلف شمال الأطلسي وتضمنها "عنصرا نوويا".

وردا على تصريحات للأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرغ، قال غروشكو إن موسكو ليست هي التي تخفض "عتبة استخدام" الأسلحة النووية، بل تفعل ذلك الولايات المتحدة، عبر تعديل استراتيجيتها النووية وتطوير أسلحة جديدة.

من جهة ثانية، استدعت وزارة الخارجية الأردنية القائم بأعمال سفارة دمشق في عمان أیمن علوش، لمطالبة حكومته بالإفراج عن كل المعتقلين والمحتجزين لديها من مواطني المملكة.

وأوضح الناطق باسم الخارجیة سفیان القضاة أن أمین عام الوزارة زید اللوزي أبلغ علوش أن ینقل إلى دمشق قلق واستياء الحكومة الأردنية جراء تكرار عملیات اعتقال الأردنیین دون إبداء الأسباب.

في غضون ذلك، أعلن نائب وزير خارجية كازاخستان مختار تليبيردي أمس عقد الجولة المقبلة من "محادثات أستانة" حول سورية 25 و26 الجاري في "نور سلطان".

وعلى الأرض، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بمقتل 17 في قصف شنته القوات الحكومية على مناطق تخضع لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين روسيا وتركيا في سبتمبر الماضي.

الأردن يستدعي القائم بأعمال سفارة دمشق احتجاجاً على اعتقال مواطنيه
back to top