«النرجسية» وباء خفي ينتشر في العالم

نشر في 24-03-2019
آخر تحديث 24-03-2019 | 00:05
No Image Caption
إذا ما أخذت جولة سريعة في فضاء منصات التواصل الاجتماعي، فسوف تخرج ولديك انطباع، بأن النرجسية تسود العالم... العالم الرقمي على الأقل.

ولن تكون مخطئاً، فخبراء الصحة النفسية يتفقون على أن النرجسية باتت أكثر شيوعاً في حياتنا اليومية، وأوضح ظهوراً من السابق.

واستتبع صعود هذا التوجه صدور أعداد كبيرة من التدوينات والكتب عن النرجسية أخيراً.

وعلى كل، فليس من قبيل المفاجأة أن بات "اقتفاء النرجسية" أشبه بنشاط رياضي على وسائل التوصل الاجتماعي، التي هي بمنزلة الموطن الطبيعي لـ"جيل السيلفي".

لكن لماذا زادت أعداد النرجسيين أكثر من أي وقت مضى على الإطلاق؟

يُعرِّف قاموس كولينز كلمة نرجسية، بأنها "اهتمام استثنائي، أو عجب بالذات، لاسيما بالمظهر الجسدي".

إنها تعبِّر عن مستوى متضخم من حب الذات، والاهتمام الزائد بالنفس، لإشباع رغبة الرضا عن الذات، والمبالغة في أهميتها وقدراتها.

وتنطوي النرجسية على عدد من السمات الشخصية، يتسم بها كل منا بدرجات متفاوتة. لكن في أكثر حالاتها تطرفاً تُصنف كمرض يصيب الصحة النفسية اسمه "اضطراب الشخصية النرجسية".

يقول د. تنيسون لي، وهو استشاري بريطاني متخصص في علاج اضطراب الشخصية النرجسية، إن ثمة تسعة معايير تشخيصية للمرض، كما هو منصوص عليه في الدليل التشخيصي والإحصائي الذي يستخدمه أطباء النفس والباحثون حول العالم.

ولتشخيص مريض بالنرجسية، يجب أن تظهر عليه خمسة على الأقل من المعايير التالية: إحساس متعاظم بأهمية الذات، وخيالات بالنجاح والنفوذ، واعتقاد بخصوصية الذات وتفردها، والمطالبة بتلقي إعجاب مفرط، وإحساس بالاستحقاق.

كما يتسم النرجسي باستغلال الأشخاص والافتقار إلى إظهار التعاطف مع الآخرين والحسد، فضلاً عن استظهار سلوكيات واتجاهات متغطرسة متعجرفة. ويوضح د.تنيسون: "يصبح المريض مضطرباً، إذا ما تكثف ظهور تلك السمات على نحو يسبب نوعاً من المعاناة أو الصعوبات للأفراد الذين يُظهرون تلك السمات أو لمن حولهم. (بي بي سي)

back to top