عبق الماضي

نشر في 26-03-2019
آخر تحديث 26-03-2019 | 00:09
وأنا في عزاء العم يوسف المزيني لكم شعرت بقرب الحضور مني أو بقربي منهم، وبعضهم كان من أصدقاء الطفولة والشباب، ما زالت ملامح البعض ظاهرة على الرغم من دوران السنين والأزمان، وغابت عن الذهن بعض الأسماء نظراً لبعد مسافة السنين منذ تلك الأيام في "فريج المرقاب".
 يوسف عبدالله العنيزي في الأيام القليلة الماضية فقدت الكويت أحد رجالاتها ممن كان لهم أدوار فاعلة في نهضة البلاد وتقدمها، فقد انتقل إلى رحمة الله العم الفاضل يوسف عبد العزيز المزيني، ندعو الله له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله الصبر والسلوان وحسن العزاء.

جلست في ديوان المزيني في منطقة "الفيحاء"، وذلك لتقديم واجب العزاء، وقد امتلأ الديوان بالمعزين، تأملت الحضور ابتداء من عائلة المزيني وأقربائهم الكرام، مرورا بالحضور الكريم، ولكم شعرت بقربهم مني أو بقربي منهم، وبعضهم كان من أصدقاء الطفولة والشباب، ما زالت ملامح البعض ظاهرة على الرغم من دوران السنين والأزمان، وغابت عن الذهن بعض الأسماء نظراً لبعد مسافة السنين منذ تلك الأيام في "فريج المرقاب"، والمعروف أن أغلب ساكني منطقة الفيحاء هم ممن كانوا ساكني فريج المرقاب.

لكم تمنيت أن أجلس مع كل واحد منهم لنستعيد شريط الذكريات، ولكن للموقف قدسيته، في لحظات محدودة لكنها كانت كافية لإعادة شريط من تلك الحياة الرائعة، التقيت بالأخ العزيز يوسف الضويان، فعادت ذكريات تلك الليالي أو ما عُرفت بتسميتها "ليلة السهر"، وهي ليلة منتصف شهر شعبان من كل عام، فكنا نقضيها في منزلهم المبارك الذي يقع في "السكة الوسيعة"، ويحيط بهم من اليمين عائلة الخضر، الأستاذ نجم الخضر والأخ محمد الخضر، وعن الشمال منزل الفنان الراحل غانم الصالح.

نقضي الوقت بالمرح والسوالف، وفي آخر الليل تقريبا يقوم بعضنا بتوصيل البعض إلى منازلهم، وذلك خوفا من "الطنطل أو أم السعف والليف"، كانت السكة هوانا وألعاباً اخترعناها، فكانت مبعث سعادتنا، مثل المقصي والدوامة والدرباحة... و... وغيرها.

لم نكن نعرف Play satian أو fortnite أو xbox أو غيرها من ألعاب هذا الزمن، ومع الاعتذار للجيل الحالي فإني أعتقد أن ألعابنا أكثر من حيث اللياقة والتخلص من التوتر الذي يعانيه الجيل الحالي.

تحدثت إلى ذلك الصوت القادم من أعماق الماضي والمحبب إلى قلبي عن هذه المشاعر، فأخرج تنهيدة صادرة من أعماق فؤاد متيم بعشق هذه الديرة، قائلا: ذاك زمن مضى ولن يعود، نعم إنها الكويت المتميزة في كل شيء، لقد عملت في كل المجالات ابتداء من البناء إلى قيادة شاحنات نقل أنابيب النفط من الحقول المختلفة، كما عملت في "ماكينة الشامي" التي تقع في المرقاب غير بعيدة عن بيت الديولي، وكنا نقوم بطحن كل أنواع الحبوب، وأثناء قيام الحرب العالمية الثانية قاست أغلب دول العالم من المجاعة، ولكن لله الفضل والمنة لم تقاسِ الكويت من المجاعة.

وكان لنظام التموين أو "البطاقة" التي بموجبها يتم توزيع المواد الغذائية مثل الرز والطحين والسكر إضافة لبعض المواد الأخرى كالأقمشة وغيرها، وكانت الكويت تقوم بتقديم المساعدة لإمارات دول الخليج والمناطق المحيطة بها، نعم فالكويت وعمل الخير صنوان "بلدة طيبة ورب غفور".

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

أحب الكويت

أحبك يا سديرة عشق يا أحلى الأشجار

ـحب الحضرة والطاروف ودخلة القنبار

أحب لحن الوله في ليلة السمار

وأحب رشة الماية وجرة الميدار

أحب الكويت أحبك يا أغلى دار.

back to top