تصعيد غزة و«تسليم» الجولان أقوى ناخبين في إسرائيل

● الجيش الإسرائيلي يتهم «حماس» بإطلاق صاروخ اجتاز 100 كلم ويرسل تعزيزات والحركة تنفي
● نتنياهو يقطع زيارة واشنطن... وعبدالله الثاني يلغي زيارة لرومانيا بسبب موقفها من القدس

نشر في 26-03-2019
آخر تحديث 26-03-2019 | 00:05
الدمار الكبير الذي خلفه الصاروخ الذي سقط امس وسط اسرائيل (رويترز)
الدمار الكبير الذي خلفه الصاروخ الذي سقط امس وسط اسرائيل (رويترز)
أصبح التصعيد في غزة واعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجزء الذي تحتله من الجولان أقوى ناخبين في الانتخابات الإسرائيلية المبكرة، التي يطمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الفوز بها بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تستعد إدارته لإعلان خطة صفقة القرن للسلام بعد الاقتراع.
بينما كانت الأنظار معلقة على التطور في شمال إسرائيل، وتحديداً على منطقة الجولان، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته الاعتراف بضم إسرائيل للجزء الذي تحتله من الهضبة السورية، الأمر الذي اعتبر على نطاق واسع تدخلاً في حملة الانتخابات الاسرائيلية المبكرة المقررة في 9 أبريل المقبل، لمصلحة رئيس الحكومة الحالي زعيم حزب ليكود اليميني بنيامين نتنياهو، جاء التصعيد الصاروخي جنوباً في قطاع غزة، ليتحول الى ناخب رئيسي في انتخابات مبكرة تكتسي أهمية بسبب نية واشنطن اعلان خطة طال انتظارها للسلام أطلق عليها اسم صفقة القرن.

7 جرحى

وقبل أيام فقط من ذكرى مرور عام على الاحتجاجات الفلسطينية، التي اندلعت عند الحدود بين إسرائيل وغزة في 30 مارس العام الماضي تحت عنوان «مسيرات العودة»، سقط صاروخ أطلق من قطاع غزة فجر امس في بلدة مشميرت وسط إسرائيل على مسافة نحو 30 كيلومترا شمال شرق مدينة تل أبيب الساحلية التي تبعد عن القطاع أكثر من 100 كيلومتر.

وسقط الصاروخ على منزل، ما أسفر عن إصابة 7 إسرائيليين، ستة منهم أفراد عائلة واحدة، بجروح طفيفة بينها حروق وإصابات بالشظايا. وبين المصابين ثلاثة أطفال، أحدهم عمره ستة أشهر.

تعزيزات

واتهم الجيش الإسرائيلي حركة «حماس» التي تدير غزة بإطلاق الصاروخ. وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش: «لقد أنهى رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي سلسلة اجتماعات لتقييم الوضع. تقرر استدعاء لواءين عسكريين ومقر قيادة فرقة عسكرية إلى منطقة الجنوب، استعداداً لكل الاحتمالات».

وأضاف: «حماس مسؤولة. الهجوم الإرهابي الخطير سيُواجه برد ملائم. جيش الدفاع يعزز حالة الاستعداد والجاهزية في المجالات الهجومية والدفاعية لسيناريوهات متنوعة».

وقالت متحدثة أخرى باسم الجيش إنه يجري نشر التعزيزات في المنطقة، وأضافت أنه سيتم استدعاء عدد محدود من قوات الاحتياط للقيام بمهام خاصة.

وفي وقت لاحق أعلن الجيش الإسرائيلي الحدود مع غزة منطقة عسكرية مغلقة.

وكشف الجيش أن الصاروخ أطلق من منطقة رفح جنوب غزة، وأكد أنه «من إنتاج ذاتي لحماس» ويصل مداه إلى 120 كيلومترا.

خطأ ورفضت متحدثة باسم الجيش التعليق على تقارير بأن الصاروخ انطلق بطريق الخطأ بسبب الطقس السيئ، بينما بدأت تل ابيب تحقيقاً حول كيفية تخطي الصاروخ لمنظومة القبة الحديدة المضادة للصواريخ.

وأفادت تقارير بأن وفداً أمنياً مصرياً موجوداً في إسرائيل في محاولة لإعادة التهدئة، ابلغ الإسرائيليين نقلاً عن «حماس» أن الصاروخ أطلق عن طريق الخطأ.

وقال مسؤول من "حماس"، طلب عدم الكشف عن اسمه، "لا أحد من حركات المقاومة، بما في ذلك حماس، مهتم بإطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه العدو"، مضيفا أن الرسالة نفسها سلمت إلى مصر، التي تصرفت كوسيط بين إسرائيل وحماس.

وأفاد بيان بأن إسرائيل أغلقت المعابر مع قطاع غزة المحاصر أمام حركة الناس والبضائع، وأغلقت البحر أمام الصيادين الفلسطينيين.

من ناحيته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سيقطع زيارة مدتها أربعة أيام لواشنطن وسيعود إلى إسرائيل فور اجتماعه المقرر بالرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض.

وأضاف في بيان مصور «إنه هجوم بشع على دولة إسرائيل وسنرد بقوة». وتابع: «في ضوء الأحداث الأمنية قررت قطع زيارتي للولايات المتحدة. سألتقي بالرئيس ترامب خلال ساعات قليلة، وسأعود بعد ذلك فوراً إلى إسرائيل لتوجيه تحركاتنا عن كثب».

في المقابل، ألغى رئيس «حماس» يحيى السنوار خطابا «مهما جدا» كان من المقرر أن يلقيه عصر أمس بسبب تطورات الأوضاع. ونقلت قناة «العربية» عن قيادي في الحركة نفيه مسؤوليتها عن الصاروخ، وقوله إن إطلاق الصواريخ في الوقت الحالي لا تصب في مصلحة «فصائل المقاومة».

من ناحيتها، تعهدت حركة «الجهاد الإسلامي» بالرد على أي عدوان. وقال زياد النخالة، الأمين العام للحركة: «نحذر العدو الصهيوني من ارتكاب أي عدوان، وعلى قادته أن يعلموا أننا سنرد بقوة».

وتأتي هذه التطورات بعدما أطلق صاروخان من قطاع غزة باتجاه إسرائيل في 14 الجاري، الأمر الذي ردت عليه إسرائيل بغارات على نحو مئة موقع تابع لـ»حماس»، التي نفت وحليفتها حركة الجهاد أن تكونا وراء إطلاق الصواريخ.

الأسرى

إلى ذلك، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أمس، إن أكثر من 12 أسيراً فلسطينياً أصيبوا على يد القوات الإسرائيلية في سجن النقب بينهم اثنان في حالة خطيرة.

وبحسب الهيئة فقد اقتحمت قوات خاصة تابعة لمصلحة السجون عدة أقسام في سجن النقب الصحراوي، واعتدت على الأسرى خلال محاولة نقلهم بسبب إجراء تفتيشات. وأشارت الهيئة الى وقوع مشادة بين المعتقلين والسجانين الذين حاولوا الاعتداء على الأسرى، مما دفع معتقلين إلى طعن ضابط إسرائيلي وشرطي.

وحذرت منظمة التحرير الفلسطينية و»حماس» أمس من تداعيات «التصعيد» ضد الأسرى.

القدس ورومانيا

في سياق آخر، أكد الديوان الملكي الأردني أن الملك عبدالله الثاني قرر إلغاء زيارته لرومانيا، التي كان من المقرر أن تبدأ أمس، «نصرة للقدس»، وذلك في أعقاب تصريحات رئيسة وزراء رومانيا فيوريكا دانسيلا، أمس الأول، في كلمة امام مؤتمر ايباك بواشنطن عن عزمها نقل سفارة بلادها إلى القدس، ولابد من موافقة رئيس البلاد في رومانيا كلاوس يوهانيس على هذا القرار ليصبح نافذا. لكن الأخير يعارض هذه الخطوة.

وأصدر الرئيس الروماني بيانا مساء امس الأول اتهم فيه رئيسة الحكومة بـ»التسرع في إصدار مواقف علنية بغياب أي قرار بهذا الشأن». ودعت وزارة الخارجية التركية أمس جميع دول العالم الى احترام الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس.

back to top